نهاية اتفاق حبوب البحر الأسود.. إفريقيا المتضرر الأكبر

عبدالمقصود علي
اتفاق الحبوب

أثار إعلان روسيا الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر موانئ البحر الأسود، الخوف والهلع بين الدول الإفريقية.

وأسهم اتفاق حبوب البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2022 في خفض أسعار الأغذية العالمية، كما سمح، وفقًا لوكالة أنباء رويترز، لمنظمات الإغاثة بالحصول على مئات آلاف الأطنان من الأغذية.

لا أعرف كيف سنعيش

هبطت أسعار القمح في العاصمة الصومالية مقديشو 25% تقريبًا كنتيجة لتوقيع الاتفاق، بعد أن كانت قد زادت إلى المثلين عندما بدأت حرب روسيا وأوكرانيا.

وفي أعقاب الإعلان الروسي، يشعر الجميع بالفزع، بدءًا من التجار مرورًا بالخبازين ووصولًا لضحايا الصراعات المسلحة في البلاد.

الأوضاع في الصومال

قالت حليمة حسين: “لا أعرف كيف سنعيش”، وحليمة أم لخمسة أطفال يسكنون بمخيم مكتظ في مقديشو بالنازحين الذين شردتهم سنوات من شح الأمطار وعنف المتشددين، مضيفة أن “منظمات الإغاثة تبذل قصارى جهدها للحفاظ على أرواحنا. ليس لديهم سوى القليل للغاية الذي يقدمونه”.

وفي مقديشو بدأت بالفعل الهرولة لتخزين الأغذية اليوم الاثنين، وقال محمد عثمان، أحد ملاك المتاجر، “عليّ الآن شراء المزيد من أجولة حبوب القمح قبل أن يرفع كبار التجار السعر. إذا لم أفعل ذلك، لن يستطيع عملاؤنا الفقراء شراء أغذية باهظة الثمن مثل القمح”.

توقعات بارتفاع الأسعار

توقع بعض المتعاملين في مقديشو أن يرتفع سعر الجوال الواحد من القمح زنة 50 كيلوجرامًا من 20 دولارًا في الوقت الحالي إلى قرابة 30 دولارًا.

وقال كورير سينج أويه، وكيل وزارة الشؤون الخارجية الكينية، إن أسعار الأغذية التي سجلت مستويات قياسية مرتفعة بالفعل سترتفع أكثر من ذلك. وتعاني كينيا أيضًا بسبب أسوأ موجة جفاف تشهدها منطقة القرن الإفريقي منذ عقود، مضيفًا لوكالة رويترز أن “السلع التي كان سعرها على سبيل المثال جنيها أو جنيهين ستتكلف الآن 4 جنيهات، ستتضاعف الأسعار”.

الدول الأوفر حظًا

أظهرت بيانات تجارية من الأمم المتحدة أن الصومال تسلمت 84 ألف طن من القمح من أوكرانيا في 2022 صعودًا من 31 ألف طن في 2021، وذلك في ظل تكثيف المانحين مساعداتهم للتصدي لمجاعة تلوح في الأفق في مناطق بعينها.

لكن الدول الأوفر حظًا شعرت بالأزمة أيضًا. فقد استفادت مصر من الاتفاق. ومصر في أغلب الأوقات في صدارة مستوردي القمح على مستوى العالم.

وقالت وزارة التموين المصرية لوكالة رويترز الشهر الماضي إنها تأمل أن يجرى تمديد الاتفاق “بسبب أهميته في تهدئة الأسواق العالمية”.

زيادات في الأسعار

قال الكرملين، اليوم الاثنين، إن روسيا ستنسحب من الاتفاق بسبب عدم تلبية مطالبها بتعزيز صادراتها من الحبوب والأسمدة.

وتشكو روسيا أيضًا من عدم وصول كميات كافية الحبوب التي يجرى شحنها إلى الدول الأكثر فقرًا. وتقول الأمم المتحدة إن الاتفاق أفاد هذه الدول من خلال المساعدة في خفض أسعار الأغذية أكثر من 20 % على الصعيد العالمي.

وتحول تركيز برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بشدة إلى الحبوب الأوكرانية لإطعام الناس في دول تعاني بسبب الصراعات وأحوال الطقس المتطرفة ومن بينها الصومال واليمن وأفغانستان.

الآثار بعيدة المدى

يقول محللون إن أسعار بعض الأغذية الأساسية من المرجح أن ترتفع نتيجة لقرار روسيا، على الرغم من أن توفر الحبوب على الصعيد العالمي تحسن منذ بدء الحرب بسبب زيادة الإمدادات من منتجين مثل روسيا والبرازيل.

وأوضح مدير الطوارئ في شرق إفريقيا بلجنة الإنقاذ الدولية شاشوات ساراف أن الآثار ستكون بعيدة المدى في الصومال وإثيوبيا وكينيا التي تتعرض جميعها من أسوأ جفاف بمنطقة القرن الإفريقي منذ عقود.

اقرأ أيضًا: أردوغان: بوتين يرغب في استمرار اتفاق تصدير الحبوب

انعدام الاستقرار في الأسواق العالمية

أضاف ساراف أن من المرجح أن يؤدي انعدام الاستقرار في الأسواق العالمية إلى أن توقف الدول ذات الفائض المتواضع صادراتها من الحبوب.

ومضى قائلًا إنه مع ارتفاع أسعار الأغذية سيتعين على منظمات الإغاثة مثل لجنة الإنقاذ الدولية زيادة قيمة التحويلات النقدية التي تقدمها للجائعين من أجل شراء الطعام، وهو أمر يجبرهم بالتبعية على تقليص عدد المستفيدين.

اقرأ أيضًا: الاتحاد الأوروبي: إنهاء روسيا اتفاق تصدير الحبوب «خطوة أنانية»

ربما يعجبك أيضا