نكاية في واشنطن.. طهران تساند إسلام آباد ضد تصريحات “ترامب”

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

طهران – صراع واضح بين إيران وباكستان لكنه لا يصل إلى درجة العداء المسلح، إنما التنافس، فبرغم الاتهامات المتكررة من طهران لإسلام آباد بدعوى اتهام موجه للأخيرة بإيواء جماعات مسلحة معادية لإيران على أراضيها؛ إلا أن إيران تلتزم دائما سياسة ضبط النفس، سيما أنها تنافس باكستان في النفوذ داخل الأراضي الأفغانية.

الأسبوع الماضي، بدلًا من أن يوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصابع الاتهام لدول مثل إيران وروسيا ودول أخرى متهمة باللعب داخل الأراضي الأفغانية، وجه أصابه الاتهام إلى باكستان، حيث هددها بفقدان الكثير، في حال لم تحارب الإرهابيين الذين لجأوا إلى أراضيها.

وقال ترامب في خطاب خاص من قاعدة فورت ماير العسكرية بولاية فرجينيا “لم يعد بإمكاننا السكوت عن الملاذات الباكستانية الآمنة للجماعات الإرهابية، طالبان وغيرها ممن يشكلون خطرا على المنطقة وخارجها”، مشيرا إلى أن “باكستان ستستفيد الكثير من التعاون، معنا في أفغانستان، لكنها ستفقد الكثير في حال استمرت في إيواء المجرمين والإرهابيين”.

وقد أعربت وزارة الخارجية الباكستانية، عن “خيبة أملها” بشأن تصريحات ترامب، ونفت أي اتهامات حول احتضانها للجماعات الإرهابية.

ووفقا لوكالة “فرانس برس” جاء في بيان لوزارة الخارجية الباكستانية: “لا يوجد دولة في العالم عانت أكثر من باكستان، من كارثة مثل الإرهاب، وبالكثير من الأحيان من الأعمال التي وقعت خارج حدودها، وبالتالي البيان السياسي الأمريكي الذي  يتجاهل التضحيات الضخمة التي قدمها الشعب الباكستاني، مخيب للآمال”.

المغزى

الواضح أن ترامب لا يستهدف باكستان، إنما يمارس سياسة الضغط عليها، فهو يبحث عن حلفاء مقبولين للعمل معه داخل أفغانستان، لا سيما أن باكستان لها علاقات قوية مع حركة طالبان عن طريق استخباراتها، وكذلك يريد ترامب إحراز تقدم للعمليات الأمريكية في أفغانستان للخروج بانتصار على الإرهاب في عهده، وكذلك هو يدرك تقارب روسيا وإيران من جماعة طالبان لتهديد التواجد الأمريكي في أفغانستان.

نكاية في ترامب

خرجت إيران بتصريحات رسمية معارضة للتصريحات الأمريكية، الهدف منها هو التأكيد على الرؤية الإيرانية لسياسة واشنطن تجاه محاربة الإرهاب، وهو أن واشنطن تتبع سياسة لا تحد من التطرف بل تستغله، وأن مكافحة الإرهاب يحتاج إلى رفع يد واشنطن عن إفشال التعاون بين دول المنطقة.

حيث قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي بان دول المنطقة تمتلك الطاقات اللازمة للتعاون المشترك في مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وهي ليست بحاجة إلى استراتيجيات اميركا المزعزعة للاستقرار والراعية للإرهاب.

وحسب وكالة مهر الإيرانية، قال قاسمي منتقدًا استراتيجية أمريكا الجديدة تجاه باكستان وقال إن ما تدين أمريكا الدول الأخرى بواسطته اليوم هو حصيلة لأعوام من سياساتها أمريكا الخاطئة في المنطقة خاصة في أفغانستان واستراتيجياتها الانتهازية وسياساتها أحادية الجانب وتدخلاتها الخاطئة التي لم تسفر سوى عن تصعيد حدة الفوضى والتوتر ونمو الإرهاب والتطرف في المنطقة.

 ونصح قاسمي الحكومة الأمريكية بعدم التدخل في شؤون دول المنطقة والكف عن سياسة الإملاء عليها مضيفا أن دول المنطقة تمتلك الطاقات اللازمة للتعاون المشترك في مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار في منطقتها وهي ليست بحاجة إلى استراتيجيات أمريكا المزعزعة للاستقرار والراعية للإرهاب، على حد تعبيره.

من جانب باكستان، أعربت المتحدثة باسم الحكومة وزيرة الإعلام الباكستانية عن تقديرها لموقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية من السياسة الأمريكية المعادية لباكستان معتبرة ذلك خطوة في اتجاه تعزيز العلاقات الودية والأخوية بين البلدين الجارين.

وقالت السيدة مريم أورنغزيب، أمس الجمعة، على هامش تفقدها لمركز دراسات اللغة الفارسية في إسلام آباد في تصريح للمراسلين إن إيران وباكستان بلدان جاران لهما علاقات ودية ومتجذرة وأواصر مشتركة عديدة مؤكدة أن البلدين كانا دوما إلى جانب بعضهما البعض ودعم أحدهما الآخر.

ما يشغل باكستان

إن ما يقلق باكستان ليس التعاون مع أمريكا، حيث تلعب إسلام آباد دورا مهما بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها في هذه المنطقة، تتحصل على أساسه على الكثير من الدعم والمساعدات، ولكن ما يزعجه هو زج اسمها بتهمة دعم الإرهاب في ظل انشغال العالم بهذه القضية، والخشية من استغلال أفغانستان والهند لهذه الاتهمات في المحافل الدولية، وكذلك تقلق من أن تكون شماعة أو ضحية لفشل الولايات المتحدة في تحالفها ضد الإرهاب في العالم.

ربما يعجبك أيضا