ميدان التحرير.. من “رمز” للصمود إلى مزار سياحي

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدأت الحكومة المصرية في تطوير ميدان التحرير، ضمن جهود تطوير القاهرة التاريخية، التي تقوم بها الحكومة حاليًا، وإعادته إلى رونقه ليكون مزارًا سياحيًا وأثريًا.

وأوضح رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أن انتقال الحكومة للعاصمة الإدارية الجديدة سيكون فرصة للاهتمام بالقاهرة ومبانيها التاريخية، ومعالمها الأثرية والسياحية، مشيرًا إلى أن ميدان التحرير هو أحد أهم الميادين، ولذا تم التكليف بتطويره على أعلى مستوى، حيث سيتم تزيينه بإحدى المسلات، التي يتم ترميمها بطول 19 مترًا، وكذا الاهتمام بأعمال الرصف، والإنارة، وتنسيق الموقع، مطالبًا المهندس شهاب مظهر، بسرعة الانتهاء من مخطط التطوير لتتولى شركات المقاولات التنفيذ على الفور.

في غضون ذلك، علق خالد مصطفى، مدير المكتب الإعلامي لمحافظة القاهرة، بأن المحافظة حاليًا تسير على خطى أعمال تطوير القاهرة الخديوية والذي يشمل أيضًا تطوير ميدان تحرير، مؤكدًا أنه حتى الآن لم يتم الإتفاق على مخطط جديد من أي جهة حكومية، وفقا لموقع “أهل مصر”. 

وصرح خالد مصطفى، أن المتداول حتى الآن هو وجود مسلة في ميدان التحرير بطول 19 مترًا، مؤكدًا أنه كان هناك خطة موضوعة وتم بالفعل البدء فيها منذ سنوات ماضية لتطوير ميدان التحرير ضمن أعمال مبادرة “القاهرة الخديوية” وآخرها هي طلاء كافة واجهات العقارات المجاورة للمتحف المصري وميدان التحرير. 

ما مصير القاهرة بعد نقل المقرات الحكومية إلى العاصمة الإدارية؟

وأكد خالد مصطفى أن فكرة تطوير ميدان التحرير جاءت في هذا التوقيت بالتزامن مع نقل جميع الهيئات والمؤسسات الحكومية من القاهرة إلى العاصمة الإدارية، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من الوزارات كالصحة والسكان والإسكان وهيئة المجتمعات العمرانية بهم أماكن تراثية وقصور داخلية أثرية لذا سيتم إعادة استغلالهم بشكل يليق بمكانتهم المرموقة، مؤكدًا أن القاهرة الخديوية لم تتأثر وستسير الأوضاع بشكل يليق بها.

وبشأن مصير جميع المقرات والهيئات الحكومية بالمحافظة، قال مصطفى: إن هناك لجنة تم تشكيلها من قبل مجلس الوزراء مسؤولة أمام المحافظة عن تلك المشروعات القومية الهائلة، وهدفها هو تحديد مصير جميع الأماكن والمقرات والهيئات الحكومية والتراثية والأثرية التي سيتم إعادة استغلالها وتطويرها.

مخطط التطوير منذ 2014

يرجع مخطط تطوير ميدان التحرير إلى مبادرة تطوير القاهرة الخديوية، التي بدأت منذ عام 2014 على 3 مراحل ومستمر حتى الآن، حيث ينقسم مشروع القاهرة الخديوية إلى “ميدان التحرير، وميدان هليوبوليس، وميدان عابدين، وهدى شعراوي، وقصر النيل، وشارع الألفي”.

وتم بالفعل تطوير كافة الأماكن، واستمرار تطوير ميدان التحرير كالتالي: طلاء واجهات عقارات المجاورة لميدان التحرير والمتحف المصري، أعمال الرصف والإنارة، الانتهاء من كافة الأماكن العشوائية الخطرة وغير الآمنة، القضاء على الباعة الجائلين، تحويل مجمع التحرير بعد نقله للعاصمة إلى مزار سياحي أو إعادة تخطيطه كمبنى أثري، تطوير كورنيش النيل وكوبري قصر النيل وتزيينه.

وميدان التحرير هو أكبر ميادين القاهرة، سمي في بداية إنشائه باسم ميدان الإسماعيلية، نسبة للخديوي إسماعيل، ثم تغير الاسم إلى “ميدان التحرير”، نسبة إلى التحرر من الاستعمار في ثورة 1919 ثم ترسخ الاسم رسميًا في ثورة 23 يوليو عام 1952.

يحاكي الميدان في تصميمه ميدان شارل ديجول الذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس.

رمز ميدان التحرير إلى حرية الشعوب وصمودها حين شهد عدة مواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية منها بدأت أحداث ثورة 1919 ومظاهرات 1935 ضد الاحتلال الإنجليزي وثورة الخبز في 18 و19 من يناير عام 1977، ومنها أيضا ثورة 25 يناير عام 2011، وانتهت تلك الثورة إلى إسقاط النظام الحاكم للرئيس محمد حسني مبارك، والذي أصبح رمزا للمتظاهرين وصمودهم وحريتهم.

ويحتوي ميدان التحرير على المتحف المصري ومجمع التحرير وجامعة الدول العربية والمقر السابق لوزارة الخارجية، وفندق ريتز كارلتون ومسجد عمر مكرم وكنيسة قصر الدوبارة.
 

ربما يعجبك أيضا