الدبلوماسي نيكوس كريستودوليدس رئيسًا لقبرص.. ما موقفه من الأتراك؟

عمر رأفت
وعد بإمكانية إيجاد حلول مع القبارصة الأتراك .. من هو نيكوس كريستودوليدس رئيس قبرص الجديد؟

ستتصدى الحكومة الجديدة في قبرص لتحديات مثل زيادة الهجرة غير الشرعية، التي جعلتها واحدة من أكثر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تلقيًا لطلبات اللجوء.


أبرزت صحيفة فايننشيال تايمز البريطانية فوز وزير الخارجية القبرصي السابق، نيكوس كريستودوليدس، بجولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية.

وفاز كريستودوليدس بـ51.9% من الأصوات، مقابل 48.1% لمنافسه كبير المفاوضين السابقين في محادثات السلام مع القبارصة الأتراك، أندرياس مافرويانيس.. فما أبرز التوقعات بشأن مواقف رئيس قبرص الجديد من التوحيد مع الشطر التركي والخلافات مع أنقرة؟

من هو نيكوس كريستودوليدس؟

ولد نيكوس كريستودوليدس في 6 ديسمبر 1973 في قرية ييروسكيبو، شرق بافوس القبرصية، وهو حاصل على بكالوريوس الآداب في العلوم السياسية والاقتصاد والدراسات البيزنطية واليونانية الحديثة من جامعة مدينة نيويورك، ودراسات عليا في العلوم السياسية بنفس الجامعة، وحصل على درجة الدكتوراه من قسم العلوم السياسية والإدارة العامة بجامعة أثينا.

وكان كريستودوليدس دبلوماسيًّا محترفًا بين عامي 1999 و2011، إذ شغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية، والمتحدث باسم الرئاسة القبرصية لمجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ومدير مكتب السكرتير الدائم لوزارة الخارجية القبرصية، والقنصل العام في المفوضية العليا لجمهورية قبرص بالمملكة المتحدة.

دبلوماسي مخضرم في رئاسة قبرص

قبل تعيينه وزيرًا للخارجية في 1 مارس 2018، شغل كريستودوليدس منصب مدير المكتب الدبلوماسي لرئيس جمهورية قبرص من 2013 إلى 2018، والمتحدث باسم الحكومة من 2014 إلى 2018.

وكذلك كان الرئيس القبرصي الجديد محاضرًا وباحثًا مشاركًا في قسم التاريخ والآثار بجامعة قبرص بين عامي 2007 و2010، وألّف كتابين هما “خطط لحل مشكلة قبرص” و”العلاقات بين أثينا ونيقوسيا ومشكلة قبرص”، وكانت له مشاركات على نطاق واسع في المجلات المحلية والدولية.

اعتراف مافرويانيس بالهزيمة

اعترف المرشح الآخر في الانتخابات، مافرويانيس، بالهزيمة وقال: “انتهت رحلة طويلة ولكنها جميلة، لقد منحتني الفرصة للقاء الآلاف من الناس وآمال وأحلام بلدنا”.

وتوقعت فايننشيال تايمز أن يوجه كريستودوليدس، الذي ترشح مستقلًا، معارضة كبيرة من الحزبين الرئيسين في قبرص، التجمع الديمقراطي من يمين الوسط الحاكم، والحزب الشيوعي AKEL، مشيرة إلى أن العديد من مؤيدي الحزب الحاكم ألقوا باللوم على كريستودوليدس لخوضه سباق الرئاسة ضد زعيم الحزب، أفيروف نيوفيتو، الذي فشل في الوصول إلى جولة الإعادة.

موقف كريستودوليدس من القبارصة الأتراك

يتوقع محللون عدم إحياء حكومة كريستودوليدس محادثات السلام (المتوقفة) لتشكيل اتحاد فيدرالي ثنائي، مع جمهورية شمال قبرص التركية، بعد تقسيم الجزيرة عرقيًّا، ليعيش القبارصة اليونانيون والأتراك في نزاع منذ الغزو التركي عام 1974.

وقالت كبيرة مستشاري السياسة في المؤسسة الهيلينية للسياسة الأوروبية والخارجية، وهي مؤسسة فكرية، كليوباترا كيتي، في تصريحات أبرزتها فاننشيال تايمز: “تشير نتائج الانتخابات ضمنًا إلى أن المتشددين بشأن القضية القبرصية يفوقون أولئك المؤيدين لإعادة توحيد البلاد”.

وأوضحت كيتي أن كريستودوليدس تلقى دعمًا من ائتلاف من الأحزاب الصغيرة، خلال حملته الانتخابية، بينها الجبهة الشعبية الوطنية اليمينية المتطرفة، التي تربطها علاقة بحزب الفجر الذهبي اليوناني المتطرف المؤيد للقومية الاشتراكية.

موقف كريستودوليدس من الحرب الروسية الأوكرانية

في ما يتعلق بالقضايا الأخرى، توقعت الصحيفة البريطانية  أن يحافظ كريستودوليدس على التوازن في ما يخص موقف بلاده بالحرب الروسية الأوكرانية، وفي نفس الوقت محاولة ألا يثير هذا الموقف غضب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وستتصدى الحكومة القبرصية الجديدة لتحديات مثل التضخم المرتفع وأزمة تكلفة المعيشة، وتحديث شبكة الطاقة، وزيادة الهجرة غير الشرعية، التي جعلت قبرص واحدة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بطلبات اللجوء.

دعم رغبات تركيا

قال محللون في تصريحات أبرزتها صحيفة الجارديان البريطانية إن كريستودوليدس، خلال حملته الانتخابية، أظهر أن قبرص قد تدعم رغبة تركيا في تحديث مواد اتحادها الجمركي مع الاتحاد الأوروبي.

وكذلك يمكن لحكومة الرئيس القبرصي الجديد تحرير التأشيرات للمواطنين الأتراك، الذين يدخلون الاتحاد الأوروبي، مقابل موافقة أنقرة على فتح ميناء للسفن، التي ترفع علم قبرص.

ونقلت الجارديان عن الباحثة في شركة سابينتا إيكونوميكس للاستشارات في نيقوسيا، فيونا مولين، قولها إن “الاتحاد الأوروبي إذا كان ذكيًّا، فسيعمل على هذا الاقتراح لأنه قد يحل المأزق المستمر حتى الآن”.

ربما يعجبك أيضا