ميلشيا إيران تثير الفوضى.. هل يستطيع الغرب والولايات المتحدة إيجاد الحلول؟

عمر رأفت
ميلشيا إيران تثير الفوضى.. هل يستطيع الغرب والولايات المتحدة إيجاد الحلول؟

كثفت ميليشيا الحوثي، أحد الأذرع الإيرانية في اليمن هجماتها على سفن الشحن الدولي، في الوقت الذي أطلق فيه حزب الله اللبناني، الذراع الأخرى لطهران ولكن في لبنان وابلًا من الصواريخ ضد إسرائيل خلال الأسبوع الماضي.

وحسبما ذكرت تقارير مستندة إلى وكالات بحرية بريطانية، وأبرزتها شبكة إيران انترناشيونال، أمس الأحد 9 يونيو 2024، فإن النيران اشتعلت في سفينتين بعد تعرضهما لمقذوفات قبالة مدينة عدن اليمنية.

تصعيد ثنائي

بدأت الهجمات في منتصف نوفمبر الماضي بعد أن دعا المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، عدد من الدول إلى فرض حصار على التجارة الإسرائيلية، كما كثف حزب الله هجماته الصاروخية على إسرائيل، ما أثار مخاوف من نشوب حرب شاملة، مع نفاد صبر إسرائيل مع تدهور الوضع الأمني.

وتزامن هذا التصعيد الثنائي مع الانتقادات الغربية لإيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، وتقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مع تأييد من الولايات المتحدة، بطلب من طهران بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.

هذا الأمر قد يكون مقدمة لتحرك القوى الغربية لإحالة قضية إيران مرة أخرى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وهو ما قد يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة، وقبل أيام من هذا القرار، كتبت القوى الأوروبية الثلاث إلى مجلس الأمن تشرح بالتفصيل انتهاكات إيران لاتفاقها النووي لعام 2015، وهي خطوة قال دبلوماسيون إنها تهدف إلى الضغط على طهران لحل القضية دبلوماسيًا وتجنب إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.

الحوثيون في اليمن

الحوثيون في اليمن

رد الفعل الإيراني

لم تهدد الرسائل البريطانية والفرنسية والألمانية صراحة بإعادة عقوبات الأمم المتحدة، لكنها أشارت إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي كرّس الاتفاق النووي ومنح تلك السلطة، ينتهي في 18 أكتوبر 2025.

وظهر رد الفعل الإيراني جليًا، إذ شعر قادة النظام بالقلق إزاء تداعيات قرار الوكالة الدولية، وقال الدبلوماسي الإيراني السابق المقيم في نيويورك، كوروش أحمدي، لصحيفة انتخاب في طهران، إن الخطوة الأوروبية يمكن أن تكون مقدمة لطرح قضية إيران في مجلس الأمن، مضيفًا أن الغرب يمارس ببساطة الضغط على إيران.

وقال عدد من المتابعين في طهران لوسائل الإعلام المحلية إن المفاوض النووي السابق سعيد جليلي يعد مرشحًا قويًا لأنه يتمتع بدعم التيار المتشدد في إيران، والمرشحان القويان الآخران هما رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ورئيس البرلمان السابق علي لاريجاني، وكلاهما يتمتع بدعم الدائرة المحافظة الأوسع.

حزب الله

حزب الله

هل يصبح جليلي رئيسًا؟

في حين يُنظر إلى جليلي على أنه شخصية محفوفة بالمخاطر بسبب معارضته الشديدة لأي اتفاق مع الغرب، يُنظر إلى قاليباف ولاريجاني على أنهما شخصيتان أكثر اعتدالاً، لكن الثلاثة موالون لخامنئي.

وإذا تمت إدارة الانتخابات بطريقة يصبح فيها جليلي رئيسًا، فسوف يبعث ذلك برسالة أكثر سلبية فيما يتعلق بالعلاقات مع الغرب، في حين قد يتم تفسير انتخاب قاليباف أو لاريجاني على أنه خيار أقل استفزازًا، ومن الممكن أيضًا انتخاب متشدد آخر غير جليلي، لكن بشكل عام، يجب على الرئيس الجديد اتباع ما يتقرر في مقر خامنئي.

ربما يعجبك أيضا