ناشيونال إنترست: حزب الله يهدد سيادة الدولة في لبنان

آية سيد
ناشيونال إنترست: حزب الله يهدد سيادة الدولة في لبنان

وجود حزب الله كجماعة شبه عسكرية يعرّض مصير لبنان للخطر ويتحايل على الولاية القانونية للحكومة.


أجرى حزب الله مناورات عسكرية في جنوب لبنان، يوم الأحد 21 مايو 2023، ما أثار الانتقادات والإدانات من قوى المعارضة.

ومن ضمن هذه القوى المعارضة الكتلة الوطنية اللبنانية. وفي مقال بمجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، استعرض محلل السياسة الخارجية عدنان ناصر، أفكار الأمين العام لحزب الكتلة الوطنية، ميشال حلو، بشأن مناورات حزب الله ورؤيته للبديل المناسب للبنان.

تهديد السيادة

وفق المقال، المنشور في 31 مايو 2023، قال ميشال حلو: “موقفنا هو أن الاستعراضات العسكرية تُظهر بوضوح أن حزب الله يشكل تهديدًا لسيادة الدولة اللبنانية. إنه ينتهك احتكار الأسلحة التي تخص الدولة الشرعية”.

ولفت المقال إلى أن هذه العمليات في جنوب لبنان ليست بالظاهرة الجديدة. فحزب الله يحشد قواته لاستعراض القوة إما في أعقاب التهديدات من إسرائيل أو لتذكير الخصوم المحليين بألا يتجاوزوا سلطته. والناس في لبنان دائمًا ما يكونوا في حالة قلق وخوف من اندلاع المزيد من العنف.

قرارات أممية

قدم الشركاء الدوليون للبنان مقترحات لإنهاء مرحلة الأعمال العدائية من خلال القرارين 1559 و1701. وحسب المقال، كُتب قرار مجلس الأمن 1701 وصدر في 11 أغسطس 2006، بخارطة طريق واضحة للسلام في منطقة الشام والمتوسط.

وفي هذا الصدد، قال حلو: “هذا القرار يدعو إلى الوقف الكامل للأعمال العدائية، ونشر القوات اللبنانية في جنوب لبنان، والانسحاب الموازي للقوات الإسرائيلية إلى خلف الخط الأزرق، وتعزيز قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لتسهيل دخول القوات اللبنانية إلى المنطقة وإقامة منطقة منزوعة السلاح بين الخط الأزرق ونهر الليطاني”.

وأوضح حلو أن الكتلة الوطنية تحترم هذا القرار وتريد أن تشهد تنفيذه. وقال: “نحن نطالب أيضًا بتطبيق كل قرارات الأمم المتحدة 1559 و1701”.

اقرأ أيضًا: محكمة لبنانية تتهم عناصر من حزب الله بقتل جندي من اليونيفيل

محاولة لاستعادة الشرعية

أضاف الأمين العام للكتلة الوطنية أن حزب الله “يحاول اليوم الهرب من المشكلات التي تؤثر في الشعب اللبناني، بداية من الانهيار الاجتماعي الاقتصادي لأنه غير قادر على التعامل معه. وهذا الاستعراض محاولة أخرى لاستعادة شرعيته المفقودة كحركة مقاومة”.

وأشار المقال إلى أنه أمر غريب أن نرى حزب الله يستعرض بأسلحة ثقيلة وجنود في الوقت الذي يعيش شعب لبنان في أوضاع آخذة في التدهور، لافتًا إلى أن السلطة التي يملكها حزب الله في هذه المرحلة جوفاء بشدة، ولم تعد تؤثر في معظم اللبنانيين.

وكذلك فإن رؤية استعراض عسكري في وقت يشهد تهدئة في المنطقة ترسل إشارات على الضعف، وليس القوة. ففي الأسابيع الأخيرة، عادت سوريا إلى الجامعة العربية بعد غياب استمر لـ12 عامًا. والآن، يوجد نهج جديد من سوريا، وهي حليف لحزب الله، والعالم العربي الذي يريد التركيز على التنمية وتجنب الحرب.

اقرأ أيضًا: إنفوجراف| التضخم في لبنان يزداد عقب خفض قيمة الليرة

وضع غريب

هذه المستجدات تضع حزب الله في وضع غريب، حسب المقال. فمنذ بداياته، روّج حزب الله لنفسه على أنه حركة مقاومة تشن حربًا ضد الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب، وجماعة تمثل المجتمع الشيعي. وحارب الاحتلال الإسرائيلي، ووفر الخدمات الاجتماعية عندما لم تكن الدولة موجودة.

لكن هذه كانت إجراءات مؤقتة لم تعد مناسبة اليوم. ففي الوقت الحالي، يبحث شعب لبنان عما هو أكثر من المقاومة. ولفت المقال إلى أنه إذا كانت المقاومة التي يتحدث عنها حزب الله تتعلق ببناء دولة ذات مؤسسات طبيعية، لن يعترض أحد في لبنان.

لكن اليوم، وجود حزب الله كجماعة شبه عسكرية يعرّض مصير لبنان للخطر ويتحايل على الولاية القانونية للحكومة.

دولة علمانية

تدعو الكتلة الوطنية، كجزء من مبادئها، إلى دولة علمانية ليتمتع كل مواطن بنفس الحقوق والمسؤوليات بغض النظر عن طائفته. إلا أن دعوة السياسيين الأفراد إلى تفضيل الدولة على الميليشيات ليست كافية لتحقيقها. لكن الزخم موجود للسعي وراء الأمر حتى النهاية.

وإذا لم يحدث ذلك، سيسود جو يشوبه المزيد من الانقسام، والغضب، والاستياء بين الشعب اللبناني. ونوّه المقال إلى أن القادة يجب أن يصعّدوا نفوذهم ويستخدموه لتذكير اللبنانيين بأن معارضة حزب لا تعني معاداة مواطن لبناني من طائفة أخرى.

وختامًا، شدد المقال على أن ترابط لبنان الاجتماعي يجب أن يأتي في المقام الأول، وتحفظه قوات الأمن الوطنية وسيادة القانون.

ربما يعجبك أيضا