«نيويورك تايمز»: الأوضاع ليست على ما يرام مع رئيس وزراء بريطانيا

عمر رأفت
ما بين أزمات عميقة وإضرابات عمالية .. الأوضاع لا تسير على ما يرام مع ريشي سوناك

رئيس الوزراء البريطاني لم يحالفه الحظ، وتسلم منصبه وسط أزمات، لكن سياساته تجعل الوضع مريعًا.


تحدثت الكاتبة في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، مويا لوثيان ماكلين، عن مستقبل رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، قائلة إن الأمور لا تسير على ما يرام معه.

وقالت ماكلين، إن سوناك لديه خطة للعام الجديد 2023، كشف النقاب عنها في خطاب ألقاه أوائل يناير 2023، تشمل أجندة لإنعاش البلاد، وإنقاذ حزب المحافظين، الذي أصبح على وشك سقوط حر، والوضع أصبح مريعًا.

سوناك غير محظوظ

أجندة زعيم حزب المحافظين تلك، شملت محاولة خفض التضخم إلى النصف، وتنمية الاقتصاد، وخفض الديون، وقطع قوائم الانتظار، لكن رئيس الوزراء البريطاني لم يحالفه الحظ، على حد وصف ماكلين، وتسلم منصبه وسط أزمات، أبرزها ارتفاع تكلفة المعيشة، وهي الأزمة الأساسية التي يواجهها.

إضافة إلى أزمة المعيشة، يوجد أزمات الرعاية الصحية، والإسكان، والتعليم، ورعاية الأطفال، والنقل، والمناخ، وأخيرًا وليس آخرًا، الأزمة الخاصة بانفصال اسكتلندا عن بريطانيا.

علل اجتماعية عميقة الجذور

أوضحت ماكلين، في مقالها بصحيفة نيويورك تايمز، أن أي مسؤول يحتاج إلى أكثر من 3 أشهر، لإحراز تقدم في مواجهة ما وصفته بـ”العلل الاجتماعية عميقة الجذور”، لكن المؤشرات الأولية ليست جيدة بالنسبة إلى سوناك.

وبعيدًا عن الوفاء بوعده، بخصوص تحقيق الاستقرار والوحدة للبلاد وحزبه، فعل رئيس الوزراء البريطاني العكس، وربما تكون هذه بداية حقبة جديدة، لكنها لا تسير على ما يرام.

وأشارت ماكلين إلى أن سوناك لم يبذل الكثير من الجهد في البداية لتغيير سمعته، كما وصفته، كتكنوقراط حذر، وفي خططه الخاصة بالاقتصاد، أعلن تخفيضات كبيرة في الإنفاق، لكنه أخر الجزء الأكبر منها حتى عام 2025.

وضع مريع وعجز سوناك

وصفت الكاتبة الوضع في بريطانيا بالمريع، موضحةً أن الأسر تواجه أكبر انخفاض في مستويات المعيشة، منذ خمسينات القرن الماضي، مضيفة أن سوناك ليس لديه أي طريقة لقلب الأوضاع، وإرجاعها لسابق عهدها.

وأوضحت أن الوعود المبهمة بخفض التضخم لم تساعد في تحسين حياة البريطانيين، إضافة إلى محاولاته المشكوك فيها لإقناع المتقاعدين الجدد بالعودة إلى العمل، محذرة من أن الانطباع العام عن سوناك بأنه “قائد غير كفؤ وضعيف”.

أخطاء غير ضرورية

بدأ سوناك فترة عمله بأخطاء وصفتها ماكلين بأنها غير ضرورية، أقلها إعادة تعيين وزيرة الداخلية، سويلا برافرمان، بعد أقل من أسبوع من إقالتها بسبب خرق أمني خطير. وأضافت أنه كان من الواضح أن تركيز برافرمان على خلق بيئة معادية على نحو غير إنساني للمهاجرين، أكثر إقناعًا من سجلها الحافل بعدم “الكفاءة والجهل المطلق”.

وحسب ما تراه الكاتبة، تخلى سوناك عن السياسات الرئيسة، استجابة للضغوط الداخلية، ففي ديسمبر، على سبيل المثال، ألغت الحكومة خططًا لإدخال تعديلات خاصة ببناء المساكن، ما أدى إلى إنقاذ رئيس الوزراء البريطاني من تمرد أعضاء مجلس النواب. وكذلك خفف رئيس الوزراء الحظر المفروض على مزارع الرياح البرية، الذي كان يدعمه في السابق.

رئيس وزراء غير مرن

مع ذلك أظهر سوناك ميلًا إلى عدم المرونة، بدلًا من التفاوض، ففي مواجهة أكبر موجة من إضرابات القطاع العام، أدى رفضه إبرام اتفاقات مع رؤساء النقابات إلى التقليل من قراراته واحتقارها.

وهذه الطريقة، حسب ما وصفت ماكلين أثارت خلافًا أكثر مع الرأي العام، وارتفع دعم إضراب العاملين في القطاع العام، ما ينم عن الافتقار إلى الحس السياسي السليم.

توبيخ ملكي نادر الحدوث

قالت الكاتبة إن رئيسة الوزراء السابقة في 1979، مارجريت تاتشر، أقرت زيادة أجور عمال القطاع العام 25%، عند وصولها إلى المنصب، لإنهاء الإضراب المتداول.

وأضافت أن ما يفعله سوناك لاقى بسببه توبيخًا نادرًا ما يحدث من النظام الملكي، حين أشاد الملك تشارلز الثالث بعاملي الرعاية الصحية والاجتماعية والمعلمين، وجميع العاملين في الخدمة العامة.

ربما يعجبك أيضا