«نهاية عصر».. كيف تفاعلت صحف فرنسا مع صعود اليمين المتطرف؟

اليمين المتطرف في الصدارة.. كيف تفاعلت الصحافة الفرنسية؟

محمد النحاس

"نهاية عصر" هذا ما أعلنته أولى صفحات "ليزيكو" الاقتصادية، أما افتتاحية صحيفة "لوفيجارو" فقد جاء فيها تعليقًا على نتائج الجولة الأولى: "عندما ينظر المؤرخون إلى الوراء، فلن يكون لديهم سوى كلمة واحدة.. الكارثة".


كشفت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية بفرنسا عن انقسام عميق مع فوز اليمين المتطرف بعدد قياسي من الأصوات وتراجع حزب الرئيس إيمانويل ماكرون.

وقالت وزارة الداخلية الفرنسية، إنّ نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية تظهر حصول حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف وحلفائه على 33% من الأصوات على المستوى الوطني في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، أما حزب الجبهة الشعبية الجديدة اليساري فقد حصل على نسبة 28%، فيما حازت كتلة الوسط بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون على 20% من الأصوات.. فكيف جاءت ردود الفعل؟

اليمين المتطرف على أبواب قصر ماتينيون

“اليمين المتطرف على أبواب السلطة”، هذا ما جاء على غلاف صحيفة لو باريزيان اليومية، في صباح اليوم التالي للدورة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة التي دعا إليها ماكرون، بحسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الاثنين 1 يوليو 2024.

وفي افتتاحية نشرتها صحيفة ليبيراسيون ذات الميول اليسارية قالت: “لقد صوت 12 مليوناً من مواطنينا لصالح حزب يميني متطرف عنصري ومعادٍ للجمهورية بشكل واضح”، في إشارة إلى حزب التجمع الوطني الذي تتزعمه مارين لوبان.

أضافت صحيفة ليبيراسيون: “لقد ألقى رئيس الدولة بفرنسا تحت الحافلة، واستمرت الحافلة في السير دون إبطاء، والآن أصبحت متوقفة أمام قصر ماتينيون (مكتب رئيس الوزراء)”.

نهاية عصر

وفي عموده بصحيفة لوموند كتب سولين دي روير: “يوم الأحد، افتقر حزب ماكرون مرة أخرى إلى الوضوح ولم يتمكن من إعطاء تعليمات واضحة” في إشارة إلى تخبط الحزب بعد ظهور نتائج الجولة الأولى.

“نهاية عصر” هذا ما أعلنته الصفحة الأولى لصحيفة “ليزيكو” الاقتصادية، أما افتتاحية صحيفة “لوفيجارو” فقد جاء فيها تعليقًا على نتائج الجولة الأولى: “عندما ينظر المؤرخون إلى الوراء، فلن يكون لديهم سوى كلمة واحدة.. الكارثة”.

وتابعت صحيفة لوفيجارو: “كان لدى إيمانويل ماكرون كل شيء، أو كل شيء تقريبًا”، مستدركةً “لقد خسر كل شيء”.

أما محرر صحيفة لومانيتي اليسارية المتطرفة، سيباستيان كريبيل، فقد كتب “لم تكن الكارثة قريبة إلى هذا الحد من قبل.. لا يزال هناك وقت لوقف هذا”.

ماذا بعد؟

إذا حصل التجمع الوطني على الأغلبية المطلقة في جولة الإعادة فسوف يضطر ماكرون إلى تعيين رئيس وزراء من بين صفوفه، والذي سيشكل بدوره الحكومة.

ولا تقدم نتائج الجولة الأولى من التصويت عادة توقعات موثوقة لعدد المقاعد البرلمانية التي سيحصل عليها كل حزب في نهاية المطاف، إلّا أنّ أولى التوقعات لعدد مقاعد الجمعية الوطنية تشير إلى أن التجمع الوطني وحلفاءه سيحصدون غالبية كبيرة نسبيًّا، وقد تصل خلال الدورة الثانية يوم الأحد إلى أغلبية مطلقة.

ربما يعجبك أيضا