رحلة العودة إلى القمر.. تعاقد «ناسا» و«سبيس إكس» لن يكون الأخير

أحمد ليثي

قررت وكالة ناسا الفضائية الأمريكية في إبريل 2021 التعاقد مع "سبيس إكس" بعد عدم كفاية التمويل من الكونجرس.


تعاقدت وكالة ناسا مع شركة “سبيس إكس” المملوكة للملياردر الأمريكي، إيلون ماسك، لصناعة مركبات هبوط على سطح القمر، لكنه لن يكون التعاقد الأخير، وهذا ما تمناه منافسه الرئيس، جيف بيزوس.

وفق تقرير المراسل العلمي لجريدة نيويورك تايمز، كينيث شانج، المنشور يوم 22 مارس 2022، أرادت الوكالة توفير مركبات الهبوط لنقل رواد الفضاء إلى سطح القمر منذ العام 2019، لكنها قررت في إبريل 2021 التعاقد مع “سبيس إكس” مع عدم كفاية التمويل من الكونجرس.

مقدمة لتعاقدات أخرى

قال مدير الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) بيل نيلسون، لنيويورك تايمز، إن الوكالة الأمريكية ستعلن قريبًا مسابقة لتطوير مركبة هبوط ثانية على القمر، وأوضح أن هذا مقدمة فقط لدخول شركات أخرى تحظى بالفرصة للتنافس على مهام مستقبلية.

وأوضح نيلسون: “سيكون التعاقد على غرار ما حدث مع شركة سبيس، فالوكالة تتلقى عروضًا لبناء مركبتين أحدهما دون رواد فضاء لإثبات قدرتها على تحقيق أهدافها، وأخرى مأهولة برواد فضاء، خصوصًا أن هدف الوكالة إتمام مهمة إطلاق للقمر في العام 2026 أو 2027”.

تفاصيل عرض سبيس إكس

وفق صحيفة فاينانشال تايمز في تقريرها المنشور يوم 17 إبريل 2021، عرضت “سبيس إكس” بناء وتشكيل مركبة هبوط مقابل 2.9 مليار دولار، وهو عرض أقل بكثير من منافسها الوحيد “بلو أوريجين” التي يمتلكها الملياردير الأمريكي جيف بيزوس.

وحسب تقرير ريتشارد ووترز في فاينانشال تايمز، يعكس هذا الاختيار ضغوط الميزانية التي تواجهها ناسا وهي تحاول العودة إلى القمر لأول مرة منذ العام 1972، لكنه يهدد باعتماد الوكالة الأمريكية الحكومية على شركات الفضاء الخاصة، لذلك قال مسؤولون في ناسا إنهم يحاولون الحفاظ على قدرتهم التنافسية في تطوير مركبات الهبوط.

فرصة أخرى لشركات الفضاء

في بيان لها، قالت شركة “دينتيكس” إنها ترحب بمعرفة خطط وكالة ناسا وتتطلع إلى النظر في الدعوة القادمة لتقديم العروض، كما رحبت “بلو أوريجين” بالإعلان، وقالت في بيان إنها سعيدة لأن ناسا تخلق منافسة من خلال شراء نظام هبوط بشري ثانٍ على سطح القمر.

حسب كينيث شانج أصبحت لدى “بلو أوريجين” و”دينتيكس” الآن فرصة ثانية، مثل الشركات الأخرى التي ترغب في تقديم عروض بناء مركبات الهبوط على القمر، مع تصريح مديرة برنامج نظام الهبوط البشري في ناسا، ليزا واتسون مورجان، بأن الوكالة تخطط لاتخاذ قرار بشأن مركبة هبوط ثانية بحلول أوائل العام المقبل 2023.

ماذا تريد ناسا من مركبات الهبوط على القمر؟

ستكون متطلبات مركبة الهبوط الثانية أكثر طموحًا، وفق تقرير لفاينانشال تايمز، لتحمل المزيد من البضائع والإقامات الطويلة على السطح، ما يعكس الرغبة في تنفيذ مهام أكثر طموحًا على القمر. وإضافة إلى ذلك، تتفاوض ناسا مع “سبيس إكس” بموجب عقدها الحالي لبناء مركبة هبوط تلبي المتطلبات الجديدة، كما قالت واتسون مورجان.

وأوضح التقرير أن رحلات ناسا كانت تستغرق وقتًا طويلًا وتكلفة عالية، لكن يبدو أن الهدف الحالي لعام 2025 لإضافة آثار أقدام أمريكية جديدة على القمر متفائلًا على نحو غير واقعي، لعدم قدرة الشركات الخاصة على تلبية ذلك الطموح، وهو ما تشير إليه حادثة انفجار نموذج SN10 لمركبة ستارشيب الفضائية في مارس 2021.

ما المهمة التالية لبرنامج أرتميس؟

وفق تقرير نيويورك تايمز، ستكون مهمة برنامج أرتميس التالية هي الأولى لركوب رواد الفضاء داخل كبسولة “أوريون كرو” في الجزء العلوي من صاروخ SLS. وستدخل تلك الرحلة المقررة في مايو 2024، في مدار حول القمر قبل العودة إلى الأرض، لكن أول هبوط على سطح القمر لن يحدث قبل عام 2025.

ومن المتوقع بحسب التقرير، أن يُجري الرحلة 4 رواد فضاء، بينهم أول امرأة وأول شخص ملون، وسيأخذون كبسولة أوريون مرة أخرى إلى مدار حول القمر، حيث يلتحمون بالمركبة الفضائية سبيس إكس ستارشيب، التي ستكون في انتظارهم، ثم تهبط بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، ليبقى الفريق على السطح لمدة أسبوع تقريبًا.

ربما يعجبك أيضا