نفوذ إيران في فنزويلا .. من توريد البنزين إلى افتتاح محلات التجزئة

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الأحد، إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين إيران وفنزويلا، وذلك في رسالة تهنئة إلى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بمناسبة عيد استقلال فنزويلا. وحث الرئيس الإيراني على تعزيز العلاقات “الأخوية” مع الدولة الواقعة في أمريكا اللاتينية، معربا عن أمله في أن تتغلب فنزويلا على المشكلات التي يسببها أعداؤها من خلال “المقاومة”.

إرسال شحنات الوقود

تسببت العقوبات الأمريكية في نقص حاد في البنزين بفنزويلا، وهي عضو بنظمة أوبك مثل إيران، وتواجه البلاد انهيارا اقتصاديا.

وكانت أربع ناقلات نفط إيرانية قد نجحت في أواخر مايو الماضي بالوصول إلى الموانئ الفنزويلية، في تحدٍ للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على كل من إيران وفنزويلا.

ويعمل فريق من الفنيين الإيرانيين بالفعل في شركة النفط الفنزويلية الحكومية وشركة تكرير النفط كجزء من خطة تعاون أوسع بين الجانبين تشمل توفير العمال والفنيين وقطع الغيار من إيران لقطاع النفط في فنزويلا مقابل حوالي 9 أطنان من الذهب قيمتها حوالي 500 مليون دولار.

وتسعى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى فرض عقوبات على ناقلات نقل الوقود الإيراني إلى فنزويلا، كجزء من جهودها لوقف حركة التجارة بين إيران وفنزويلا.

وأشارت وكالة بلومبرج إلى أن إدارة ترامب تحاول وقف الدعم الإيراني للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الذي دافع الشهر الماضي عن حق بلاده في “التجارة الحرة” مع إيران، في حين تخضع الدولتان لعقوبات أمريكية.

وقال المصدر إن الولايات المتحدة تدرس أيضا فرض عقوبات على شركة تابعة لرجل الأعمال الكولومبي أليكس ساب موران الذي يرتبط بنظام حكم الرئيس مادورو.

يذكر أن فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم تعاني من نقص شديد في البنزين بعد سنوات من سوء الإدارة والعقوبات الأمريكية على قطاع النفط الفنزويلي. وخلال الشهور القليلة الماضية فرضت قيودًا على مبيعات الوقود في محطات التموين مع نقل السيطرة عليها إلى العسكريين.

محلات التجزئة

وفي الوقت الذي تعاني فيه إيران من مشاكل اقتصادية كبيرة وارتفاع أسعار وانهيار قيمة العملة، أسست شركة مملوكة للجيش الإيراني ومرتبطة ببرنامج الصواريخ سلسة محلات للبيع بالتجزئة في فنزويلا، مما يعمق ارتباط طهران مع حكومة مادورو، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

وتعمل الشركة الإيرانية مع برنامج الغذاء الطارئ لحكومة مادورو، والذي يخضع لعقوبات أمريكية بسبب عمليات غسيل الأموال، مما يزيد من مخاوف الولايات المتحدة حول هذا التحالف.

ووفقا للصحيفة، فإن وصول الشركة إلى فنزويلا، التي تربطها علاقات وثيقة بالحرس الثوري، يعزز موطئ قدم لطهران في نصف الكرة الغربي، وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تسعى فيه فنزويلا لتعزيز علاقاتها مع خصوم أمريكا سواء إيران أو روسيا.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على حكومتي البلدين، بينما أشاد كلاهما بالمشروع الجديد كجزء من العلاقات الدبلوماسية والعسكرية والتجارية المتنامية، فقد غردت السفارة الإيرانية في كاراكاس في الآونة الأخيرة: “نجاح آخر في العلاقات الودية والأخوية بين البلدين”.

وفي 21 يونيو، قامت سفينة إيرانية بتفريغ شحنة من المواد الغذائية في ميناء فنزويلي لتزويد أول سوبر ماركت للجمهورية الإسلامية في فنزويلا، وفقًا لتعليقات سفير طهران في كراكاس، حجة الله سلطاني.

وتعلن المحلات الآن حصريًا عن علامات تجارية مملوكة للجيش الإيراني تنتجهما شركتان تابعتان لشركة ” إيتكا” التي أنشاها صندوق ضمان اجتماعي للمحاربين العسكريين الإيرانيين.

التهرب من العقوبات

كما أن شركة إيتكا تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، وضعتها واشنطن على قوائم الإرهاب لدورها في تطوير الصواريخ الباليستية، وفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية.

وأكد محللون أن برنامج الغذاء الطارئ لفنزويلا والذي يٌعرف باسم  “Clap” هو مصدر الغذاء الرئيسي لما يقدر بنحو 15٪ من الفنزويليين، لكن المسؤولين الأمريكيين والكولومبيين والمكسيكيين يتهمون حكومة مادورو باستخدامه في غسل أصول الدولة المسروقة وعائدات تهريب المخدرات والأنشطة غير المشروعة الأخرى.

وأضاف مسؤولون أمريكيون أن عمليات البرنامج لغسل الأموال تمت من خلال الفواتير الكاذبة لواردات المواد الغذائية باهظة الثمن من قبل شركات المقاولات التي يملكها أو يسيطر عليها رجل الأعمال أليكس صعب، وتم اعتقال صعب، الذي ربطه مسؤولون أمريكيون بعصابات تجارة المخدرات الفنزويلية والكولومبية.

ومن المعروف أن سلسلة متاجر أتكا، يديرها عيسى رضائي، وهو مدير تنفيذي مخضرم في شرکات الحرس الثوري الإيراني، واسمه مدرج في قائمة العقوبات الأمريكية؛ لتورطه في تطوير الأسلحة وكذلك مشاركته في عدة جبهات بالشرق الأوسط.

ربما يعجبك أيضا