موقف ترامب من اليهود مربك.. يحب إسرائيل أم يعادي السامية؟

أحمد ليثي
ترامب

حاول ترامب إبقاء العنصريين والمعادين للسامية الذين دعموه على مسافة منه، دون إبعادهم تمامًا، عندما كان في السلطة، وفي الوقت نفسه، كان يمنح الحكومة الإسرائيلية هدية تلو الأخرى.


تناول الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عشاءه الأسبوع الماضي مع المغني الأمريكي كاني ويست، المدان بمعاداة السامية، ونيك فوينتيس، منكر الهولوكوست.

وفي المقابل، قال رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية، مورتون كلاين، إنه لم يعد بإمكانه تجاهل تحريض الرئيس السابق على التعصب، مشيرًا إلى أنه يعلم أن ترامب ليس معاديًا للسامية ويحب إسرائيل، لكنه يشرّع “كراهية اليهود”، حسب “نيويورك تايمز”.

كاني ويست

كاني ويست

قلق يهودي

في تقرير “نيويورك تايمز” الذي نشرته أمس الأول الاثنين 28 نوفمبر 2022، كتب مراسل الكونجرس، جوناثان وايزمان، أن القلق بالنسبة إلى اليهود يمتد إلى ما هو أبعد من تناول وجبة عشاء مع شخص يعادي السامية، فقد سلط الضوء على الجدل بشأن ما قد يكون أكثر اللحظات إرباكًا في تاريخ الولايات المتحدة خلال نصف قرن وأكثر.

ومن جهته، قال مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش، وأحد مؤيدي ترامب وسياساته، جاي ليفكوفيتز: “عادة ما يفصل الأمريكيون بين سلوك الشخص ومنصبه، لكن ترامب تجاوز كل المعايير المقبولة، فلا يمكن أن تكون معاداة السامية أمرًا مقبولًا”.

كراهية اليهود تنتشر

أشار وايزمان إلى أن ويست شخصية لها عدد هائل من الأتباع، وتبنيه لكراهية اليهود ينقل تلك الثقافة إلى محبيه، وأن النازيين الجدد بدؤوا الانتشار على “تويتر”، مشاركين ميمات تحث على كراهية اليهود، وقد نشر رجل الأعمال، إيلون ماسك، تغريدة برسم كاريكاتوري للضفدع بييي، الذي كان رمزًا تتبناه حركة “تفوق البيض”.

ويرى وايزمان أن مستوى التعبير عن الأفعال المعادية للسامية مرتفع بما يمكن أن يخلق بيئة غير صحية في الولايات المتحدة، ويجب القضاء عليها في مهدها، خاصة بعد أن أعرب قادة الجمهوريين في مجلس النواب أن الحزب بصدد إعادة مارجوري تايلور جرين عن ولاية جورجيا، وبول جوسار، عن ولاية أريزونا، رغم إدلائهما بتعليقات معادية للسامية.

معاداة السامية

معاداة السامية

انقسام داخل المجتمع اليهودي

قدم الممثل الكوميدي، ديف شبيل، منولوجًا لاذعًا في برنامج “ساترداي نايت لايف” حول اليهود وأعدادهم في هوليوود، بعد تغريدة المغني كاني ويست التي قال فيها: “اذهب إلى الجحيم مع الشعب اليهودي”. لكن بعد تناول ويست العشاء مع ترامب، انقسم يهود أمريكا حول ما إذا كانت إداناتهم لترامب ستضر بإسرائيل حال عودته لرئاسة أمريكا.

من جهته، قال أستاذ التاريخ في جامعة نورث وسترن، بيتر هايز، إن اليهود الأمريكيين منقسمون بشدة حول ما إذا كانوا سيواجهون النازية مباشرة من خلال الاحتجاجات والمقاطعات، أو العمل خلف الكواليس، خوفًا من تأجيج معاداة السامية.

تشجيع على معاداة السامية

حاول ترامب إبقاء العنصريين والمعادين للسامية الذين دعموه على مسافة منه، دون إبعادهم تمامًا، عندما كان في السلطة، وفي الوقت نفسه، كان يمنح إسرائيل الهدية تلو الأخرى، منها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والضغط على الفلسطينيين، والاعتراف بضم هضبة الجولان، وإفساد الاتفاق النووي مع إيران.

لكن تناول العشاء مع ويست أغضب المجتمع اليميني، وقال السناتور الجمهوري، بيل كاسيدي، إن “استضافة الرئيس ترامب لشخص يعادي السامية يشجع عليها، هذه مواقف غير أخلاقية ولا ينبغي التساهل فيها”.

تمكين المتطرفين

قاطع الاتحاد الأرثوذكسي، وهو أحد أكبر المنظمات اليهودية في أمريكا، جميع العلاقات مع ضيوف ترامب، بل وطلب من القادة المسؤولين في الحزب الجمهوري التحدث علانية برفض معاداة السامية. وقال الحاخام هاور، نائب الرئيس التنفيذي للاتحاد، إن “أفعال السيد ترامب الطيبة تجاه إسرائيل، لم تنفِ أفعالة التي تحض على الكراهية”.

من جهته، قال حاكم ولاية أركنساس، إيسا هاتشينسون، الذي أظهر طموحًا إلى الترشح لانتخابات الرئاسة الجمهورية في عام 2024، يوم الأحد: “آمل ألا نضطر يومًا ما إلى الرد على ما قاله أو فعله الرئيس السابق ترامب”، متهما الأخير بتمكين المتطرفين المتعصبين في البلاد.

انتقادات حادة لترامب

قال السكرتير الصحفي السابق في عهد جورج دبليو بوش وعضو مجلس إدارة التحالف اليهودي الجمهوري، آري فلايشر، إنه قبل تصريح ترامب بأنه لا يعرف فوينتيس، لكن “لو كان السيد ترامب قد عرف خلفيته، لوجب عليه أن يطرده من قصره”.

ومع ذلك، خفف فلايشر من انتقاداته لترامب، قائلاً إنه لا يجب أن يعتبر ترامب معاديًا للسامية، ولا يزال يقدّر دعمه العميق لإسرائيل ومعاهدات السلام الـ4 التي ساعد في تأمينها في الشرق الأوسط، معتبرًا الرئيس السابق شخصًا يستسلم لأفكاره غير المدروسة.

ترامب غير معادٍ للسامية

قال نائب الرئيس الأمريكي السابق، مايك بنس، إنه لا يعتقد أن ترامب معادٍ للسامية أو عنصري، لكنه أظهر سوء تقدير عميق عندما سمح للرجلين (ويست وفوينتيس) بالقعود معه إلى الطاولة، وعليه الاعتذار والتنديد بهما وبتصريحاتهما المعادية للسامية.

ولم يعلق الكثير من الجمهوريين على الحدث، ومنهم النائب كيفن مكارثي، الذي يطمح إلى أن يصبح رئيس مجلس النواب العام المقبل، وكذلك حاكم ولاية فلوريدا، رون ديسانتيس، المنافس الأقوى لترامب لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024.

ربما يعجبك أيضا