نمو مستمر للاستثمار الرياضي في الإمارات.. تفاصيل وأبعاد

منه عبد الرازق

أنشأت الإمارات العربية المتحدة 24 من الاتحادات الرياضية بحسب وزارة الرياضة، وتستهدف تنظيم البطولات لتضمن وجود لاعبين دوليين مشهورين ومكافآت كبيرة وجمهور ضخم، مما سينعكس بالإيجاب على صورة الدولة لدى قطاع عريض من الجماهير.


شارك قطاع الرياضة في تحقيق نمو مستدام للاقتصاد في دبي، خلال السنوات الأخيرة، وأسهم بـ2.4 مليار دولار عام 2021، بزيادة سنوية 2.3%.

وخلق دعم القطاع نحو 105 آلاف فرصة عمل، تمثل 3.8% من إجمالي العمالة في الإمارة، وفقًا لتصريحات رئيس مجلس دبي الرياضي، الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، في الاجتماع الثالث لإدارة المجلس.. فما تفاصيل وأبعاد هذا التوجه الاقتصادي؟

تنويع اقتصادي

ذكر بحث بعنوان “المدن الرياضية والتنوع الاقتصادي في شبه الجزيرة العربية” بجامعة سيراكيوز بنيويورك، أن دولًا مثل الإمارات والسعودية استخدمت الرياضة في جهود التنويع الاقتصادي، وأن التعزيز المركّز على الرياضة هو مشروع مزدوج لخلق صورة إيجابية عن مدنها. وسلط البحث الضوء على التحول السريع في المنطقة نحو الاقتصاد الرياضي، كوسيلة لجذب الأحداث والزائرين والمستثمرين على المدى الطويل.

وأشار البحث إلى أن الرياضة “المعولمة” وسيلة مهمة لبث صورة المدن الخليجية على أنها حديثة، لكنها أيضًا أماكن مهيأة للاستثمار، فخطة رؤية 2021 توضح أن بناء مرافق رياضية حديثة يعكس حرص القيادة على “النمو والرفاهية وإضفاء الطابع المؤسسي على قطاع الرياضة، لضمان التجمع المتكرر للزوار”.

 

عائدات السياحة والاقتصاد غير النفطي

أنشأت الإمارات العربية المتحدة 24 من الاتحادات الرياضية، بحسب موقع وزارة الرياضة الإماراتية. وتستهدف الدولة تنظيم البطولات لتضمن وجود  لاعبين دوليين مشهورين ومكافآت كبيرة وجمهور ضخم، مثل دوري الخليج العربي لكرة القدم، وبطولة أبو ظبي للجولف، وبطولة دبي ديزرت كلاسيك للجولف، وبطولة مبادلة العالمية للتنس، وبطولة دبي للتنس.

ويحسب البحث، يضمن وجود مثل هذه الأحداث في جدول منتظم، إمكانية أن تحصل الإمارات على عائدات أكبر من السياحة، فضلًا عن أن تطوير دبي وأبوظبي كاثنتين من المدن الرياضية الحديثة يساعد على تطوير سمعتهما على نطاق أوسع كاثنين من المراكز “العالمية” للأحداث الدولية والأعمال التجارية والترفيه، ومن ثم خلق صورة للإمارات كدولة متنوعة اقتصاديًّا خارج صناعة النفط.

اهتمام حكومي

قال رئيس مجلس دبي الرياضي، الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، إنه “بالإضافة إلى رعاية الرياضيين الإماراتيين والوافدين… وضمان صحة المجتمع وسعادته، أصبحت صناعة الرياضة الآن مساهمًا اقتصاديًّا مهمًّا في دبي”، وتابع في تغريدات متتالية على “تويتر” أن “مركز دبي للإحصاء، كان حريصًا على قياس نمو إسهام الرياضة في اقتصاد دبي، تماشيًا مع أفضل الممارسات الدولية، بالاشتراك مع شركة استشارية عالمية كبرى”.

وكشف مركز دبي للإحصاء، على موقعه أخيرًا، عن أن حوالي 1.5 مليون شخص يشاركون بانتظام في الأنشطة الرياضية والبدنية في الإمارة، في حين أن عدد الأشخاص الذين يعملون في قطاع الرياضة في دبي ينمو بقدر ملحوظ على مر السنين.

تشجيع المستثمرين

يشجع نادي دبي الرياضي نجوم الرياضة الدوليين والمستثمرين، على الاستفادة من مرافق دبي ذات المستوى العالمي، لفتح أكاديميات رياضية واستضافة بطولات عالمية كبرى ومعسكرات تدريبية لمختلف الأندية والمنتخبات الوطنية والرياضيين الأبطال، فضلاً عن الاستفادة من الفرص الاستثمارية في مجالاتها المختلفة.

ووفقًا للبحث، تركز الاستراتيجية الرياضية الجديدة على الأندية الرياضية في دبي، والبنية التحتية للمرافق الرياضية، والرياضات الإلكترونية، والسياحة الرياضية، والتكنولوجيا الرياضية، من بين أمور أخرى.

الترويج للمدن

تروج استضافة الأحداث الرياضية الكبرى أو تنظيمها، للمدن والدول التي تستضيفها بقدر كبير، وتخلق ما يسمى “اقتصاد المظاهر”، من خلال تسليط وسائل الإعلام الإقليمية والدولية الضوء على هذه المدن الخليجية، التي يسعى عدد منها، ولا سيما دبي، لإعادة تشكيل نفسها على أنها “مدن رياضية” من خلال بناء الأندية الرياضية وتغيير البنية التحتية.

وأفاد استطلاع رياضي لشركة “بي دبليو سي” للمحاسبة، بأن دول مجلس التعاون الخليجي أنفقت أكثر من 65 مليار دولار، على تطوير الرياضة، مثل صناعة الرياضة الإقليمية، التي من المتوقع أن تنمو بأسرع معدل في العالم بعد وباء كورونا.

ربما يعجبك أيضا