نيوزيلندا ترتدي الحجاب وتبث الأذان.. مشاهد الجمعة الأولى بعد الهجوم الإرهابي

حسام السبكي

حسام السبكي

تحل، غدًا الجمعة، الذكرى الأسبوعية الأولى، على الهجوم الإرهابي الدامي، الذي شنه المتطرف الأسترالي “برينتون تارانت”، على مسجدين في مدينة “كرايست تشيرتش” النيوزيلندية، الذي خلف نحو 50 شهيدًا، فضلًا عن عشرات الجرحى والمصابين.

وبهذه المناسبة، قررت نيوزيلندا اتخذ عدة إجراءات، من بينها حظر الأسلحة، وبث أذان الجمعة عبر الإذاعة الرسمية، إضافةً إلى انتشار دعوات لارتداء الحجاب، تضامنًا مع المسلمين في هذا اليوم، وأخيرًا مشاركات عديدة من جهات ومنظمات لحماية المصلين لأداء صلاة الجمعة في مختلف مساجد البلاد.

حظر الأسلحة

في أحدث قرارات أصدرتها الحكومة النيوزيلندية، قالت رئيسة الحكومة “جاسيندا أرديرن” إن بلادها ستحظر كل أنواع الأسلحة الآلية وشبه الآلية والبنادق الهجومية، وذلك عقب الهجومين على مسجدين في مدينة “كرايست تشيرتش”.

وقالت أرديرن إنها تتوقع أن يدخل قانون جديد يحظر الأسلحة الهجومية قبل الـ 11 من نيسان / أبريل المقبل، مضيفة “تغير تاريخنا إلى الأبد، والآن ستتغير قوانينا أيضا”.

من جانبها، أعلنت الشرطة، الخميس، بدء التنفيذ الإلزامي لقانون حظر الأسلحة في 11 أبريل المقبل، وذلك بعد تصريح رئيسة الوزراء، ويشمل الحظر جميع البنادق نصف الآلية والهجومية على غرار التي يستخدمها الجيش، علاوة على الأجزاء التي تستخدم في تحويل الأسلحة إلى بنادق نصف آلية.

دعوات لارتداء الحجاب.. وبث الأذان

انضم النيوزيلنديون إلى رئيسة وزرائهم “جاسيندا أرديرن” في دعمها وتضامنها مع مسلمي البلاد، حيث ظهرت حملات تدعو إلى ارتداء الحجاب، غداً الجمعة، كإشارة لإظهار الاحترام لمسلمي البلاد.

وانتقل التضامن من الحكومة إلى المواطنين، وتطوعت بعض المسلمات بعرض توزيع الأوشحة المجانية على النساء بالإضافة إلى إرشادهن عن كيفية ارتدائه بالطريقة الصحيحة.

ودعت إحدى الحملات، التي أطلقت على اسمها “أوشحة مأ أجل التضامن”، النساء لارتداء الحجاب “لإظهار أننا لن نخضع للإرهاب وأننا واحدة مع أخواتنا المسلمات”.

وقد ظهرت صور لشرطية ترتدي الحجاب أثناء تأمينها لجنازة أحد ضحايا الحادث.

وبعد بدء البرلمان النيوزيلندي جلسته، الثلاثاء الماضي، بآيات من القرآن الكريم، أعلنت أرديرن أن أذان صلاة الجمعة القادم سيذاع مباشرة عبر الإذاعة والتلفزيون الرسميين للبلاد سيتبعه دقيقتين حدادًا على أرواح الضحايا.

العصابات تحمي المساجد

وعدت عصابة “مونجريل موب” النيوزلندية، بدعم الجالية المسلمة في البلاد، وحماية المساجد المتواجدة في مناطقها، عقب مرور أسبوع على الهجوم الدامي، الجمعة الماضية.

ووفقا لصحيفة “ستاف”، لم تكن عصابة “مونجريل موب” فقط هي من تحركت، حيث تعهدت كل من عصابتي “كينج كوبرا” و”بلاك باور” بتقديم الدعم أيضا.

ونظمت أيضا عصابات في أستراليا دوريات حراسة حول مساجد في سيدني، كما قال فاتو زعيم عصابة “مونجريل موب”، الأربعاء “سندعم ونساعد إخواننا وأخواتنا من المسلمين مهما طالت مدة حاجتهم إلينا. اتصل بنا أحد الأشخاص وقال إن بعض إخواننا وأخواتنا المسلمين يخافون من أداء الصلاة في المسجد يوم الجمعة”.

وأضاف “قررنا بالفعل المشاركة في حمايتهم حتى يمكنهم أداء الصلاة في سلام ودون خوف، وسنرتدي ملابس مناسبة كما أننا لن نحمل أسلحة”.

من جانبه، قال أسعد محسن، أحد أفراد الجالية المسلمة في نيوزيلندا، إنه يأمل في انضمام أفراد العصابة إليهم داخل المسجد لصلاة الجمعة.

وشدد محسن على مدى تقديره لقرار العصابة، متابعا “نرحب بدخولهم إلى المسجد والصلاة معنا. هم جزء منا مثلما نحن جزء منهم، الإسلام دين جامع، ولا يطلق أحكاما، لا نراهم كأفراد عصابات، بل نراهم كما هم. نحن نقدرهم كبشر ونقدر أنهم يقدروننا أيضا”.
https://www.youtube.com/watch?v=MO2oGCPQ-4Q
https://www.youtube.com/watch?v=veJVMVjcZtE

ربما يعجبك أيضا