«نيويورك تايمز» تؤكد تورط جنود روس في مذبحة بوتشا.. «تحقُّق بصري»

أحمد ليثي
بوتشا

حصل مراسلو "نيويورك تايمز" من الحكومة الأوكرانية على قاعدة بيانات لجميع المكالمات والرسائل الصادرة من منطقة بوتشا إلى روسيا خلال شهر مارس.


أعرب مواطنون أوكرانيون عن الرعب والغضب، عند ظهور جثث عشرات المدنيين متناثرة على طول أحد شوارع مدينة بوتشا.

وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الأول الخميس 22 ديسمبر 2022، أن رد فعل موسكو كان الإنكار التام، ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المشهد، ووصفه بأنه استفزازي، نافيًا علاقة جيشه بذلك.

تحقق بصري

أجرت صحيفة “نيويورك تايمز” تحققًا بصريًّا استمر 8 أشهر، خلص إلى أن مرتكبي المذبحة التي ظهرت صورها من قبل، على طول شارع يابلونسكا في مدينة بوتشا الأوكرانية، كانوا مظليين روسيين من فوج الهجوم الجوي رقم 234، بقيادة المقدم أرتيوم جوروديلوف.

وحسب تقرير الصحيفة الأمريكية، أمضى المراسلون شهورًا في مدينة بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية، لإجراء مقابلات مع مجموعة كبيرة من السكان، وتمكنوا من جمع لقطات كاميرات الأمن، والحصول على سجلات حصرية من مصادر حكومية أوكرانية.

تورط قوات روسية

حلل مراسلو الصحيفة الأمريكية المواد، وأعادوا بناء تصورات لعمليات القتل على طول الشارع المنكوب، فوجدوا أن بعض الأدلة يتضمن تورط الفوج الهجومي 234 في تسجيلات هاتفية ومكالمات، أجراها للتواصل مع قادة روسيين.

وأشارت تحقيقات المراسلين إلى أن القوات الروسية دبرت “حملة دموية بشعة”، حولت أحد أكثر الشوارع هدوءًا في ضواحي بوتشا، إلى ما أسماه السكان الآن “طريق الموت”.

بوتشا

بوتشا

جرائم حرب

أشار التقرير إلى أن الأدلة في بوتشا كبيرة الحجم وكثيرة التفاصيل، وتربط إحدى وحدات الجيش الروسي وقائدها، بالتورط في جريمة حرب، وهو ما يعني إمكانية إحالة القضية للمحكمة الجنائية الدولية، لتورط الوحدة في جرائم حرب محتملة وأعمال وحشية أخرى في أوكرانيا.

وقال كبير المحاضرين في جامعة إسيكس، ماثيو جيليت، الذي عمل سابقًا في المحاكم الدولية: “هذا النوع من الأدلة الرقمية يمثل تغييرًا جذريًّا، خاصة عند المقارنة بالتحقيقات السابقة، ما يعني أن أي قضايا تنظر فيها محكمة العدل الدولية بشأن أوكرانيا، يجب أن تضم فيديو رقميًّا لإثبات الادعاءات”.

أدلة مؤكدة

تشمل الأدلة التي تثبت تورط الفوج 234 الروسي في المذبحة، معدات عسكرية، وشارات موحدة، ومحادثات لا سلكية، وقسائم تعبئة على صناديق الذخيرة. وأدلى خبراء عسكريون بما يؤكد أن المركبات المدرعة الروسية اشتركت في المذبحة، بالإضافة إلى وجود عمليات تكتيكية تظهر على الأرض.

وتقول “نيويورك تايمز” إن نراسليها حصلوا من الحكومة الأوكرانية، على قاعدة بيانات لجميع المكالمات والرسائل الصادرة من منطقة بوتشا إلى روسيا خلال شهر مارس. ومع جمع أرقام هواتف الضحايا، ومقارنة الأرقام بمكالمات ورسائل الجنود الروس، وجد المراسلون أن الجنود اعتادوا استخدام هواتف الضحايا للاتصال بوطنهم.

كشف هوية المجندين

ذكرت الصحيفة الأمريكية أنها توصلت إلى هوية 20 جنديًّا روسيًّا من الفوج 234، من خلال تحليل أرقام الهواتف التي اتصل بها الجنود الروس، والتوصل إلى أرقام هواتف عائلاتهم في روسيا. وبالاتصال بهذه العائلات، تمكن المراسلون من التحدث إلى بعض الجنود الذين خدموا في منطقة بوتشا وقت المذبحة.

ومن بين الضحايا الذين قتلهم المظليون الروس، تاميلا ميششينكو البالغة من العمر 52 عامًا، وابنتها آنا البالغة من العمر 14 عامًا، في 5 مارس الماضي، إذ كانتا من بين 4 نساء يهربن من بوتشا عندما أطلق الجنود الروس النار على شاحنتهم الزرقاء.

من القائد؟

حصل مراسلو “التايمز” على وثائق تؤكد إشارة الاتصال التي استخدمها قائد الفوج 234 عبر الراديو مع قواته، والتقطت الكاميرات الأمنية المثبتة في الشارع بعضًا من الأحاديث اللا سلكية، لتثبت أن الجنرال جوروديلوف كان في القيادة، وأكد جنديان في الفرقة 234 خدما في بوتشا في مقابلات أنه كان قائد الفوج.

ولم يتحدث قائد الوحدات المحمولة جوًّا في روسيا، الجنرال سيرديوكوف، علانية عن أي تحقيقات في المذبحة في المدينة على الرغم من الغضب العالمي بشأن الصور. لكن بصفته ضابطًا كبيرًا في الجيش الروسي، من المتوقع أن يتحمل المسؤولية في النهاية عن تصرفات القوات الخاضعة لقيادته.

ربما يعجبك أيضا