نيودلهي تعلق تأشيرات صينيين وبكين تحظر دخول طلاب هنود.. ما القصة؟

رنا أسامة

أكثر من 23 ألف طالب هندي عالقون في الصين بسبب قيود كوفيد منذ اكتشاف الوباء بمدينة ووهان في أواخر عام 2019.


أوقفت الهند تأشيرات سياحية لصينيين، ردًّا على منع الصين عودة آلاف الهنود المسجلين في جامعات صينية، على وقع مخاوف من تفشي فيروس كورونا، ما دفع بكين إلى الإعلان لاحقًا عن خطط لعودة بعض الطلاب الهنود.

وأصدر الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وهو هيئة عالمية تضم 290 عضوًا، الأسبوع الماضي تعميمًا يفيد بأن “التأشيرات السياحية الهندية الصادرة لمواطني الصين لم تعد سارية”، ولم تعلق السلطات الهندية، بحسب تقرير موقع ذا ناشونال نيوز في 25 إبريل الجاري.

الصينيون أكبر زوار أجانب للهند

طلاب هنود في الصين

أعادت الهند فتح حدودها للزوار الدوليين في مارس الماضي، إحياءً لصناعة الضيافة التي ضربها وباء كوفيد، مع تسارع الجهود العالمية للتلقيح ضد كورونا، وتراجع معدلات الإصابة. ويُصنّف المسافرون الصينيون، وهم أكبر مجموعة من السياح الدوليين، بين أكبر 10 زوار أجانب للهند حسب الجنسية. وفق تقديرات حكومية، زار أكثر من 280 ألف سائح صيني الهند في عام 2018.

وسمحت الصين مؤخرًا لطلاب من دول صديقة، مثل باكستان وتايلاند وجزر سليمان وسريلانكا، بالعودة، لكنها ظلت صامتة بشأن السماح للطلاب الهنود ومئات من أفراد أسر الهنود العاملين في الصين بالعودة.

خطوة انتقامية

طلاب هنود

يُنظر إلى إلغاء الصين تأشيرات سياحية لهنود في 20 إبريل 2022، على أنه خطوة انتقامية، بعد أن فشلت نيودلهي في إقناع بكين بالسماح للطلاب الهنود بالدخول، رغم تضاؤل إصابات كورونا وزيادة نسبة التغطية العالمية للتلقيح، بحسب ذا ناشونال.

ويسعى أكثر من 23 ألف طالب هندي، معظمهم يدرسون الطب في كليات صينية، للعودة إلى الصين لاستئناف الدراسة، بعد مغادرتهم البلاد فور ظهور الوباء بمدينة ووهان في أواخر عام 2019. تُعد الصين الدولة الوحيدة التي تُقيّد دخول طلاب دوليين إليها، وفق موقع جلوبال ادميشنز المعني بدعم الطلاب الساعين للدراسة في الخارج.

في فبراير الماضي، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، إن بكين تريد منذ أكثر من عام عودة منظمة للطلاب بموجب بروتوكولات السلامة الخاصة بكوفيد.

إغاثة صينية لطلاب هنود

في مارس الماضي، صرّح وزير الخارجية الهندي سوبراهمانام جايشانكار، لصحفيين، بأنه أثار الأزمة مع نظيره الصيني وانج يي خلال زيارة الأخير المفاجئة لنيودلهي. قال: “نأمل أن تتخذ الصين نهجًا غير تمييزي لأنه يؤثر على مستقبل طلاب كثيرين”.

في حين تنطوي سياسة صفر كوفيد الصينية على عمليات إغلاق واختبارات كورونا جماعية، أُبلغ عن تفشي المرض خلال الأشهر الماضية في عدة مدن صينية، أبرزها شنغهاي وبكين.

وفي إغاثة لآلاف الطلاب الهنود المسجلين بجامعات صينية، أعلنت الصين يوم 29 إبريل 2022 عن خطط للسماح بعودة “بعض” الطلاب الذين تقطعت بهم السبل في الهند لأكثر من عامين، في أعقاب تعليق التأشيرات وتقييد الطيران من وإلى بكين بسبب جائحة كوفيد، وفق تقرير نشره موقع إنديا توداي في 30 إبريل.

عودة طلاب هنود إلى الصين.. ما الإجراءات اللازمة؟

عودة طلاب هنود للصين

قالت السفارة الهندية، في بيان صحفي، إنه يتعين على الطلاب الهنود الراغبين في العودة إلى الصين تقديم معلومات ضرورية، عن طريق ملء “نموذج جوجل” على الموقع الإلكتروني للبعثة الهندية بحلول 8 مايو 2022.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، في مؤتمر صحفي، بأن “الصين تولي أهمية كبيرة لمخاوف الطلاب الهنود بشأن العودة إلى الصين للدراسة. لقد شاركنا مع الجانب الهندي إجراءات وخبرات طلاب دول أخرى عائدين إلى الصين”.

وأضاف بدأ بالفعل العمل من أجل عودة طلاب هنود. ما يتبقى أن يقدم الجانب الهندي قائمة بالطلاب الذين يحتاجون حقًّا إلى العودة إلى الصين، حسبما أورد إنديا توداي.

ما الجدول الزمني للعودة؟

المتحدث باسم الخارجية الصينية

بسؤال متحدث الخارجية الصينية خلال المؤتمر الصحفي، عن الجدول الزمني المُقرر لعودة طلاب هنود لاستئناف دراستهم بالصين، قال إن السفارة الصينية في الهند تعمل على تسهيل إجراءات العودة وتوفير الراحة لهؤلاء الطلاب، في إطار زمني محدد، لم يُعلن بعد.

وأوضح أن الطلاب المؤّهلين للعودة “عليهم الالتزام دون قيد أو شرط بتدابير الوقاية من كوفيد، والموافقة على تحمل جميع النفقات المتعلقة بإجراءات الوقاية”، بحسب صحيفة ديلي اكسيلسيور. وأضاف تشاو: “نولي أهمية كبيرة لمسألة عودة الطلاب الأجانب إلى الصين من أجل دراستهم، بما في ذلك الطلاب الهنود”.

وتابع: “هؤلاء الطلاب الأجانب مبعوثون للتبادلات الودية بين الصين وبلدانهم الأصلية. بعد الانتهاء من دراستهم في الصين، قد يعودون إلى بلادهم ويعملون كصحفيين أو دبلوماسيين، أو حتى سفراء لدى الصين. إنهم يمثلون مستقبل علاقاتنا”. وشدد على ضرورة ترتيب عودة الطلاب الأجانب، بمن فيهم الهنود، بطريقة منسقة في ضوء الوضع الوبائي الحالي الذي لا يزال “معقدًا وخطيرًا”.

ربما يعجبك أيضا