«نيوزويك» تكشف عن ازدواجية المعايير الأمريكية في التعامل مع الحلفاء والخصوم

بسام عباس
بسبب غزة.. التوترات تتصاعد بين الولايات المتحدة وإسرائيل

أوضحت مجلة نيوزويك الأمريكية أن الولايات المتحدة تتعامل مع حلفائها وشركائها بشكل مختلف كثيرًا عن تعاملها مع منافسيها وخصومها، وتناولت المعايير المزدوجة التي تنتهجها واشنطن في قضايا حقوق الإنسان.

وذكرت أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أكد على الصحفيين المسافرين معه بأن الولايات المتحدة لا يوجد لديها معايير مزدوجة، عندما يتعلق الأمر بحقوق الإنسان.

معاملة تفضيلية

قال الباحث في شؤون الدفاع، دانيال ديبتريس، في مقال نشرته مجلة “نيوزويك”، الخميس 2 مايو 2024، أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي لا يتوافق مع ما تقدمه بلاده. فبموجب القانون، يتعين على الولايات المتحدة وقف المساعدة الدفاعية لأي وحدة من قوات الأمن الأجنبية يتبين أنها ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.

وأضاف أن الولايات المتحدة تفرض معاملة تفضيلية على ما ينبغي أنّ يكون قيمة عالمية، فتتعامل مع حلفائها وشركائها بشكل مختلف كثيرًا عن تعاملها مع منافسيها وخصومها، مشيرًا إلى أن إسرائيل شنّت على قطاع غزّة، أكبر حملة عسكرية لها منذ الحرب في لبنان في أوائل الثمانينيات، بعد عملية طوفان الأقصى.

انتهاك للقانون الإنساني

ذكر الكاتب أن الحرب الإسرائيلية على غزة خلَّفت ما يمكن أن يكون أسوأ كارثة إنسانية في العالم، فقُتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، الثلث تقريبا من النساء والأطفال، ويقيم أكثر من نصف سكان القطاع الآن في رفح، والتي أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّها ستكون هدفه التالي.

وأضاف أن القوات الإسرائيلية شاركت في هجمات غير قانونية ضد المدنيين، مستخدمةً الأسلحة الأمريكية في انتهاك صارخ للقانون الإنساني، وفقًا لمنظمة العفو الدولية، ومع ذلك، واصلت إدارة بايدن الدفاع عن دعمها لحرب إسرائيل، بل وأقر الكونجرس قانونًا يسمح بتمويلها بنحو 26 مليار دولار.

ومع وجود تعاطف مع الفلسطينيين في غزة وقدرًا متزايدًا من القلق داخل الحكومة الأمريكية بشأن التكتيكات الإسرائيلية، إلا أنه لم تحدث أي تغييرات في السياسة الأمريكية، ولا يعتقد أي مراقب للحرب، أن بايدن سيخفض المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل.

التغاضي عن الهند

قال ديبتريس إن الهند مثال آخر لعدم تتطابق القيم مع المصالح، ففي عهد رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، اتخذت البلاد منحى استبداديًّا، فحرم المسلمين الهنود البالغ عددهم نحو 200 مليون نسمة من حقوقهم، واستخدم لغةً مثيرةً للانقسام خلال خطاباته الانتخابية التي تصوّر المسلمين بأنّهم متسللون يسرقون ثروة الهند ويقوّضون أمنها.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، 29 أبريل 2024، حاول جهاز الاستخبارات الهندي اغتيال شخصية معارضة من السيخ في نيويورك، ولم يتخذ البيت الأبيض أي إجراء سوى تحذير نيودلهي على انفراد، وحتى لائحة الاتهام الصادرة عن وزارة العدل الأمريكية أزالت أي إشارة إلى جناح الأبحاث والتحليل الهندي.

بايدن ومودي

بايدن ومودي

أكثر أهمية من القيم

أوضح الكاتب أن الأمر لا يتطلب خبرة في العلاقات الدولية لفهم ما يجري، ففي حالة كل من إسرائيل والهند، تجد الاعتبارات الاستراتيجية أكثر أهمية للولايات المتحدة من القيم، ويُنظر إلى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على أنّها لا يمكن المساس بها، ويتجنب الطرفان أي خلافات شخصية أو سياسية من للحفاظ على الشراكة.

وأضاف أن الهند قد لا تكون شريكًا مقدسًا لواشنطن مثل إسرائيل، ولكن لا يوجد خلاف في أنّ قيمتها الاستراتيجية للولايات المتحدة قد زادت، فالهند أصبحت عنصرًا أساسيًّا في تحالف واشنطن ضد الصين، ويؤمن المسؤولون الأمريكيون بأن العلاقات الأمريكية الهندية أكبر من أن تفشل، وهو ما يستغله مودي لصالحه.

ربما يعجبك أيضا