نتنياهو يختنق.. انتقادات داخلية متزايدة وضغوط سياسية

في الآونة الأخيرة، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومًا متزايدًا من مختلف الأطياف السياسية داخل إسرائيل. هذه الانتقادات تأتي في ظل تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية.

ويجد نتنياهو نفسه في مواجهة تحديات معقدة من المعارضة وأيضًا من داخل حكومته الائتلافية. تركز الانتقادات على مجموعة من القضايا السياسية، الأمنية، والاقتصادية، ما يزيد من الضغوط على نتنياهو في مسعاه للحفاظ على موقعه السياسي وسط اضطرابات داخلية ودولية متشابكة.

الاقتصاد الإسرائيلي تحت المجهر

في مقال نشرته صحيفة “واللا”، أعرب داني نتنياهو، ابن عم رئيس الوزراء، عن قلقه العميق حيال الوضع السياسي والاقتصادي في إسرائيل تحت قيادة بنيامين نتنياهو. داني، الذي كان داعمًا قويًا لرئيس الوزراء سابقًا، يرى أن الأحداث الأخيرة، بما في ذلك القضايا القانونية والقرارات السياسية المثيرة للجدل، أسهمت في تدهور الديمقراطية الإسرائيلية واستقرارها الاقتصادي والأمني.

داني يشير إلى أن التحولات السياسية والاقتصادية التي شهدتها البلاد مؤخرًا أدت إلى زعزعة الثقة في النظام الحاكم، حيث أصبحت القرارات التي تتخذها القيادة الحالية محط شك وانتقاد من مختلف الجهات. حسب ما نشرت جيروزاليم بوست الإسرائيلية يوم 24 أغسطس 2024.

تهديد الديمقراطية الإسرائيلية

داني نتنياهو، الذي كان من أشد المؤيدين لبنيامين نتنياهو حتى انتخابات 2015، يعبر الآن عن خيبة أمله العميقة. يُشير إلى أن قرار المدعي العام بتوجيه اتهامات لرئيس الوزراء بتهم الاحتيال وإساءة الأمانة كان صدمة كبيرة له، ما جعله يدرك أن نتنياهو يتصرف وكأن الدولة مملوكة له شخصيًا، ما أدى إلى تصاعد الصراع الداخلي الذي يهدد استقرار البلاد.

يعتقد داني أن بنيامين نتنياهو يعمل بلا كلل لتقويض الديمقراطية الإسرائيلية. من بين الخطوات التي يتخذها، تمرير تشريعات تهدف إلى إضعاف استقلالية المحكمة العليا، وتعيين قضاة بناءً على تفضيلات سياسية، واستخدام قوة الشرطة لأغراض سياسية. كما يشير إلى تجاهل الحكومة لمعاناة سكان المناطق الحدودية مع غزة، مما يعكس توجهًا حكوميًا نحو قمع المعارضة السياسية وتعزيز سيطرة النظام الحاكم.

بنيامين نتنياهو

تدهور الأمن والاقتصاد

داني يتهم نتنياهو بتدمير الدولة على الصعيدين الأمني والاقتصادي. يؤكد أن نتنياهو ساعد على تقوية حماس من خلال تقديم دفعات مالية دون رقابة، بينما سمح لحزب الله بتوسيع نفوذه نتيجة لعدم اتخاذ إجراءات عسكرية حاسمة.

إضافة إلى ذلك، يشير داني إلى أن نتنياهو أضر بالاقتصاد الإسرائيلي من خلال تحويل الأموال لأغراض مثيرة للجدل، ما يعوق قدرة الدولة على تمويل نفقات الدفاع الضرورية.

يُبرز داني نتنياهو الإهمال الذي أبداه رئيس الوزراء فيما يتعلق ببروتوكولات السلامة، مستشهدًا بحادثة جبل ميرون التي أدت إلى وفاة 45 شخصًا. يرى أن عدم تحمل نتنياهو للمسؤولية عن نتائج لجنة التحقيق الرسمية يزيد من حدة الانتقادات الموجهة إليه.

صراع الأولويات

في خضم النزاع المستمر مع حماس، يواجه بنيامين نتنياهو انتقادات شديدة بسبب تصريحاته التي تفضل استمرار الاحتلال على تحرير الرهائن. حسب ما قاله الكاتب الإسرائيلي بن كسبيت في مقاله له بصحيفة معاريف هذا الأسبوع.

هذه التصريحات تعكس التوتر القائم بين الاعتبارات العسكرية والإنسانية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. يعبر داني عن رفضه لتفضيل نتنياهو للأراضي على حساب حياة البشر، معتبرًا أن هذا النهج يمثل تضحية بالقيم الإنسانية من أجل تحقيق أهداف سياسية ضيقة.

قيادة الاستخبارات

في ظل هذه الأوضاع، تولى اللواء شلومو بيندار منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، حيث يواجه تحديات هائلة في إعادة هيكلة الشعبة وتعزيز قدراتها لمواجهة التهديدات الأمنية المتزايدة.

بيندار يحتاج إلى إعادة توزيع الموارد وتحديد أولويات جديدة لمواجهة التهديدات المتنوعة التي تشمل حزب الله، وكلاء إيران، والتهديدات المتزايدة في الضفة الغربية.

تقييم الأخطاء

تستوجب التحديات التي تواجهها شعبة الاستخبارات العسكرية إعادة النظر في النهج الذي اتبعته خلال السنوات الأخيرة، مع التركيز على مهمة التحذير وتجنب الاعتماد المفرط على القدرات السيبرانية. يشير داني إلى أن الأخطاء التي ارتكبت يوم 7 أكتوبر  2023 تعكس ضعف التقديرات الاستخباراتية، مما يستدعي تحقيقًا شاملًا وإصلاحًا جذريًا لضمان عدم تكرار هذه الأخطاء.

في النهاية، يرى داني نتنياهو أن إسرائيل تحتاج إلى معالجة جادة للأخطاء التي ارتكبت تحت قيادة ابن عمه، وأن الوضع الحالي يتطلب شجاعة سياسية لتصحيح المسار وإنقاذ الدولة من التدهور المستمر.