نزع فتيل أزمة نابلس.. هل يؤخر الانفجار الشعبي في وجه السلطة الفلسطينية؟

محمود
فلسطين

خمدت الاضطرابات التي استمرت ليومين بمدينة نابلس، شمال الضفة، بعد أن وصلت شرارة الاحتجاجات محافظات القدس، ورام الله، وجنين مهددة بفوضى داخلية.


شهدت الليلة الماضية إغلاق مسلحين تابعين للمقاومة الفلسطينية عددًا من الشوارع الرئيسة في الضفة الغربية واستهداف مقرات تابعة للسلطة الفلسطينية.

وكادت تلك الاضطرابات تجر الضفة الغربية كلها إلى فوضى داخلية لا يمكن التنبؤ بعواقبها، وجاءت احتجاجًا على اعتقال شابين مطاردين من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام، هما مصعب اشتية وعميد طبيلة، بتهمة إطلاق النار على مستوطن خلال اقتحام مستوطنين مدينة نابلس.

يومان من الفوضى في نابلس

بدأت الاحتجاجات بمدينة نابلس، عقب اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية الشابين، يوم أمس الأول الأثنين 19 سبتمبر 2022، بتهمة الانتماء لحركة حماس، عبر إغلاق الشوارع وإشعال الإطارات المطاطية، لتتطور لاحقًا إلى مواجهات مع قوى الأمن، أسفرت عن مقتل فراس يعيش (53 عامًا).

وأغلق المسلحون الشارع الرئيس في محافظة القدس بمنطقة قلنديا، الذي يربط القدس ورام الله، وفي مخيمي الامعري والجلزون برام الله، وفي مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم، وفي مخيم الفارعة بمحافظة طوباس، منطقة جنين، حيث استهدف المسلحون مقر المقاطعة التابع للرئاسة الفلسطينية في المحافظة.

هل كان الاعتقال بطلب من إسرائيل؟

لم تهدأ الأوضاع في مدينة نابلس إلا، صباح اليوم الأربعاء، عقب اتفاق محافظ المدينة مع لجنة التنسيق الفصائلي على إنهاء ملف أشتية، وتحديد سقف زمني للإفراج عنه، واعتبار حالة المطاردين حالة وطنية دون العمل على ملاحقتهما بدواع أمنية، إلا في حالة الخروج عن القانون.

ويأتي اعتقال الأمن الفلسطيني لأشتية وطبيلة بطلب من إسرائيل بحسب ما زعمت “القناة 12″، في ظل ضغوط إسرائيلية وأمريكية على السلطة لشن اعتقالات ضد المسلحين في شمال الضفة، وسط تهديدات واتهامات للسلطة بالتقاعس عن المسلحين خصوصًا في نابلس وجنين، اللتين تحولتا إلى عاصمتين لمقاومة الاحتلال.

إسرائيل أمام مشكلة كبيرة ومقلقة

صحيفة “يديعوت أحرونوت” كتبت أن الاعتقال جاء على خلفية تهديدات رئيس الأركان الإسرائيلي ورئيس جهاز الشاباك ورئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي قال: “لن نتردّد في العمل أينما لا تستطيع السلطة فرض السيطرة”، بعد أقلّ من 24 ساعة على سريان معلومات عن قرب تنفيذ جيش الاحتلال عملية عسكرية شمال الضفة، “ما لم تتعامل” السلطة الفلسطينية مع التصعيد الذي تشهده تلك المنطقة “على نحو فاعل”، وفق ما ذكره الصحيفة العبرية مساء الاثنين.

ولم تخف المصادر العبرية قلقها من امتداد حالة الغضب في نابلس، وقال محرر الشؤون الفلسطينية في قناة “كان”، آليؤر ليفي: “عندما نتحدث عن سيناريو فقدان السيطرة في نابلس، نقصد بالضبط ما جرى الليلة الماضية، الأجهزة الأمنية اعتقلت مطلوبًا في المدينة، وردًا على ذلك، المسلّحون فتحوا حربًا ضد السلطة.. إنْ انقلبت الأوضاع على السلطة، إسرائيل ستكون أمام مشكلة كبيرة ومقلقة.”

حسابات دولية وإقليمية وداخلية

توقيت الاعتقال، يأتي عشية سفر الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقد يبحث “أبومازن” عن الظهور بمظهر المسيطر على الأوضاع داخليًّا، في ظل الصراع الداخلي بحركة فتح على خليفته، ومحاولات باقي الفصائل التخلص من قبضة السلطة الأمنية بالضفة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (وفا) عن الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، مطالبته أبناء الشعب الفلسطيني “بالتوحد والتكاتف، ورص الصفوف في هذه المرحلة الخطيرة، وعدم الانجرار خلف الأجندات المغرضة، وتفويت الفرصة على “المتربصين والمتآمرين، ولمواجهة مؤامرات الاحتلال وبعض الدول الإقليمية التي تريد الإضرار بمشروعنا الوطني”.

ربما يعجبك أيضا