نحو عالم متعدد العملات.. صفقة بين البرازيل والصين للتخلي عن الدولار

أبرمت البرازيل والصين صفقة للتخلي عن الدولار الأمريكي، لصالح عملتيهما في المعاملات التجارية.

توصل مسؤولون من كلا البلدين إلى اتفاق مبدئي للتخلي عن الدولار الأمريكي في يناير 2023، وتم الإعلان عن الصفقة، بعد اجتماع بين مسؤولين رفيعي المستوى من الصين والبرازيل في بكين.

أهمية الصفقة

وستمكن الصفقة، التي أُعلن عنها أمس الأول 29 مارس، الصين والبرازيل، من إجراء معاملات تجارية ومالية مباشرة، واستبدال اليوان بالريال، أو العكس، بدلاً من تحويل عملتيهما أولاً إلى الدولار الأمريكي.

وحسب تقرير لقناة “فوكس بيزنس” الأمريكية، 29 مارس، فإن الصفقة الجديدة من المتوقع أن تقلل التكاليف وتعزز التجارة الثنائية بشكل أكبر وتسهل الاستثمار.

اقرأ أيضًا

الصين تجري أولى معاملات الغاز الطبيعي المسال باليوان

مؤشر الدولار يصعد خلال التعاملات المبكرة

أكبر شريك تجاري للبرازيل

حسب “فوكس بيزنس”، تعد الصين أكبر شريك تجاري للبرازيل، حيث تستحوذ على أكثر من خمس إجمالي الواردات، تليها الولايات المتحدة. تعد الصين أيضًا أكبر سوق تصدير للبرازيل، حيث تمثل أكثر من ثلث إجمالي الصادرات.

أشارت القناة الأمريكية إلى أن الصين تفوقت على الولايات المتحدة كأكبر شريك تجاري للبرازيل في عام 2009. واليوم، تعد البرازيل أكبر متلقي للاستثمار الصيني في أمريكا اللاتينية، وخاصة في مجال خطوط نقل الكهرباء واستخراج النفط.

الدولار الأمريكي

تعزيز العلاقات مع بكين

أشارت “فوكس بيزنس” إلى أن الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي أدى اليمين في يناير2023، سعى لتعزيز العلاقات مع بكين بعد فترة من العلاقات المتوترة في عهد سلفه، جايير بولسونارو، الذي استخدم الخطاب المناهض للصين في الحملة الانتخابية وفي منصبه.

وأفادت القناة الأمريكية أنه كان من المقرر أن يزور الرئيس البرازيلي بكين في نهاية الأسبوع الماضي حيث اضطر إلى إلغاء رحلته بعد إصابته بالتهاب رئوي. وكان من المقرر أن يرافق دا سيلفا وفد مكون من وزراء وأعضاء في مجلس الشيوخ ومشرعين ومئات من رجال الأعمال، بما في ذلك أكثر من 100 من القطاع الزراعي، خلال أول زيارة دولة له منذ توليه منصبه.

صفقات مماثلة

بينما أشار تقرير الراديو الوطني العام الأمريكي، إلى أن الرئيس البرازيلي الجديد لولا دا سيلفا الذي عكس سياسات سلفه الانعزالية، وأعاد البرازيل إلى المسرح العالمي، قد يجعل الغرب متوترًا، بعدما توجه إلى الصين، في محاولة لإعادة أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية إلى الساحة العالمية، بعد سنوات من العزلة من قبل سلفه اليميني المتطرف.

ووفقاً لموقع “ذا ناشيونال”، فإن الصين لديها صفقات عملات مماثلة مع روسيا وباكستان وعدة دول أخرى، لكنها  هي الشريك التجاري الأكبر للبرازيل، حيث سجلت 150.5 مليار دولار في التجارة الثنائية العام الماضي.

اليوان الصيني

الولايات المتحدة تعرقل جهود الصين

وبحسب تقرير نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، يوم 29 مارس 2023 فقد وصف الزعيم الصيني، شي جين بينج الولايات المتحدة وحلفائها بأنهم الأسباب الرئيسية لمشاكل الصين الحالية وعلى رأسها المشاكل الاقتصادية.

وقال إن “الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة حاصرتنا من جميع الاتجاهات ومارست القمع ضدنا، الأمر الذي جلب تحديات خطيرة غير مسبوقة لتنمية بلادنا”.

من جانبها، أكدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن “بكين تستعد لعصر جديد أكثر تصادمية”، حسبما أوردت المجلة الأمريكية.