نظام مالي متعدد الأقطاب.. «الرنمينبي» في طريقه لإزاحة الدولار

محمد النحاس

هل باتت هيمنة الدولار في خطر؟ تجيب عن هذا السؤال رئيسة هيئة التحرير، والمحرر العام لصحيفة فاينانشال تايمز، جيليان تيت.


بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج، لروسيا، 20 مارس 2023، تزداد مخاوف واشنطن من تبعات النمو في شراكة موسكو وبكين.

وتشير رئيسة هيئة التحرير والمحرر العام لفاينانشال تايمز الأمريكية، جيلان تيت، إلى أن الدولار لا يزال مسيطرًا على أسواق القروض العالمية، ولكن بعض البيانات تشي باحتمالية وجود تحوّل مستقبلي، فهل باتت هيمنة الدولار في خطر؟ 

محاولة لإزاحة الدولار

خلال زيارة شي لروسيا، اتفق الجانبان على استخدام الرنمينبي (عملة صينية) “للمدفوعات بين روسيا ودول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية”، في محاولة لإزاحة الدولار.

وعلاوةً على ذلك، تلجأ روسيا على نحو متزايد في تجارتها مع الصين، إلى الرنمينبي، لتقليل تعرضها للأصول “السامة” (الدولار)، وفقًا لمقال كاتبة العمود، جيلان تيت، الذي نشر بفاينانشال تايمز. 

وبالإضافة إلى ذلك، جاء إعلان بوتين وشي، في وقت تعيش فيه الأسواق الأمريكية، على وقع حالة من الاضطراب، وأزمة التضخم وسقف الديون، ويرى الاقتصادي، بيتر شيف، أن “عمليات إنقاذ البنوك تقود إلى تخفيض الدولار”، وهي وجهة نظر شائعة في الأوساط اليمينة الأمريكية، وفقًا لكاتبة العمود.

تحولات بارزة

يرى الاقتصادي السابق، جيم أونيل، في بنك جولدمان ساكس، أن “الدولار لا يزال يلعب دورًا مهيمنًا للغاية في التمويل العالمي”، ولكن ما أثار القلق، وفق كاتبة المقال، إعلان الحكومة السعودية شروعها في تلقي بعض فواتير صادرات النفط إلى الصين بالرنمينبي. 

 وبنحو منفصل، أجرت فرنسا هذا الشهر، أول عملية بيع للغاز الطبيعي المسال باليوان الصيني، وتبنت البرازيل العملة الصينية في بعض مجالات تجارتها مع بكين.

قوة وتماسك الدولار

رغم هذا، تشير كاتبة المقال، إلى أن الدولار لا يزال يهيمن على أسواق الديون العالمية، وقد ارتفع حجم الدولارات الموجودة في الخارج على مدار السنوات الماضية.

وبحسب كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي، روبن بروكس، فإنه رغم اضطراب الأسواق الأمريكية خلال الفترة القليلة الماضية، احتفظ الدولار بقوته، في مقابل عملات مجموعة العشرة، وتصف كاتبة العمود جيليان تيت، هذه المعلومة بـ”المدهشة”. 

زيادة الطلب على الدولار

تشير الكاتبة إلى أنه رغم الأزمات الاقتصادية المتتالية، فإنه قد ازداد طلب المستثمرين على الدولار، وقد عزز من ذلك برامج المقايضة التي ينظمها البنك الفيدرالي الأمريكي، مع غيره من البنوك المركزية حول العالم.

 ويرى الزميل الباحث في مركز ميركاتوس التابع لجامعة جورج ميسون، ديفيد بيكوورث، أن هذه البرامج تسهم في تقوية الدولار على الصعيد الاقتصادي العالمي. ولا يعني ذلك عدم وجود تهديد على الإطلاق، فيعتمد الدولار في هيمنته على ثبات العقود التجارية حول العالم.

وبحسب ورقة بحثية، لنائبة رئيس صندوق النقد الدولي، جيتا جوبيناث، فإنه مع توسع تجارة الصين بدأ هذا الثبات في التغير لصالح زيادة استخدام اليوان الصيني، مع توسع تجارة الصين، والمذهل وفق المقال، أن اليوان قد تجاوز بالفعل اليورو في معاملات العقود التجارية حول العالم. 

هل يجب أن تقلق واشنطن؟

ختامًا، تخلص الكاتبة إلى أن السنوات المقبلة قد تشهد نظام عملات عالمي متعدد الأقطاب، مشددةً على أن هذا التحول لن يكون دراماتيكيًّا، كما قد يرغب بوتين أو شي في رؤيته، أو كارثيًّا كما تخشى بعض الأوساط في واشنطن.

ولكن كاتبة العمود، ورئيسة هيئة التحرير، لصحيفة فاينانشال تايمز الأمريكية، جيليان تيت، تشير إلى أن المرحلة المقبلة ستحمل تحديات جديدة ينبغي على دوائر صناعة القرار في واشنطن التعاطي معها.

ربما يعجبك أيضا