موسكو تدفع شركاتها لفتح فروع في مناطق أوكرانيا المحتلة

البنوك الروسية تعزز سيطرتها في شرق أوكرانيا بافتتاح فروع جديدة

شروق صبري
بنك سبيربنك الروسي

توسع البنوك الروسية الحكومية في شرق أوكرانيا وافتتح بنكا سبيربنك وVTB فروعاً جديدة رغم العقوبات الغربية.


تعمل روسيا على تعزيز سيطرتها على المناطق الأوكرانية المحتلة حديثًا من خلال افتتاح فروع لأكبر بنوكها الحكومية في مدن مثل ماريوبول.

شجعت الشركات الروسية الكرملين على دخول المناطق الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها بالقوة منذ بدء الحرب في عام 2022. ورغم تجنب العديد من العلامات التجارية لهذه المناطق خوفًا من العقوبات الغربية والمخاطر المرتبطة بتشغيل الأعمال في منطقة حرب، استجابت أكبر بنوك الدولة الروسية، سبيربنك وVTB، لهذه الدعوات.

روسيا تعزز سيطرتها

صرّح سبيربنك، الذي خضع للعقوبات الغربية في عام 2022، لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية بأنه ركب 130 ماكينة صراف آلي وافتتح 48 فرعًا في ما وصفته موسكو بالمناطق الجديدة في شرق وجنوب أوكرانيا، بما في ذلك فروع كاملة. وأضاف البنك: “لقد قدّم سبيربنك خدماته لنحو 70000 شخص ويخطط لتوسيع نشاطه هناك.

وأكد الرئيس فلاديمير بوتين هذا العام للشركات الحكومية أنه لا يوجد ما يدعو للخوف من إنشاء فروع في المناطق المحتلة. وصرح بوتين قائلًا: “يجب عليكم البدء في دخول هذه المناطق بحماس أكبر والبدء في العمل هناك. وأضاف: “كل ما كنتم تخشونه، العقوبات، قد حدث بالفعل. فما الذي يُخشى منه الآن؟”. وفق ما نشرت الصحيفة البريطانية اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024.

السيطرة الروسية

تدعي موسكو أن مناطق دونيتسك، لوهانسك، خيرسون وزاباروجيا أصبحت جزءًا من روسيا وفقًا للدستور بعد احتلالها بالقوة، رغم أن القوات الروسية لا تسيطر بشكل كامل على كل تلك المناطق وتسعى لزيادة سيطرتها من خلال العمليات العسكرية المستمرة. وفي الوقت نفسه، شنت أوكرانيا هجوماً مفاجئاً في منطقة كورسك الروسية الشهر الماضي، حيث استولت على مساحات من الأراضي في محاولة لتعزيز مكاسبها قبل أي محادثات سلام.

من جهة أخرى، تحدث السياسيون ونشطاء حقوق الإنسان والأوكرانيون الذين اضطروا للفرار من المناطق المحتلة عن الانتهاكات التي تتم هناك، بما في ذلك التعذيب والاعتقالات التعسفية، والتي تحدث دون أي رقابة فعلية. ويشيرون أيضًا إلى محاولات موسكو “ترويس” تلك المناطق من خلال تغيير المناهج الدراسية، إزالة المعالم الأوكرانية، وجلب البنوك الروسية إليها.

البنوك الروسية في المناطق المحتلة

تتضمن فروع سبيربنك الجديدة نصف دزينة من “المكاتب المتنقلة” في ماريوبول، المدينة التي دمرتها القوات الروسية في الأشهر الأولى من الحرب ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.

وأعلن بنك VTB، الذي يخضع أيضاً للعقوبات منذ عام 2022، أنه سيبدأ في تقديم خدماته للعملاء في مكاتب ثابتة في ماريوبول بحلول نهاية العام. وقام رئيسه، أندريه كوستين، بقص شريط الافتتاح لأول فرع في مدينة لوهانسك المحتلة في يوليو الماضي، وصرح قائلاً: “هذا ليس مجرد مكتب جديد، بل هو مرحلة مهمة أخرى في عملية دمج المنطقة في الاقتصاد الروسي”.

الشركات الروسية في المناطق المحتلة

حتى وقت قريب، كانت الشركات الروسية الكبيرة مترددة في العمل علنًا في مناطق مثل شبه جزيرة القرم ومناطق دونيتسك ولوهانسك التي تسيطر عليها روسيا منذ عام 2014. ولكن سبيربنك عاد أيضًا إلى القرم في العام الماضي وافتتح أول فرع له بعد توقف عملياته في عام 2014 عندما ضمت موسكو شبه الجزيرة.

وبينما بدأت بعض الشركات الاستهلاكية في الظهور في المناطق المحتلة، لا تزال معظم سلاسل البيع بالتجزئة والعلامات التجارية الروسية المعروفة تتردد في دخول هذه الأسواق بسبب المخاطر العالية.

ربما يعجبك أيضا