مُرشحون مُحتملون لـ«هزيمة أردوغان» في الانتخابات التركية.. مَنْ هم؟

رنا أسامة

سعت المعارضة التركية إلى إرجاء العملية الانتخابية وسط مخاوف من إضاعتها لوقت ثمين.


تتراجع شعبية الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، في وقت تشهد فيه بلاده أزمة اقتصادية غير مسبوقة، دفعت المعارضة التركية إلى البحث عن بطل “يهزم” أردوغان في انتخابات الرئاسة المقبلة.

يأتي هذا مع بلوغ معدلات التضخم مستويات غير مسبوقة، وهبوط سعر الليرة، وارتفاع أسعار السلع والخدمات. وفي هذا الصدد، تحدّثت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، في تقرير نشرته يوم 5 مايو 2022، عن أبرز المرشحين المُحتملين للانتخابات التركية المُقرر إجراؤها العام المقبل.

كمال كليجدار أوغلو.. المناضل ضد “معركة كبرى”

كمال كاليجدار

يقود زعيم حزب الشعب الجمهوري، كليجدار أوغلو، 73 عامًا، تحالفًا متباينًا من 6 أحزاب في انتخابات يونيو 2023، أملًا في الإطاحة بأردوغان. وفي تصريحات سابقة، قال أوغلو إنه كان يناضل من أجل “معركة كبيرة” ضد الفقر المتزايد، والتضخم الساحق، والظلم المؤلم الذي يجتاح البلاد. وأجرى أوغلو الذي قاد منذ عام 2010 حزب الأب المؤسس لتركيا، مصطفى كمال أتاتورك، تحولًا مؤخرًا.

وسخر من أردوغان، واصفًا إياه بـ”الخاسر المتسلسل بصناديق الاقتراع”. ومع اقتراب موعد إجراء انتخابات حاسمة، خلال 13 شهرًا، حذّر أوغلو خصومه، داخل تحالفه المُعارض، إما بالانضمام إليه وإما الابتعاد عن طريقه. وفق فاينانشال تايمز، ويرى محللون سياسيون أن الاقتصاد التركي والقلق المتزايد بشأن 3.6 مليون لاجئ سوري في البلاد، قد يمنح منافسي أردوغان أفضل فرصة على الإطلاق للفوز.

أردوغان قد “يلتهمه حيًّا”

بحسب الزميل الزائر بالمعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية في برلين، بيرك إيسن، فإن “الظروف جاهزة لتغيير تاريخي. والحزب الحاكم منقسم، والمعارضة تتحد، الوضع الاقتصادي يزداد سوءًا”. ولكن على جانب آخر، تتخوف أصوات معارضة من إصرار أوغلو، على ترشيح نفسه لمنافسة أردوغان، متوقعين أن الرئيس التركي “سيلتهمه حيًّا”.

ويقول مسؤول كبير من أحد أحزاب المعارضة الخمسة الأخرى، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع حزب الشعب الجمهوري، إن كليجدار أوغلو، “يموت من أجل الترشح”، مُضيفًا: “ليس لدي شك في أنه سيكون الأفضل بين المرشحين المحتملين، ولكن لديه أدنى فرصة للفوز”.

منصور يافاش.. محافظ وقومي ورجل دولة

منصور يافاش

حقق منصور يافاش، 66 عامًا، عمدة أنقرة الحالي، معدلات قبول عالية بالعاصمة التركية، بالتركيز بلا هوادة على تحسين الخدمات العامة، في مدينة كان يديرها لسنوات حليف غريب الأطوار لأردوغان، الذي أهدر المال العام على تماثيل ديناصورات ومدينة ملاه عملاقة، بحسب الصحيفة. ومؤيدو يافاش يصفونه بأنه “محافظ وقومي لكنه أيضًا متحفظ ورجل دولة”.

وهو الأمر الذي قد يُمكّنه من جذب أصوات ناخبي أردوغان. ويمكنه الإشراف على خطة المعارضة لإلغاء نظام الحكم الرئاسي الذي وضعه أردوغان عام 2018، واستعادة دور البرلمان. ويقول البرلماني السابق بالحزب الحاكم، سوات كينيكلي أوغلو، الذي أدار إحدى حملات يافاش الانتخابية السابقة: “بإمكانه أن يكون شخصية عظيمة يُسجلها التاريخ على أنها أعادت تركيا إلى النظام الطبيعي”.

إمام أوغلو.. المُرشح الشعبوي الأقوى

داعمون لإمام أوغلو

يرى محللون سياسيون أن إمام أوغلو، 51 عامًا، عُمدة إسطنبول، المرشح الأقوى لهزيمة أردوغان. يصف نفسه بأنه ديمقراطي اجتماعي، تالٍ للقرآن، وسياسي أكثر صراحة، قادر على جذب مجموعة أوسع من الناخبين. وقال عنه أستاذ العلوم السياسية بجامعة كوتش بإسطنبول، جارك أوغلو، إنه “مشهور ويافع ونشيط”. وأضاف: “بإمكانه التعامل مع أردوغان الذي سيبدو قديمًا في مواجهته”.

