تشهد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) حالة من القلق المتزايد بسبب انخفاض مخزون الصواريخ الاعتراضية بشكل ملحوظ، إذ أصبح المخزون المتاح يقترب من النفاد.
حسبما ذكرت جريدة “وول ستريت جورنال” في تقرير لها نشر الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، فأن هذا القلق يعود بشكل رئيسي إلى الدعم العسكري المستمر لإسرائيل في حربها الحالية في غزة، حيث تستخدم هذه الصواريخ بشكل مكثف لاعتراض الصواريخ القادمة من قطاع غزة، وقد أدى ذلك إلى تزايد استهلاك هذه الصواريخ على نحو غير مسبوق، ما أثار تساؤلات بشأن القدرة الأمريكية على تلبية احتياجاتها الدفاعية في حالات الطوارئ.
زيادة الطلب على الصواريخ الاعتراضية
منذ اندلاع الصراع الأخير في غزة، قدمت الولايات المتحدة دعمًا عسكريًا واسعًا لإسرائيل، بما في ذلك تزويدها بالصواريخ الاعتراضية لمواجهة التهديدات الصاروخية القادمة من القطاع.
تستخدم هذه الصواريخ ضمن منظومات الدفاع الجوي مثل “القبة الحديدية”، التي تمولها الولايات المتحدة وتوفر لها الصواريخ الاعتراضية اللازمة للحفاظ على فعالية منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، ومع تصاعد الهجمات، زاد الضغط على مخزون الصواريخ بشكل كبير، ما جعل البنتاجون في مواجهة تحديات غير مسبوقة لتلبية الطلب المتزايد.
قلق البنتاجون من نفاد المخزون
يشعر البنتاجون بالقلق إزاء تزايد استنزاف الصواريخ الاعتراضية، إذ تعتمد القوات الأمريكية على هذه الصواريخ لحماية مصالحها وحلفائها حول العالم.
من المتوقع أن يؤثر نقص المخزون على القدرة الأمريكية في تأمين الدفاعات الجوية لحلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا، خصوصًا في ظل تزايد التوترات العالمية، سواء في أوكرانيا أو مع تصاعد التوترات مع الصين في منطقة المحيط الهادئ.
نفاد المخزون قد يضعف قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة السريعة لأي تهديد أمني مفاجئ، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير للبنتاغون.
تأثيرات على السياسة الخارجية الأمريكية
يدفع نقص الصواريخ الاعتراضية البنتاجون إلى إعادة النظر في استراتيجيته بشأن تزويد الحلفاء بالأسلحة، خاصةً في مناطق النزاع، وبينما تستمر الولايات المتحدة في دعم إسرائيل بموارد دفاعية لضمان أمنها، ينمو التساؤل حول ما إذا كان هذا الدعم سيؤثر سلبًا على احتياطيات الجيش الأمريكي.
يثير هذا الوضع الحساس أيضا نقاشا سياسيًا داخليا في واشنطن، حيث يتساءل بعض أعضاء الكونجرس عن حكمة استمرار إمداد إسرائيل بالأسلحة الحيوية للجيش الأمريكي في وقت تعاني فيه البلاد من نقص في المخزون الدفاعي.
الحاجة إلى تعزيز الإنتاج المحلي
في ظل الضغط المتزايد على البنتاجون لتلبية الاحتياجات الدفاعية، بدأت الولايات المتحدة التفكير في تسريع وتيرة الإنتاج المحلي للصواريخ الاعتراضية.
شركات مثل “رايثيون” و”لوكهيد مارتن”، التي تصنع هذه الصواريخ، تلقت طلبات من الحكومة لتسريع عمليات الإنتاج وضمان توفير الإمدادات اللازمة.
لكن زيادة الإنتاج ليست مهمة سهلة، إذ تتطلب هذه المنظومات الدفاعية مكونات وتقنيات متقدمة تستغرق وقتًا لتصنيعها. يعزز هذا الوضع الحاجة إلى استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الإنتاج الموسمي أو الطارئ.
الاستعدادات لمواجهة الأزمات المستقبلية
يشكل النقص في الصواريخ الاعتراضية تهديدًا للاستجابة الأمريكية لأي أزمة مستقبلية. ففي حال تزايدت التوترات مع خصوم مثل روسيا أو الصين، أو في حالة الحاجة لدعم حلفاء آخرين في مناطق مختلفة، قد تجد الولايات المتحدة نفسها أمام تحديات كبيرة إذا لم يكن لديها مخزون كافٍ.
لذا، يخطط البنتاجون لاستكشاف البدائل، سواء من خلال تسريع برامج الأبحاث والتطوير لصواريخ جديدة أو تحسين كفاءة استخدام الموارد الحالية.
رابط مختصر : https://roayahnews.com/?p=2028730