«ناشونال إنترست»: بوتين سيفكر مليًّا قبل أن يشن هجومًا نوويًّا على أوكرانيا

بسام عباس

سيحتاج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى التفكير بجدية وعمق في ما إذا كان استخدام ورقة الضربة النووية أمرًا منطقيًّا.


قال الباحث في معهد كراش لدبلوماسية التكنولوجيا في جامعة بوردو، سورين آدم ماتي، إن الرئيس الروسي سيفكر أكثر من مرة قبل أن يشن هجومًا نوويًّا على أوكرانيا.

وأضاف، في مقال نشرته مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية في 6 نوفمبر 2022، أن بعض المراقبين يرون أن تهديدات بوتين المتكررة بمثل هذا الهجوم ليست سوى تهديدات جوفاء، في حين يرى آخرون أن التهديد جزء من عقيدة الجيش الروسي.

احتمالات الاستخدام

رصد الكاتب دراسة لتقييم المخاطر في عام 2021، أجراها الرائد ستيفن ريدمون، بكلية الدراسات العسكرية المتقدمة التابعة لقيادة الجيش الأمريكي، حذرت من أن استخدام روسيا للأسلحة النووية منخفضة القوة أمر محتمل، وأن مستوى التهديد مرتفع.

وتساءل: ماذا لو سمحت العقيدة الروسية بذلك؟ فهل يكون الهجوم النووي منطقيًّا من الناحية العملية؟ وهل ستساعد القنبلة النووية روسيا على إنهاء الحرب بفعالية وكسبها؟ وإذا كان الأمر كذلك، فبأي طريقة؟

سيناريوهات التهديد النووي

وضع الباحث 4 سيناريوهات يمكن أن تجسد تهديدات روسيا النووية، أولها، تفجير قنبلة صغيرة الحجم فوق البحر الأسود، لتظهر للعالم أن روسيا لا تخادع، والثاني إلقاء القنبلة على هدف اقتصادي رئيس، مثل سد أو ساحة سكك حديدية أو مصنع لتوليد الكهرباء، لشل قطاع كبير من الاقتصاد الأوكراني.

وأضاف أن السيناريو الثالث هو استخدام قنبلة تكتيكية لتحقيق خرق في خط المواجهة وإعادة شن الهجوم أو تدمير قاعدة عسكرية رئيسة أو منشأة إنتاج أسلحة، والسيناريو الرابع بإسقاط قنبلة متوسطة القوة على كييف في ضربة لن تدمر فقط محور النقل والاتصالات الرئيس، بل ستقضي على القيادة السياسية والعسكرية الأوكرانية.

إسقاط قنبلة تكتيكية على كييف

أوضح سورين أن السيناريوهين الأخيرين هما الأكثر احتمالًا، لأن الأول بمثابة استفزاز لا طائل منه يستدعي الانتقام، والثاني ليس عمليًّا أو معقولًا، لافتًا إلى أن السيناريو الثالث يبدو منطقيًّا، إلا أنه غير عملي، وذو تأثير محدود في القوة التدميرية.

وقال إن السيناريو الأخير، الذي يجري فيه إسقاط قنبلة تكتيكية حجمها 50 كيلو طن على كييف، يبدو عمليًّا، وستكون له آثار عسكرية وسياسية واقتصادية هائلة، خاصة إذا قضى الانفجار على القيادة السياسية والعسكرية لأوكرانيا، مشيرًا إلى أن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، سيكون هدفًا لمثل هذه الضربة.

تدخل غربي عنيف

أفاد سورين أن قصف كييف سيؤدي إلى أكبر إبادة جماعية بحق مدينة أوروبية كبرى، فستدرك الدوائر السياسية والعسكرية الغربية أن تدخلها الفوري والعنيف هو الذي سيضع حدًّا لها، ولفتت إلى أن الرد لن يكون نوويًّا، وإنما مدمر لروسيا، بحسب ما أعلن مسؤول في الناتو مؤخرًا.

واختتم الكاتب مقاله بالقول إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل إصدار أمره بالإطلاق، سيحتاج إلى التفكير جديًّا وبعمق إذا كان استخدام الهجوم النووي منطقيًّا حتى لو بدا ذلك عمليًّا.

الناتو لن يرد بالمثل

في تقرير منفصل، أفادت مجلة ناشيونال إنترست أن الولايات المتحدة وحلف الناتو لن يردَّا بالمثل إذا استخدم بوتين السلاح النووي، ما لم يكن الهجوم واسع النطاق، فيختار خبراء الولايات المتحدة ودول الناتو دائمًا تنفيذ حملة عسكرية مكثفة أو التراجع.

وتابعت بأن بوتين إذا استخدم السلاح النووي ضد أوكرانيا، فستكون الخيارات الغربية أكثر محدودية، فأوكرانيا ليست عضوًا في حلف الناتو ولا تحميها المظلة النووية للتحالف، وسيجد القادة الغربيون الرد باستخدام سلاح نووي أمرًا لا يمكن قياس عواقبه.

ربما يعجبك أيضا