نتائج غير حاسمة وأول برلمان معلق في تاريخ ماليزيا

آية سيد
انتخابات ماليزيا

اتجهت ماليزيا نحو البرلمان المعلق للمرة الأولى في تاريخها، بعد فشل الأحزاب الرئيسة في تأمين الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة.


انعقدت الانتخابات العامة الماليزية، أول من أمس السبت 19 نوفمبر 2022، ولكنها لم تسفر عن نتيجة حاسمة.

وبعد عجز الأحزاب الرئيسة عن تأمين أصوات كافية لتشكيل حكومة جديدة، اتجهت ماليزيا نحو البرلمان المعلق للمرة الأولى في تاريخها السياسي، وفق ما أودرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

نتائج غير حاسمة

أظهرت نتائج لجنة الانتخابات تقدم ائتلاف تحالف الأمل “باكاتان هارابان” متعدد الأعراق، بقيادة زعيم المعارضة أنور إبراهيم، بحصوله على 82 مقعدًا من أصل 220، وجاء في المرتبة الثانية التحالف الوطني “بريكاتان ناسونال”، بقيادة رئيس الوزراء السابق محيي الدين ياسين، بـ73 مقعدًا، حسب “سي إن إن”.

وأعلن كلا المرشحين فوزه، أمس الأحد، رغم أن النتائج تُظهر أنهما لا يمتلكان ما يكفي من الأصوات لتشكيل حكومة. وفي خطاب لمؤيديه ليلة السبت، زعم أنور أنه يملك دعمًا كافيًا من أعضاء البرلمان لتشكيل حكومة، في حين أخبر محيي الدين مؤيديه أنه يجري مباحثات مع قيادات حزبي “صباح” و”سراوق” لتشكيل ائتلاف.

انتخابات ماليزيا

بث مباشر لنتائج الانتخابات

هزيمة ساحقة

وفق “سي إن إن”، تكبد ائتلاف الجبهة الوطنية “باريسان ناسونال” الحاكم، بقيادة رئيس الوزراء إسماعيل صبري يعقوب، هزيمة ساحقة بفوزه بـ30 مقعدًا فقط. ويتشكل ائتلاف الجبهة الوطنية من أحزاب سياسية من يمين الوسط.

وهذه الأحزاب مثل حزب المنظمة الوطنية الملاوية المتحدة، الذي حكم ماليزيا 6 عقود عقب استقلالها عن بريطانيا. وعلى الجانب الآخر، تكبد رئيس الوزراء الماليزي السابق، مهاتير محمد، هزيمة قاسية للمرة الأولى منذ 53 عامًا، بخسارة مقعده في دائرة لانكاوي الانتخابية.

تشكيل الحكومة

من جهته، أعلن رئيس الوزراء السابق محيي الدين ياسين عن تأمينه لدعم كتلتين إقليميتين في جزيرة بورنيو، ما سيرفع مقاعد تحالفه إلى 101، لكنها لا تزال أقل من 112 المطلوبة لتأمين الأغلبية، حسب ما أفادت وكالة “رويترز” الإخبارية. وقال ياسين: “أنا واثق بأنني سأحصل على دعم كافٍ من المشرعين سيتيح تعيين الملك لي رئيسًا للوزراء”.

وفي الوقت نفسه، يسابق أنور إبراهيم أيضًا لكسب الدعم من الجماعات الأخرى وتأمين الأغلبية في البرلمان. ووفق “رويترز”، قد يتطلب تشكيل الحكومة تدخل الملك، عبدالله أحمد شاه، الذي يتضمن دوره الشرفي سلطة تعيين رئيس الوزراء الذي يحظى بأغلبية في البرلمان. ويوم أمس الأحد، حدد الملك موعدًا نهائيًا، في الثانية عصر اليوم الاثنين، حتى تقدم الأحزاب اسم المشرع الذي يحظى بالأغلبية.

انتخابات ماليزيا

رئيس الوزراء السابق، محيي الدين ياسين

إقبال الشباب

حسب “سي إن إن”، شهدت الانتخابات الماليزية إقبال 73.89% وفق تقديرات وسائل الإعلام الحكومية، رغم الأمطار الشديدة والفيضانات. وعزت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية ارتفاع الإقبال إلى تخفيض سن التصويت في 2019، ونظام التسجيل التلقائي للناخبين، ما أضاف 5 ملايين ناخب إلى المصوتين، ليصبح عددهم 21 مليونًا.

وقال الناخبون الصغار، في مقابلات، إن الاقتصاد وفساد الحكومة أكثر ما يشغلهم. وقال معظمهم إنهم سيصوتون لمرشحي ائتلاف تحالف الأمل، الذين رأوا أنه يدفع من أجل التغيير والمساواة العرقية.

استقطاب سياسي

أشارت “نيويورك تايمز” إلى أن الأداء القوي لائتلاف التحالف الوطني، الذي يضم حزبًا سياسيًّا إسلامويًّا، كان مذهلًا. وحصل الحزب الإسلامي الماليزي “باس” على أكثر من 40 مقعدًا يوم السبت. وكان الحزب يدعو، في الماضي، إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في ماليزيا.

ورأى الخبراء أن الكثير من الناخبين، بمن فيهم الشباب الذي يصوت للمرة الأولى، اتجهوا نحو اليمين، وفق “نيويورك تايمز”. وفي هذا السياق، لفتت “رويترز” إلى أن العِرق والدين من القضايا المثيرة للانقسام في ماليزيا، التي يشكل الملاويون المسلمون غالبية سكانها، إضافة إلى أقليات عرقية صينية وهندية.

انتخابات ماليزيا

زعيم المعارضة الماليزية، أنور إبراهيم

عودة سياسية

إذا استطاع أنور إبراهيم تأمين ما يكفي من الأصوات لتشكيل الحكومة، فستمثل هذه عودة سياسية مذهلة للسياسي الماليزي المخضرم، حسب “سي إن إن”. وواجه أنور اتهامات بالفساد واللواط، التي سُجن على أثرها، ما عطل مسيرته السياسية.

وانتقدت جماعات حقوق الإنسان الاتهامات في حق أنور، واصفةً إياها بأنها ذات دوافع سياسية، وهو ما نفته الحكومة الماليزية. وبعد إطلاق سراحه في 2018، انضم أنور إلى مهاتير محمد للإطاحة بحزب باريسان الحاكم للمرة الأولى في تاريخ ماليزيا، غير أن النجاح لم يدم طويلًا بانهيار الائتلاف بعد أقل من عامين في السلطة.

ربما يعجبك أيضا