موسم رمضان الإعلاني.. لماذا ينفرد النجوم بالمشهد؟

فاروق محمد

لا يكتفي نجوم الدراما العرب والمصريون، بأدوارهم التمثيلية، خلال الموسم الدرامي في شهر رمضان المبارك، بل تجدهم أيضًا يتصدرون إعلانات الشركات في القطاعات المختلفة.

وأصبح الاهتمام بوجود فنان نجم أو “سوبر ستار” كما يطلق عليه لدى صناع المحتوى وسط الشركات المعدة للإعلانات أو إيجاد ممثل بطل وعليه إقبال من الجمهور، وفى صفحات السوشييال ميديا، هدفًا أكبر للإعلان أكثر من محتوى الإعلان الترويجي الذي هو صلب الرسالة الإعلانية.

مصر في المرتبة الرابعة في نفقات الإعلانات العربية

مع بداية شهر رمضان، تستغل الشركات الموسم الدرامي في عرض إعلانات وعروض موسمية تروج لمنتجاتها وخدماتها، ولكن المحتوى يتطور عبر الزمن، وعلى الرغم من اتساع حجم السوق المصرية وحجم الاستهلاك، فإن ذلك لم يكن دافعًا لتتصدر مصر حجم الإنفاق على الإعلانات.

وقال رئيس جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء، حسن علي، إن مصر تأتي في الترتيب الرابع، عربيًّا بعد قطر والإمارات والسعودية، من زاوية الإنفاق على الإعلانات بكل أنواعها، فيبلغ متوسط ما تدفعه مصر نحو 3 مليارات جنيه، خلال السنوات الأخيرة. وألمح إلى أن حجم السوق المصرية الضخمة والتنوع في مكوناتها لم تكن دافعًا لزيادة حجم الإنفاق على الإعلانات بالمقارنة بباقي الدول العربية.

 3 مليارات جنيه متوسط حجم الإنتاج الإعلاني سنويًّا في مصر

قال حسن علي، في تصريح خاص لـ”شبكة رؤية الإخبارية” توجد مشكلة كبيرة في المحتوى المقدم في الإعلانات، فيغلب الاهتمام بالمساكن مرتفعة القيمة “الكومبوندات” أو “الجمعيات الخيرية”، والفارق كبير بين المتلقي لكل إعلان، فمنهم من لا يجد إعلانًا موجهًا إليه.

وأوضح أنه توجد أساليب أخرى متنوعة في الإعلانات، ظهرت خلال المواسم الأخيرة والموسم الحالي، أبرزها إثارة الانتباه وجذب المشاهدين، عبر أسلوب الصدمة، وذلك بإبراز نجم كبير في بداية الموسم، ثم تكون حملة إعلامية له تخدم المنتج تدريجيًّا وتروج له على نطاق واسع.

كيف تحوَّل رمضان إلى ساحة إعلانات؟

تقول الكاتبة المصرية، عزة هيكل، في تدوينة لها، عبر فيسبوك، إن “رمضان تحول إلى ساحة إعلانات على الطبلة والمزمار والدي جي، وتباري الفنانون والمطربون، في الحصول على السبق الإعلاني لشركات المحمول التي تقدم مجموعة من الممثلين مع مطرب أو مطربة في استعراضات راقصة وأغنيات لمشاهير وصلت إلى الهضبة، المطرب عمرو دياب، وتامر حسني وإليسا وشيرين”.

وأضافت أن سوق الإعلانات باتت تشمل قطاع المعمار والتسويق للمنتجعات الفاخرة السياحية والساحلية، ويجري الإعلان عنها بأبطال المسلسلات. وهذه الاحتفالية الغنائية الحركية الراقصة تُعرض في صور استعراضات وأغان، بين فواصل الأعمال والبرامج على جميع القنوات والشاشات، ما يتيح مساحة كبيرة من الانتشار والشهرة، ليس للمنتج ولا الشركات، ولكنها شهرة وحضور إجباري للنجوم والنجمات.

ماذا ينقص الإعلانات الرمضانية؟

قال الأستاذ بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، الدكتور محمود علم الدين، توجد تقنية معروفة في الإعلام وهي اتباع الجمهور دائمًا للنجوم، وهو ما يدفع الشركات إلى اجتذاب النجوم للترويج لعلامتها التجارية، بهدف الاستفادة من جماهيرية النجم وجذب المزيد من العملاء إلى الشركة.

وشدد في تصريح خاص لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، على أن الإعلانات الحالية عامة، تفتقر إلى التنوع والجاذبية والإبداع، موضحًا أنه يوجد المزيد من الأفكار الجديدة لم يجر استخدامها بعد ومهجورة، فضلًا عن أن العزف على أوتار الشفقة يزيد تدريجيًّا كل عام، ووصل إلى ذروته العام الحالي.

ربما يعجبك أيضا