«نيهون هيدانكيو» اليابانية.. هل تعيد إحياء المحرمات النووية؟

ماذا وراء منح نوبل للسلام لمنظمة نيهون هيدانكيو اليابانية؟

بسام عباس
شعار منظمة نيهون هيدانكيو

قررت لجنة نوبل النرويجية، الجمعة، منح جائزة نوبل للسلام 2024 لمنظمة نيهون هيدانكيو اليابانية، لجهودها المبذولة لتحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية، وكذلك بمثابة تحذير للدول النووية من استخدام أسلحتها.

ووفق صحيفة “واشنطن بوست”، فإنها منظمة يابانية مثلت لعقود من الزمن آلاف الناجين من القنبلة النووية الذي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناجازاكي عام 1945، وفازت بالجائزة “لإثباتها بشهادات الشهود أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم مرة أخرى”.

قلق عالمي

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، إن القلق العالمي بشأن خطر الأسلحة النووية عاد إلى الظهور بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، وهي إحدى الحالات النادرة في تاريخ ما بعد الحرب الباردة للمواجهة العسكرية، وإن كانت غير مباشرة، بين روسيا والغرب، وهي بسهولة الأكثر كثافة مع أكثر مخاطر التصعيد ترجيحًا.

وأضافت، في تقرير نشرته الجمعة 11 أكتوبر 2024، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجه تهديدات كثيرة غير مبطنة بشأن القدرات النووية لبلاده، في محاولة لإضعاف عزيمة الغرب وعزل كييف عن المجتمع الدولي.

مشاعر مناهضة

أوضحت المجلة أن هناك مخاوف نووية أخرى واضحة، فالصين تبني ترسانتها النووية، وأصبحت كوريا الشمالية دولة نووية، وأدى انهيار الاتفاق النووي مع إيران إلى سرعة تحولها إلى دولة نووية، لافتةً إلى أن هذه التطورات، إلى جانب المناورات النووية التي يمارسها بوتين، بمثابة تذكير بأن العالم دخل عصرًا جديدًا خطيرًا من المخاطر النووية.

وذكرت أن المشاعر المناهضة للطاقة النووية بين شعوب العالم وحكوماته لم تكن أعلى من أي وقت مضى، حيث وقعت 93 دولة على معاهدة حظر الأسلحة النووية، التي دخلت حيز التنفيذ في 2021، فالاتهامات المتزايدة لتهديدات بوتين النووية تشير إلى أن الحرب في أوكرانيا قد تعمل في الواقع على تعزيز المحرمات النووية.

إحياء المحظور النووي

لفتت المجلة إلى أن قرار لجنة نوبل بمنح نيهون هيدانكيو جائزة السلام يعكس القلق النووي، ووسيلة لإحياء المحظور النووي، مشيرةً إلى أن اللجنة اتخذت قرارًا مماثلًا في 2017، عندما منحت جائزة السلام للحملة الدولية لإلغاء الأسلحة النووية، وهي مجموعة من المنظمات غير الحكومية التي عملت على بناء الدعم لمعاهدة حظر الأسلحة النووية.

ولكن في حين كانت جائزة عام 2017 تتعلق بالاعتراف بالتقدم، فإن جائزة هذا العام تركز بشكل أكبر على تخليد الذكرى، فالذكريات الحية بالأهوال التي تطلقها الأسلحة النووية إحدى أكثر الطرق فعالية لإثارة المشاعر المناهضة للأسلحة النووية، والناجون من القنابل الذرية الأمريكية في اليابان، المعروفون باسم الهيباكوشا، هم أكثر الأشخاص القادرون على مشاركة ذكريات حقيقية عن تجربة تلك الأهوال.

وأشارت المجلة إلى أن منح هذه الجائزة يأتي في وقت يشهد سباقًا ضد الزمن لتسجيل قصص الناجين من القنبلة الذرية قبل وفاتهم، حيث بلغ متوسط أعمار الناجين الآن 85 عامًا، ويمثل الناجون ارتباطًا مباشرًا بالأحداث التي ساعدت في ترسيخ المحظورات النووية، وبدونهم سيعتمد الالتزام بهذا المحظور على ارتباط غير مباشر ومجرد، وهو الارتباط الذي تسعى لجنة نوبل لترسيخه.

ربما يعجبك أيضا