«ناشيونال إنترست»: «باتريوت» الأمريكية إلى أوكرانيا.. وإسرائيل لن ترسل القبة الحديدية

التقى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الأربعاء الماضي 21 ديسمبر 2022، في المكتب البيضاوي.

وحسب تقرير الباحث، جيكوب نيجل، في موقع “ناشونال إنترست” الأمريكي، يوم الجمعة 23 ديسمبر 2022، نقل الاجتماع رسالة مهمة إلى النظام الإيراني، الذي يزود روسيا بالمسيّرات لدعم حربها الوحشية في أوكرانيا.

تغيير مهم

حسب التقرير، أعلن بايدن تغييرًا مهمًّا في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، فسترسل واشنطن أنظمة دفاع جوي “باتريوت” للدفاع عن أجواء أوكرانيا ضد المسيّرات والصواريخ والضربات الجوية الروسية.

وعلى الرغم من ضغط المسؤولين الأوكرانيين، من أجل الحصول على هذا النظام، رفضت إسرائيل تزويد أوكرانيا بنظام القبة الحديدية للدفاع الجوي، الذي بلغ معدلات نجاحه 90% في اعتراض الصواريخ والمسيرات.

أسباب رفض إسرائيل

حسب التقرير، تخشى إسرائيل من حصول إيران على نظام القبة الحديدية عن طريق روسيا، وترى أنه إذا تمكن الجيش الروسي من الحصول على النظام في المعركة، فمن المتوقع أن يرسل نظام القبة الحديدية إلى إيران لتحليله، وقد تجد إيران طرائق لمواجهة هذه الأنظمة في ساحات القتال.

ومن المتوقع أن يفيد هذا “حزب الله” اللبناني والجهاد الإسلامي الفلسطيني في المواجهات المستقبلية مع إسرائيل، في حين أوضحت الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايتها، أنها ليست على استعداد لتحمل المخاطرة، في حين أنه من المحتمل أن تقول الحكومة المشكَّلة الجديدة الشيء نفسه.

إسرائيل تتحفظ

ذكر التقرير أن إسرائيل تتحفظ على مقدار الوقت المطلوب لتدريب القوات الأوكرانية على تشغيل نظام القبة الحديدية في أوكرانيا، ولا ترغب إسرائيل في إثارة رد فعل قاسٍ من جانب روسيا، التي تحتفظ بوجود عسكري كبير في سوريا، ومن المحتمل أن تساعد في تهريب أسلحة متطورة إلى “حزب الله” بلبنان، إذا أرسلت إسرائيل النظام إلى أوكرانيا.

وتشير التقارير الأخيرة إلى أن روسيا تسحب قواتها وأنظمتها، خاصة الدفاعات الجوية من سوريا،فلا يمكنها صيانة الأنظمة السورية بسبب ندرة قطع الغيار، خاصة أنها رفضت تجديد أنظمة الدفاع الجوي التي دمرها سلاح الجو الإسرائيلي.

أوكرانيا ليست في حاجة إلى القبة الحديدية

ذكر التقرير أن أوكرانيا لن تكون في حاجة إلى نظام القبة الحديدية على نحو عاجل إذا أرسلت الولايات المتحدة نظام “باتريوت” للدفاع الجوي، إضافة إلى أنه يمكن أن تعوض إسرائيل نظيرتها أوكرانيا عن طريق تزويدها بأجهزة استشعار ونظام إنذار مبكر متكامل.

ومن جهة أخرى، يمكن استغلال أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية من روسيا وإيران بنفس الطريقة، التي تخشى بها إسرائيل من استغلال نظام القبة الحديدية، وبالتالي إضعاف فعاليتها في ساحة المعركة، ولكن بالنسبة إلى أمريكا، فإن الرغبة في دعم النظام العالمي الذي تقوده أمريكا قد تتفوق على مثل هذه المخاوف.

تحالف ضد إيران

حسب التقرير، أجبرت الحرب في أوكرانيا البلدان على تحديد مصالحها الوطنية بوضوح، وقد ألقى تورط إيران في هذه الحرب الضوء على التحالف، الذي يجب أن تواجهه الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وبقية العالم الحر.

وقد أصبح من الواضح تمامًا أن الاتفاق النووي لعام 2015 مع إيران قد فشل في الواقع، وقال بايدن في وقت سابق، حتى لو رفض التصريح بذلك رسميًّا، وحتى مع استمرار بعض المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين في البحث عن طريقة إبداعية لإحياء الصفقة.

تخفيف العقوبات

ذكر التقرير أن تخفيف العقوبات على النظام الإيراني، من شأنه أن يطيل أمده في الوقت الذي يجب أن يحرم فيه الغرب إيران من الأموال اللازمة لمساعدة العدوان الروسي على أوكرانيا، ويجب كذلك معاقبة النظام الإيراني على انتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل النساء والفتيات المحتجات على الظلم.

وبدلًا من مساعدة إيران على الاستقرار اقتصاديًّا، فيكون الهدف إضعافها بكل الطرق الممكنة، ومن شأن إضعاف إيران أن يساعد إسرائيل، ولكنه سيساعد أيضًا أوكرانيا وواشنطن لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، التي اندلعت فجر الخميس 24 فبراير الماضي 2022، وتستمر حتى الآن.