الشاعري وقمر وعباس.. العزف على وتر التسعينات بحرفية

رنا الجميعي
هشام عباس وحميد الشاعري ومصطفى قمر

هكذا نجح الثلاثي حميد الشاعري، مصطفى قمر وهشام عباس في نسج أسمائهم فترة التسعينيات.


تآلف اسم الفنان الليبي حميد الشاعري، مع المصريين مصطفى قمر وهشام عباس، وصنع كل اسمين من الثلاثة معًا دويتو غنائيًّا حقق نجاحًا كبيرًا.

وارتبطت أسماء الثلاثي معًا، ضمن أشهر مطربي التسعينات الذين نسجوا بحرفية ذكريات ارتبطت بنوع خاص من الموسيقى، قادته ألحان الشاعري الشهير بـ”الكابّو”، ثم بعد فترة طويلة نسبيًّا عادوا إلى الساحة عام 2021 بأغنية جديدة تتحدث عن الحنين إلى الماضي أيضًا.

هاني شنودة وفترة الثمانينات

ارتباط الأسماء الثلاثة معا لم يأتِ من فراغ، كما يذكر الأستاذ في أكاديمية الفنون، حاتم حافظ، في حديثه إلى شبكة “رؤية” الإخبارية،  ويضيف: “أغاني التسعينات، وارتباط أسماء حميد الشاعري وهشام عباس ومصطفى قمر، جاء نتيجة إرهاصات الموجة الموسيقية التي أطلقها الموسيقار هاني شنودة الثمانينات”.

ويقول حافظ: “لا يمكن تجاهل التطور الذي قاده الموسيقار هاني شنودة في الثمانينات، عبر تكوين أول فرقة موسيقية مصرية، وهي فرقة المصريين… وقتها ظهرت فرق أخرى مثل فرقة الفور إم”، ويعلق أستاذ أكاديمية الفنون هنا بأن “الموسيقى التي قدمها شنودة اتسمت ببعدها عن الطرب”.

الملحن هاني شنودة

الملحن هاني شنودة

أصوات التسعينات تخلت عن الطرب

بعيدًا عن الأغاني الطربية المعتادة، بدأ حميد الشاعري في أواخر الثمانينات يستثمر القاعدة الموسيقية التي بناها شنودة، وحمل الملحن الليبي المصري على عاتقه اكتشاف أصوات جديدة تتسم بالبساطة، متخلية عن العُرَب اللحنية التي اشتهرت بها الأغاني المصرية الكلاسيكية، على حد وصف حافظ.

ومن بين الأسماء التي اكتشفها حميد، برز هشام عباس ومصطفى قمر. ويرى حافظ أن “تلك الأصوات لم تكن تشبه أصوات المطربين الكبار، بل كانت أصواتًا تؤدي فقط”، وشبهها أستاذ أكاديمية الفنون بـ”أصوات الشباب في المرحلة الجامعية”.

حميد الشاعري

حميد الشاعري

سطوة الأغنية الخفيفة

الناقد الفني محمد دياب، الذي يرتكز في بناء وجهة نظره على علم الموسيقى، يرى أن كل الأصوات التي تنتمي إلى فترة التسعينات ليست أصواتًا طربية، ولم تعتمد على الموسيقى كعلم أكاديمي، واصفًا تلك الفترة أنها “بداية إفساد الذوق المصري”، ويضيف: “منذ التسعينات، أصبحت الأغنية الخفيفة هي الشكل الأساسي، وتدريجيًّا انحدر الغناء المصري”.

ولا يعارض دياب ظهور أغنيات خفيفة لهؤلاء الفنانين في تلك الفترة، لكنه يرى أن “للأغنية المصرية معايير ثابتة، على رأسها قوة اللحن والكلام والفكرة، وإن كانت حتى محدودة بإمكانيات أصواتهم”.

مصطفى قمر

مصطفى قمر

ثنائيات ناجحة في أواخر التسعينات

قدم حميد الشاعري دويتوهات ناجحة مع مصطفى قمر وهشام عباس، ففي عام 1997 نجح الشاعري وعباس كثنائي بأغنية “عيني”، وبعدها قدم الشاعري دويتو ناجحًا أيضًا بعنوان “واه يا غزالي” في عام 2000، برفقة مصطفى قمر، واستثمر الثلاثي نجاحهم في دعم استمراريتهم داخل المشهد الموسيقي المصري، على حد تعبير حاتم حافظ.

جاءت أغنية “واه يا غزالي” ضمن ألبوم يحمل نفس الاسم، “غزالي”، وهو الألبوم الـ16 في مشوار حميد الشاعري. وبعدها بـ6 أعوام، أنتج الملحن الليبي ألبومه الأخير في مشواره. وتدريجيًّا انطفأت شهرة عباس وقمر أيضًا، ويرجح حافظ أن انتهاء مسيرة الثلاثة الغنائية جاء بسبب “تغير الزمن”.

هشام عباس

الحالة المصرية وعباءة النوستالجيا

يقول حافظ: “للأسف لم يتجاوز مصطفى قمر وهشام عباس عباءة حميد الشاعري، ولم يخرجا منها، ربما استمرت شهرة قمر أكثر قليلًا بسبب أفلامه السينمائية، لكن مشروع عمرو دياب هو الوحيد الذي استمر لفترة طويلة”.

ومجددًا عاد الثلاثة للظهور بعد عام 2011، متلفحين بعباءة الـ”نوستالجيا”. لكن الناقد الفني محمد دياب يرى أن “ظاهرة النوستالجيا تظل مؤقتة، لأنها مرتبطة بأجيال الشباب الذين صاروا في سن الأربعين الآن”، ويتفق معه حافظ، مضيفًا أن النوستالجيا في اعتقاده “ليست حالة مصرية فقط، بل حالة عالمية”.

ربما يعجبك أيضا