وأشار إلى أنه “يفقد أعصابه أحيانًا، لكن هذا جيد في السياسة التركية”. واكتسب أوغلو خبرة في خوض الانتخابات المتنازع عليها، ولكن تخشي المعارضة أن يلجأ أردوغان إلى تكتيكات مخادعة في محاولة للتشبث بالسلطة. في عام 2019، انتُخب إمام أوغلو رئيسًا لبلدية إسطنبول بفارق ضئيل، ولكن أردوغان ألغى نتائج الانتخابات، بدعوى التزوير، قبل أن ينجح أوغلو في الفوز بجولة الإعادة بأغلبية ساحقة.

هل يظهر أردوغان جديد؟

إمام أوغلو

رغم ذلك، يزعم معارضو أوغلو أنه “طموح للغاية”، بما لا يمكن الوثوق به في مهمة تفكيك النظام الرئاسي الذي بناه أردوغان لنفسه. وقال مسؤول كبير في أحد أحزاب المعارضة الأصغر: “يمكن أن يكون رجب طيب أردوغان جديد. ولا أحد يريد ذلك. وبمجرد أن تتولى المنصب، متمتعًا بكل هذه السلطات، يمكنك فعل أي شيء تريده”.

وبدوره، قال شخص مقرب من إمام أوغلو لصحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، إنه يشترك مع الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، في أمرين اثنين، هما “تراث البحر الأسود، ولعب كرة القدم في مرحلة شبابه”. ولكن “بعيدًا عن هذين الأمرين، لا شيء مشترك بينهما إطلاقًا”.

ميرال أكشينار.. دور حاسم

ميرال أكشينار

ستلعب ميرال أكشينار، 65 عامًا، زعيمة حزب الخير التركي المعارض، دورًا حاسمًا في اختيار المنافس المرتقب للرئيس الحالي، أردوغان. وقد استبعدت نفسها من الترشح للرئاسة، قائلة إنها “تفضل أن تكون رئيسة للوزراء في حكومة معارضة مستقبلية خير لها من الترشح لرئاسة تركيا”.

وبحسب فاينانشال تايمز، توجد عدة دلائل ومؤشرات على أن أكشينار تفضل دعم إمام أوغلو، ولكن يجب عليها إجراء حسابات معقدة حول المرشح الذي يمكنه الفوز، ويوافق في الوقت نفسه طموحاتها السياسية وتوجهاتها الفكرية، وذلك ما يجعل رهانها على مجهول لا تعلم عنه الكثير، لا سيما حال توليه الرئاسة.

الأكراد فاعل أساسي.. مَن سيدعمون؟

صلاح الدين ديمرطاش

أحد الاعتبارات الرئيسة للفوز في الانتخابات، كما تقول فاينانشال تايمز، هو الحاجة إلى مغازلة الأقلية الكردية الكبيرة في تركيا، على رأسها حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، المتوقع حصوله على 12% من الأصوات الوطنية. ويعد صلاح الدين دميرطاش، 49 عامًا، الذي خاض الانتخابات الرئاسية لعام 2018 من زنزانته في السجن، رمزًا بارزًا بين الناخبين الأكراد في البلاد.

وقد يختار إلقاء ثقله وراء مرشح رئاسي مشترك، ما يزيد فرص المعارضة في الفوز على أردوغان، خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية لتركيا، وفق توقعات الصحيفة البريطانية. وفي وقت سابق، أشار دميرطاش، إلى أن اختياره الأول في الانتخابات الرئاسية سيكون إمام أوغلو.

إضاعة وقت

سعت المعارضة إلى إرجاء العملية الانتخابية، لكن رئيس وكالة متروبول للأبحاث والدراسات الاستطلاعية، أوزير سينكار، قلق من “إضاعة المعارضة وقتًا ثمينًا”. وقال: “أردوغان قد يقرر الدعوة إلى انتخابات مبكرة في الخريف، إذا رأى أن الظروف مواتية بما فيه الكفاية أو بإمكانه التخفيف من حدة الأزمة، وقد يكون بتوقيع زيادة جديدة للحد الأدنى للأجور”.

وإذا كان الأمر كذلك، كما يحذر سينكار، فسوف تكون المعارضة فوّتت الفرصة لبدء مهمة ضخمة، ممثلة خصوصًا في وضع برنامج اقتصادي يقنع الجمهور بقدرتهم على إصلاح الاقتصاد، الذي وصل إلى وضع صعب على مستويات عدة، وهو أمر أخفقوا فيه، كما تشير استطلاعات رأي.

ربما يعجبك أيضا