موقف مفاوضات هدنة غزة من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

إسراء عبدالمطلب

بينما لم تشارك الولايات المتحدة بشكل مباشر في الهجوم على جنوب لبنان، أفادت تقارير صحفية بأنها لعبت دورًا بارزًا في الهجوم المفاجئ الذي شنته إسرائيل على أهداف تابعة لحزب الله فجر الأحد.


أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، فرض “حالة خاصة في الجبهة الداخلية” بجميع أنحاء البلاد، اليوم الأحد 25 أغسطس 2024.

وجاء ذلك بعد الهجوم الاستباقي الذي شنته إسرائيل على أهداف تابعة لحزب الله في لبنان، وإعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ نحو 100 طائرة حربية هجمات دمرت آلاف القذائف النارية التي كان حزب الله يستهدف بها معظمها شمال البلاد وبعضها نحو الوسط.

ما موقف مفاوضات الهدنة من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟| شبكة رؤية الإخبارية

ما موقف مفاوضات الهدنة من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله؟| شبكة رؤية الإخبارية

حالة الطوارئ

حسب بيان صادر عن مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، قال إن إعلان “الحالة الخاصة بالجبهة الداخلية” يتيح للجيش إصدار تعليمات للمواطنين، بما في ذلك تقليل التجمعات وإغلاق مواقع معينة، وتُفرض هذه التعليمات عادة في حالات وجود مؤشرات على وقوع حرب أو هجوم كبير، وتستمر لمدة 48 ساعة.

وأشار البيان إلى أنه تم تغيير السياسة الدفاعية لقيادة الجبهة الداخلية اعتبارًا من صباح الأحد، وفرضت قيود جزئية على مناطق مثل شمال الجولان، وجنوب الجولان، وخط النزاع، والجليل بمناطقه المختلفة، وادي بيت شان، الكرمل، وادي عارة، ومنشية وشارون ودان.
ووفقًا للتعليمات، يمنع التجمع في الأماكن المفتوحة لأكثر من 30 شخصًا، وفي المباني المغلقة لأكثر من 300 شخص، كما يتعين أن يكون العمل والتعليم في أماكن يمكن الوصول منها إلى المناطق المحمية.

دور أمريكا في الهجوم على حزب الله

توقفت الرحلات من وإلى مطار بن جوريون في تل أبيب لنحو ساعتين قبل أن تُستأنف، وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن حزب الله كان يخطط لهجوم كبير باستخدام 6 آلاف صاروخ وطائرة مسيّرة، فيما قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن بلاده لا تسعى لحرب شاملة ولكنها ستتصرف بناءً على التطورات، وإن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات استباقية في لبنان لإزالة التهديد بعد رصد استعدادات حزب الله لإطلاق صواريخ وقذائف باتجاه الأراضي الإسرائيلية.

وبينما لم تشارك الولايات المتحدة بشكل مباشر في الهجوم على جنوب لبنان، أفادت تقارير صحفية بأنها لعبت دورًا بارزًا في الهجوم المفاجئ الذي شنته إسرائيل على أهداف تابعة لحزب الله فجر الأحد، وذكرت صحيفة “واللا” الإسرائيلية أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة مسبقًا بخططها للهجوم على لبنان، وأوضحت الصحيفة أن مسؤولًا إسرائيليًا صرح بأن “إسرائيل تعمل بمفردها ضد حزب الله”، لكن “بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة”.

حرب إقليمية

قال أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطيني، الدكتور جهاد أبو لحية، في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إنه في حال محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال الأحداث الأخيرة في الشمال كفرصة للتهرب من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما يبدو أنه يسعى لتحقيقه بشدة، قد تتدحرج الأمور إلى حرب إقليمية.

وأضاف أبو لحية أنه يجب على الإدارة الأمريكية ممارسة ضغطًا كبيرًا لمنع استغلال الرد الأولي من حزب الله على اغتيال القائد البارز في الحزب، فؤاد شكر، في تصعيد الأمور، مؤكدًا أن الضغط الأمريكي الجاد على نتنياهو لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هو الخطوة الوحيدة التي قد تمنع تدهور الوضع إلى حرب إقليمية شاملة، وتساهم في إعادة الهدوء إلى المنطقة.

وتابع الرقب: “إذا مضى نتنياهو في استغلال الوضع واعتبره فرصة لتحقيق أهدافه دون ممارسة الولايات المتحدة لضغط جاد، فإن المنطقة ستدخل حتمًا في حرب إقليمية تشتعل فيها كافة الأطراف نتيجة لهذه الحرب.

مصير المفاوضات في غزة

من جهة أخرى، قال أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح الفلسطينية، الدكتور أيمن الرقب، في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، إن الأزمة الحالية بين حزب الله وإسرائيل ليست مرتبطة بمفاوضات الهدنة، لافتًا إلى أن الإعلام ركز على تصوير الصراع كأنه رد إيراني على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، أو كأن رد حزب الله على اغتيال قائده فؤاد شكر سيؤثر على جهود التهدئة.

وأشار الرقب إلى أن هذين الملفين مختلفان تمامًا، وأن إسرائيل هي التي نفذت عمليتي الاغتيال، وبناءً على ذلك، يجب على إسرائيل تحمل مسؤولية أفعالها، مشددًا على أن الصراع بين حزب الله وإسرائيل لن يؤثر على مفاوضات الهدنة في غزة.

ربما يعجبك أيضا