مُترجمة سيسيه تروي لـ«رؤية» رحلتها من مدرجات الساحرة المستديرة إلى «الكابينة»

رنا الجميعي
مريم عبد الحكيم مترجمة مباراة مصر والسنغال

لفتت المترجمة الشابة انتباه المتابعين بهدوئها في مؤتمر تصريحات المدير الفني السنغالي أليسو سيسيه من الفرنسية إلى العربية.. تعرف عليها في حوار "شبكة الرؤية الإخبارية"


فاز المنتخب المصري على منتخب السنغال، يوم الجمعة الماضي 25 مارس 2022، في استاد القاهرة، في مباراة ذهاب الدور الفاصل لتصفيات كأس العالم 2022 بقطر.

والتفت متابعو مواقع التواصل الاجتماعي إلى شابة مُتمكّنة ترتدي الحجاب، تترجم تصريحات المدير الفني السنغالي أليسو سيسيه من الفرنسية إلى العربية.

مروة تروي القصة

مريم عبد الحكيم هي المُترجمة التي لفتت الأنظار إليها، وكانت تقوم بترجمة التصريحات الصحفية للمدير الفني السنغالي وقائد المنتخب كاليدو كوليبالي، فمن “كابينة الترجمة” إلى مدرجات كرة القدم، تروي مريم رحلتها.

مريم عبد الحكيم مترجمة مباراة مصر والسنغال

جلست عبد الحكيم بكل ثقة وثبات بجوار المدير الفني السنغالي أليسو سيسيه، ذلك الهدوء لفت الأنظار إليها، وفوجئت الشابة بعد انتهائها من العمل بالضجّة التي أحدثها المُتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي.

“اللحظة لم تأت من العدم”.. “أول مرة تطوع”

ذكرت المترجمة الشابة في اتصال هاتفي لـ”شبكة الرؤية الإخبارية” أنها فرحت بالتعليقات التي تحدّثت عن ارتدائها للحجاب، بالإضافة إلى شعورها بإدراك المتابعين للطريق الشاق التي مرّت به حتى الوصول إلى هذه اللحظة “الناس شعرت بالمعاناة التي مررت بها وأن هذه اللحظة لم تأتْ من العدم”.

تعمل عبد الحكيم، وهي خريجة كلية الإعلام بالقاهرة عام 2018، مُتطوعة ضمن لجنة الإعلام في مباراة مصر والسنغال، ومن بين مهامها الترجمة الفورية من العربية إلى الفرنسية والعكس، لم تكن تلك المرة الأولى التي تُشارك فيها كمتطوعة ضمن لجنة الإعلام، بل تطوعت المرة الأولى في بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 2019.

تربيت على حُب كرة القدم منذ طفولتي

مرّت المترجمة المحجبة باختبارات قاسية جدًّا على حد وصفها “لأن التطوع داخل لجنة الإعلام يحتاج لمهارات كثيرة أهمّها الثقة بالنفس وتحمّل الضغط”.

ويقوم عمل لجنة الإعلام بالأساس على تيسير عمل الإعلاميين داخل المقصورة المُخصصة بهم، وتقول عبد الحكيم عن هذا العمل: “مُرهق جدًّا لأننا أول من يدخل إلى الاستاد وآخر من يخرج”، وعلى الرغم من الإرهاق فإن خريجة كلية الإعلام لا تشعر سوى باللذة والسعادة خلاله “تربيت على حُب كرة القدم منذ طفولتي”.

ليست المرة الأولى التي تترجم فيها!

في نوفمبر 2019، خاضت عبد الحكيم تجربة الترجمة الفورية للمرة الأولى، خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية تحت سن الـ23، ساعدها على ذلك دراستها للفرنسية منذ أن كانت في الرابعة من عمرها.

وتتذكر عبد الحكيم تجربتها الأولى قائلة: “كانت المرة الأولى التي أدخل فيها إلى الكابينة، وفي تلك البطولة ترجمت أربع مؤتمرات متتالية”، وترجمت أيضًا في بطولة كأس العالم لكرة اليد التي أقيمت في مصر في يناير 2021 “وكانت الترجمة من الفرنسية إلى الإنجليزية والعكس”.

مريم عبد الحكيم مترجمة مباراة مصر والسنغال

موقف طريف مع سيسيه

يختلف عمل البطولة عن المباراة على حد قول عبد الحكيم، لأن ضغط العمل أشدّ خلال البطولة مع توالي المباريات، وكل مباراة لها مؤتمر صحفي قبل وبعد.

في مباراة مصر والسنغال، تتذكر الشابّة موقفًا طريفًا؛ ذكر أحد الصحفيين سؤاله بالفرنسية، وكان سيسيه سيُجيبه على الفور، لكن الاحترافية تُحتّم عليها ترجمة السؤال إلى العربية أولًا لبقية الصحفيين، تقول: “قررت أستأذنه بلطف لأترجم السؤال وبالفعل تقبّل الأمر بهدوء، وهو ما أعطاني حماسًا لاستكمال عملي”.

من الاحترافية السيطرة على المشاعر

واجهت عبد الحكيم موقفًا أكثر صعوبة، وهو تحكّمها في مشاعرها، ففي النهاية تُشجّع الشابة ذات الـ25 عامًا المنتخب المصري، “من غير الاحترافي أن أسمح لمشاعري بالظهور على وجهي أو نبرة صوتي”، وهو ما أجادته المترجمة الشابة خلال المؤتمر الصحفي وأشاد به المُتابعون، لكن الأمر لم يكن سهلًا عليها.

تقول المترجمة الشابة: “واجهت صعوبة في ضبط طبقة صوتي حتى لا يظهر عليها الفرح بالانتصار”. ورغم أن عبد الحكيم صارت مُترجمة متمرسة لكنها تستعد وتذاكر في كل مرة، وتتمنى الشابة الاستمرار في مجال الإعلام الرياضي الشغوفة به “كل ما أتمناه هو ترك أثر وأن أكون ملهمة لغيري”.

ربما يعجبك أيضا