نقطة تحول في اقتصاد عمان.. الدقم أفضل مدينة عربية ناشئة

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن
تسعى سلطنة عمان لجمع نحو 1.2 مليون دولار لتمويل البنية التحتية في منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة، والتي من المتوقع أن تصبح المدينة العربية الناشئة الأولى بامتياز.

وقد تستغرق مدينة دقم بعضاً من الوقت لتحقيق مشاريعها الضخمة. فمن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من تطوير الميناء حيز التنفيذ بين عامي 2025 و2030.

ولا تزال المدينة في بداياتها، وقد تم بالفعل إنشاء شبكة الطرق السريعة الرئيسية، وقد بدأ تشغيل الميناء والحوض الجاف في الآونة الأخيرة، وبدأت مصفاة النفط في الارتفاع، وافتتح فندقان فاخران أبوابهما.

والمشروع هو الأحدث في سلسلة طويلة من الخطط التي تمتد من ثمانينيات القرن الماضي والتي تهدف إلى تطوير أجزاء قاحلة في عمان، حيث إن حوالي 70٪ من سكان البلاد يقيمون داخل قطاع ساحلي رقيق يبلغ طوله 150 ميلاً في الشمال بالقرب من مسقط.

وتحتاج عمان للتنويع في مصادرها الاقتصادية بعيداً عن اعتمادها على النفط والغاز. ويضع البحث الذي أجرته إدارة معلومات الطاقة الأمريكية احتياطي النفط الخام في عُمان عند 5.6 مليار برميل. في حين أن هذا يكفي فقط لتصنيف البلد 21 في العالم ، فإن اقتصادها يعتمد بشكل غير متناسب: حيث يمثل النفط والغاز ما يقرب من نصف إجمالي الناتج المحلي للبلاد ، و 70٪ من الصادرات ، وما يتراوح بين 68٪ و 85٪ من الإيرادات الحكومية.

وتعد المدينة موقعاً مناسباً لطرق الشحن الرئيسية التي تربط الاقتصادات النامية في الهند وشرق إفريقيا.

ومع عمان المتاخمة للسعودية والإمارات إلى الغرب، يرى المخططون أيضا الدقم نقطة دخول وخروج بديلة للمنطقة، إذا أصبحت الطرق البحرية في مضيق هرمز معرضة للخطر، لذلك استثمرت دول أخرى في الدقم، بما في ذلك الكويت واليابان والمملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبية ، وفي فبراير تم الإعلان عن أن الهند ستتاح لها إمكانية الوصول إلى الميناء  لأغراض تجارية وعسكرية.

وقد تستغرق مدينة دقم بعضاً من الوقت لتحقيق مشاريعها الضخمة. فمن المتوقع أن تبدأ المرحلة الثانية من تطوير الميناء حيز التنفيذ بين عامي 2025 و2030.

وبسبب انهيار أسعار النفط عام 2014، واجهت المدينة تحديات عدة، مثل تأجيل الخطط الأولية لبناء خط سكة حديد تربط الدقم بالسعودية والإمارات.
 

وترغب الحكومة العمانية في استغلال مئات الأميال من السواحل غير المستخدمة، ولا تعتبر عمان عادة واحدة من أبرز الدول العربية المنتجة للنفط.، وتقدر وكالة معلومات الطاقة الأمريكية أنها تحتفظ باحتياطات متواضعة نسبيا تبلغ 5.4 مليارات برميل من الخام.

وبحسب كتاب حقائق العالم الذي أصدرته وكالة المخابرات الأمريكية، فإن قطاع النفط العماني يمثل 46 في المائة من الناتج المحلي في البلاد، وتهدف البلاد إلى خفض هذا الرقم إلى 9 في المائة من الناتج المحلي بحلول عام 2020.

وعلى الصعيد العالمي، الدقم ليست شاذة. فنحن في خضم عصر المدن الجديدة – مع أكثر من 200 مدينة حاليا تحت الإنشاء، فهناك نوركنت في كازاخستان، وأيلات في أذربيجان، ومدينة كابول الجديدة في أفغانستان، وبغداد الجديدة في العراق، ووادي روابي في فلسطين، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، والقاهرة الجديدة في مصر… يوجد بالمغرب تسع مدن جديدة في العمل ، والكويت لديها 12 مدينة.

وعلى الرغم من اختلافها في الحجم والتعقيد، إلا أن معظم هذه المدن الجديدة مصممة لتحقيق أهداف مماثلة وهي إعادة تشكيل اقتصادات الدول وإعادة تشكيل دولتها باعتبارها متقدمة تقنياً ومستدامة اقتصادياً، على نحو أنيق وعصري ودولي.
 

ربما يعجبك أيضا