نمو ملحوظ بمنصات تنقيب النفط الأمريكية منذ بداية العام.. تفاصيل

منه عبد الرازق

لا تزال معظم شركات النفط الصخري الأمريكية، وكانت سرعة نشر الحفارات الجديدة في الميدان أقل بكثير مما كانت عليه في دورات ارتفاع الأسعار السابقة.


شهدت منصات تنقيب النفط الأمريكية زيادة مطردة، خلال العام الحالي 2022، مع حث الرئيس جوبايدن شركات النفط على زيادة الإنتاج.

ويأتي ذلك بالتوازي مع زيادة ضغوط تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم عداء بايدين التاريخي تجاه الوقود الأحفوري، والمخاطر المتمثلة في أن عمليات الحفر الجديدة لن تؤتي ثمارها على المدى الطويل.

اتجاه البيت الأبيض الجديد

أعلن البيت الأبيض، في مارس الماضي، خطة الرئيس الأمريكي لمواجهه أزمة الطاقة، وقال إن الأسر تواجه ارتفاعًا في أسعار الطاقة منذ فبراير الماضي، وتحديدًا مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية.

الجزء الأول من الخطة تمثل في زيادة العرض، من خلال تشجيع الإنتاج المحلي حاليًّا، وعبر الاحتياطي الاستراتيجي من النفط، ليكون بمثابة جسر لزيادة الإمداد في الأشهر المقبلة، بحسب ما جاء في بيان البيت الأبيض.

مهاجمة بايدن لشركات النفط

هاجم بايدن، أكثر من مرة، شركات البترول واستغلالها لأزمة الطاقة، في تصريحاته، وقال إن العديد من الشركات لا تؤدي دورها، وتختار تحقيق أرباح غير عادية، دون ضخ استثمارات إضافية، للمساعدة في التوريد.

وفي الوقت الحالي، تقع صناعة النفط والغاز على أكثر من 12 مليون فدان من الأراضي الفدرالية غير المنتجة، مع 9 آلاف تصريح إنتاج غير مستخدم، رغم الموافقة عليه بالفعل، ودعا بايدن الكونجرس إلى إجبار الشركات على دفع رسوم على الآبار المؤجرة، التي لم تستخدمها منذ سنوات، وعلى الأراضي العامة التي تكدسها دون إنتاج.

ارتفاع الإنتاج ونقص المخزون

عقب إعلان خطة الرئيس الأمريكي، ارتفع حجم الإنتاج وانخفض المخزون الاحتياطي، ووفقًا لتقرير منتدى الطاقة العالمي، الصادر في أكتوبر الحالي، زاد إنتاج النفط الخام بمقدار 290 ألف برميل يوميًّا، في أغسطس.

وصعد إجمالي الطلب على المنتجات النفطية، في الشهر ذاته، بمقدار 1.46 مليون برميل يوميًّا، في حين تراجعت مخزونات النفط الخام عند 22.7 مليون برميل، في أغسطس، وهي الآن في ثاني أدنى مستوى لها سجلته في جودي.

رفع نشاط الحفر

طالب الرئيس الأمريكي برفع نشاط الحفر، خلال الأشهر الماضية، وبالفعل ارتفع النشاط على نحو مطرد، على الرغم من تباطؤه في شهري يوليو وأغسطس الماضيين، ليصل إلى 769 بئرًا خلال أكتوبر الحالي.

وزاد عدد منصات التنقيب 28% منذ بداية العام، وارتفعت بمقدار 172 منصة حفر، تمثل الفترة من يناير إلى سبتمبر، وتستحوذ أمريكا على 41% من إجمالي عدد منصات التنقيب بأنحاء العالم، والبالغ إجمالي عددها ألف و853 منصة في سبتمبر الماضي، وفقا لبيانات “بانكر هاجيز”، المنخصصة في إحصاءات منصات التنقيب.

توقعات بزيادة الحفر

نظرًا للعرض الروسي المحدود، وانتعاش الطلب والزيادة الناتجة في أسعار النفط الخام، فإن المشغلين الذين يعملون في الولايات المتحدة يخططون لزيادة نشاط الحفر بقدر ملحوظ لما تبقى من العام، وعمومًا، سيتحسن النشاط في نفط تكساس الصخري في الشهور الستة المقبلة، وفقًا لبحوث “ورلد أويل”.

ومن المتوقع أن يتحسن الحفر في تكساس بأمريكا 26% على أساس سنوي، وسيرتفع نشاط خليج المكسيك 8.4%، ولكن من المتوقع حدوث انخفاض 70% في الخارج في كاليفورنيا، وكلاهما على أساس سنوي.

تحسن أداء شركات النفط الأمريكية

زاد مشغلو النفط الصخري في الولايات المتحدة نشاط الحفر، لكنهم ظلوا منضبطين نسبيًّا في نفقاتهم، وكانت سرعة نشر الحفارات الجديدة في الميدان أقل بكثير مما كانت عليه في دورات ارتفاع الأسعار السابقة، ولا تزال معظم شركات النفط الصخري الأمريكية متحفظة، وتظل الأولويات تركز على حماية الميزانيات العمومية، وتوليد التدفق النقدي الحر.

ويقول تقرير لمؤسسة “ورلد أويل” إن إنتاج النفط الأمريكي لا يزال في طريقه لتحقيق رقم قياسي في العام 2023، ومن المتوقع أن يتوسع الإنتاج بمتوسط ​​840 ألف برميل يوميًّا، العام المقبل.

ربما يعجبك أيضا