نجم البحر المولد في المختبر.. وسيلة حديثة لإعادة تأهيل المحيطات

عاطف عبداللطيف

رؤية

واشنطن – يعمل العلماء داخل مختبر على جزيرة قبالة سواحل ولاية واشنطن في الولايات المتحدة، على إعادة حيوان مفترس إلى المحيطات، والذي كان قد اختفى بشكل مفاجئ منها، قبل سبع سنوات، إثر موجة حرّ بحرية ناجمة عن التغير المناخي، بحسب موقع الشرق بلومبرج، أمس الجمعة.

وكان مرض تفاقم بفعل احترار المحيط قد قضى على حوالي 5.75 مليار نجم عباد شمس بحري بين عاميّ 2013 و2017، أي ما يوازي 91% من هذه الكائنات التي امتدّ تواجدها من المكسيك إلى ألاسكا.

وقد أُطلقت مبادرة لاستيلاد نجم عباد الشمس في المختبرات للمرّة الأولى، ما قد يشكل الفرصة الأخيرة لإعادة إحياء هذه الكائنات، وإعادة غابات أعشاب البحر معها، وهي التي تساعد على عزل ثاني أكسيد الكربون، والتي كانت قد تدمرت بفعل التغير المناخي.

يذكر أن نجم عباد الشمس هو حيوان لا فقاري (ليس لديه عمود فقري)، لا يتعدى عرضه المتر، ويتنقل بسرعة كبيرة مستخدماً 15 ألف قدم أنبوبية، ولديه 24 ذراعاً متعددة الألوان.

ويقتات هذا الحيوان على قنافذ البحر الأرجوانية، وغيرها من الكائنات البحرية. ومع انقراض نجم عباد الشمس عملياً في كاليفورنيا، تكاثرت قنافذ البحر التي تقتات الطحالب، وأتت على غابات أعشاب بحرية هائلة على امتداد 200 ميل في الساحل الشمالي، حيث كان نجم عباد الشمس في الماضي الحيوان المفترس الرئيسي لقنافذ البحر.

وجاءت تبعات اختفائه كارثية على المئات من الكائنات البحرية الأخرى، بينها الصفليح، المعروف أيضاً باسم أذن البحر، ذو القيمة التجارية، والذي يعتمد على الطحالب.

كما تراجع غطاء الأعشاب البحرية بأكثر من 95% منذ عام 2014، ما ألحق ضرراً بالغاً بالمجتمعات المحلية التي تعتمد على الصيد.

قد يستغرق إعادة توطين نجمات عباد الشمس المستولدة بالأسر سنوات طويلة. إلا أن العمل الذي يتم القيام به في مختبرات “فرايداي هاربور” التابعة لجامعة واشنطن في جزيرة سان خوان من أجل إعادة إحياء جنس شبه منقرض، يؤشر إلى توجه جديد في استراتيجية المحافظة على الأجناس. وهي أشبه بنهج فيلم”جوراسك بارك” لمواجهة التغير المناخي.

ويهدد ارتفاع درجة حرارة المحيطات، والقضاء على جنس واحد، في التسبب بانهيار النظام البيئي القائم على توازن حساس.

ربما يعجبك أيضا