موقع ألماني | هل ستغزو روسيا الأراضي الأوكرانية؟

ترجمات رؤية

رؤية

ترجمة – فريق رؤية

نشر موقع “تي أون لاين” الألماني تقريرًا أشار إلى تصاعد التوترات بين أوكرانيا وروسيا، حيث هدّد وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” بأن أي محاولة للجيش الأوكراني لاستعادة شبه جزيرة القرم، ستمثّل تهديدًا مباشرًا للكرملين يستوجب الرد، محذرًا من تدخل الناتو في هذا الصراع، فيما لوح وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكين” بمعاقبة روسيا حال استخدام القوة في حسم هذا الملف.

 وقد شهدت الفترة الأخيرة زيادة الحشود العسكرية على الجانبين، حيث تتهم روسيا، الحكومة الأوكرانية بسعيها لاستخدام القوة مدعومة من حلف الناتو لغزو شبه جزيرة القرم، بينما تتهم أوكرانيا، الحكومة الروسية بسعيها لضم أجزاء جديدة من أراضيها عن طريق استخدام القوة، كما حدث في عام 2014، حين ضمت روسيا شبة جزيرة القرم؛ الأمر الذي أشعل الصراع والتوتر بين الجانبين حتى اللحظة.

ومثّل اجتماع منظمة الأمن والتعاون، التي تضم حوالي 57 دولة من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا الوسطى، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا، فرصة لإجراء محادثات بين الأطراف الفاعلة في الأزمة الأوكرانية، وخاصة روسيا وحلف الناتو. وحذرت روسيا من عودة سيناريو المواجهة العسكرية، حيث اتهم وزير الخارجية الروسي الناتو خلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في ستوكهولم بحشد القوات العسكرية الأوكرانية على الحدود الروسية، ولذلك دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الغربَ إلى إقناع حلف الناتو بضرورة التراجع عن أي توسع للناتو باتجاه الشرق.

وتخشى الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية الأخرى في ظل الانتشار القوي للقوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا أن تشن روسيا ضربة عسكرية ضد أوكرانيا، حيث يتهم الكرملين أوكرانيا بالتعاون مع الغرب والناتو ضد المصالح الروسية، وذلك من خلال مناورات الناتو العسكرية بالقرب من الحدود الروسية.

بلينكن: الدبلوماسية هي الطريق الوحيد لحل الأزمة

وجدد وزير الخارجية الأمريكي انتقاداته للسياسة الروسية تجاه الصراع الدائر في أوكرانيا، وقال في اجتماع وزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: إن الولايات المتحدة قلقة للغاية بشأن الأدلة التي تؤكد أن روسيا وضعت خططًا لمزيد من الخطوات العدوانية ضد أوكرانيا، وتابع قائلا: “ندعو روسيا إلى احترام سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، ولذلك يجب سحب التعزيزات الأخير للقوات، والوفاء بالوعود الواردة في اتفاقية مينسك، بما في ذلك وقف إطلاق النار”. فيما قال كبير الدبلوماسيين للرئيس الأمريكي جو بايدن إن الدبلوماسية هي الطريقة المثلى لحل هذه الأزمة، ولذلك نحن على استعداد تام لدعم الطرفين للوصول لحل لهذه الأزمة.

روسيا تقترح عقد قمة مع الولايات المتحدة

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي “سيرجي ريابكوف” أن الكرملين يتوقع لقاءً بين الرئيسين الروسي والأمريكي، وأن هذه الخطوة مهمة لحسم الخلاف حول بعض الملفات الخطيرة للغاية، وتابع ريابكوف بأن الوضع في أوروبا مقلق للغاية. فيما أكد وزير الخارجية الروسي في بداية لقائه مع نظيره الأمريكي أن روسيا لطالما كانت منفتحة على المحادثات لحل تلك الأزمة، وتبذل كل الجهد لحلها، هذا في الوقت الذي لم يعلن فيه الأمريكيون مرة واحدة فقط أنهم يريدون المساعدة، بل إن روسيا أكدت دائمًا أن الالتزام باتفاقية “نورماندي” – التي شاركت فيها فرنسا وألمانيا – كافٍ لحل الأزمة، ومع ذلك لا تعتبر روسيا نفسها طرفًا في النزاع.

جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يعتقل أوكرانيين

وقد أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) إلقاء القبض على ثلاثة جواسيس أوكرانيين، على حد وصفه، وقال الجهاز إن أحد العملاء الذين جرى القبض عليهم كان يحمل عبوتين ناسفتين، في حين ذكر الجهاز أن العميلين الآخرين قد وصلا إلى روسيا لجمع المعلومات والتقاط الصور ومقاطع الفيديو للمنشآت ذات الأهمية الاستراتيجية والبنى التحتية لنقلها إلى المخابرات الأوكرانية، كما تم العثور بحوزتهما على أسلحة نارية في السيارة التي كانت معهما، واعترف الرجلان بأنهما يعملان لصالح المخابرات الأوكرانية مقابل مكافأة قدرها عشرة آلاف دولار، وليست هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها روسيا ذلك، ولم تعلن المخابرات الروسية عن كيفية القبض على هؤلاء الأشخاص الثلاثة، والمكان الذي ألقي فيه القبض عليهم، ولكنها اكتفت بالمعلومات التي جرى ذكرها.

ذكريات عام 2014

تدهورت الأوضاع بين أوكرانيا وروسيا مؤخرًا بسبب نشر المزيد من القوات الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، حيث تتهم كييف موسكو بحشد 115 ألف جندي على الحدود، فيما يتهم الكرملين أوكرانيا بنقل أكثر من 120 ألف جندي إلى الحدود في منطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين المواليتين لروسيا، وقد أعادت هذه التطورات ذكريات عام 2014.

أوكرانيا وحلف الناتو                         

أوكرانيا التي لم تستعد سيادتها على أراضيها، ولم تنجح بمساعدة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في إجبار روسيا على الانسحاب، لا تزال تحاول استعادة شبه جزيرة القرم، أو على الأقل محاولة صد روسيا عن القيام بأي توغل جديد في الأراضي الأوكرانية. من جانب آخر، لم تنجح روسيا هي الأخرى في إعادة أوكرانيا إلى منطقة نفوذها منذ عام2014، بل على العكس وقَّعت أوكرانيا اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي كطخوة بديلة أو مؤقتة في طريق الحصول على عضوية الناتو، وقد جاءت التطورات الأخيرة بين كييف وموسكو لتزيد الفجوة بين الطرفين وتعمق من شدة الصراع بينهما، وتدفع كييف للاحتماء بالحلف الغربي في مواجهة الدُب الروسي، حيث قدمت واشنطن مع بقية دول الناتو دعمًا قويًّا بالسلاح والعتاد، الأمر الذي ترفضه موسكو جملةً وتفصيلًا، وتحذر من استمراره باعتباره يمثّل تهديدًا للأمن القومي الروسي، ويبدو أن روسيا تدرك جيدًا انشغال واشنطن بمواجهة التنين الصيني، وأن الفرصة قد تكون مواتية للانقضاض على كييف إذا استمرت الأخيرة في الاستمرار على نهجها في التقرب إلى الغرب والناتو والابتعاد عن روسيا؛ الأمر الذي يفسّر زيادة الحشود العسكرية الروسية وإعادة تمركزها على الحدود مع أوكرانيا.

لقراءة النص الأًصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا