«نيويورك تايمز»: مليارديرات أمريكا يتخلون عن ترامب و«كوك» تدعم الجمهوريين

شروق صبري

لم تؤيد شبكة "أمريكيون من أجل الرخاء"، الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري لعام 2024.


نشرت شبكة أمريكيون من أجل الرخاء (أ ف ب) وهي منظمة لجمع التبرعات مذكرة بشأن مشاركتها بالانتخابات التمهيدية الرئاسية لعام 2024.

وحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الشبكة، التي أسسها تشارلز وديفيد كوك، لم تدعم في السابق المرشحين الرئاسيين، لكنها قالت في المذكرة، التي نشرتها عبر موقعها على الإنترنت، إن “أفضل شيء أن يوجد رئيس في عام 2025 يمثل فصلًا جديدًا للبلاد”.

مذكرة تهين الأحزاب الأمريكية

قالت المذكرة: “إن الحزب الجمهوري رشح مرشحين سيئين، يدافعون عن أشياء تتعارض مع المبادئ الأمريكية الأساسية، والشعب الأمريكي يرفضهم، والحزب الديمقراطي يرى في ذلك فرصة سياسية، ويستجيبون بسياسات أكثر تطرفًا، وهذا يعني أن البلاد في دوامة من الانحدار، حيث يعزز كلا الحزبين السلوكيات السيئة”.

ووفق ما جاء في تقرير للصحفية الأمريكية، ماجي هابرمان، بـ”نيويورك تايمز”، فإن شبكة المانحين، التي أنشأها الشقيقين الملياردرين، تشارلز وديفيد كوك، تستعد  للمشاركة في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في عام 2024، من خلال طي صفحة الماضي، وبداية فصل جديد.

القوى الأكثر نفوذًا في السياسة الأمريكية

أرسلت الشبكة مذكرتها للنشطاء المنتسبين والمانحين، بعد مؤتمر نهاية الأسبوع في بالم سبرينجز، بكاليفورنيا، حيث وضع قادة الشبكة أهدافهم لدورة الانتخابات الرئاسية المقبلة، في جلسات مختلفة، أوضحوا أنهم يعتزمون المشاركة في الانتخابات التمهيدية.

وحسب هابرمان، فإن الشبكة المدعومة من شركة “كوك” تضم جماعات سياسية دعمت مئات المحافظين، فهي ضمن القوى الأكثر نفوذًا في السياسة الأمريكية، على مدار الـ15 عامًا الماضية، وأنفقت 500 مليون دولار لدعم المرشحين الجمهوريين، والسياسات المحافظة في عام 2020، وكذلك أنفقت 80 مليون دولار خلال انتخابات التجديد النصفي 2022، لكنها لم تدعم من قبل مرشحين بالانتخابات التمهيدية الرئاسية.

756

وقالت الشبكة في مذكرتها، التي لم تورد اسم الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، أو سلفه دونالد ترامب. إن أحد الدروس المستفادة من الحملات التمهيدية في دورة الانتخابات النصفية لعام 2022، هو أن أعلى صوت في كل حزب سياسي يحدد نغمة الانتخابات بأكملها، حتى إن كان عام انتخابات رئاسية، فيكون هذا هو المرشح الرئاسي.

تراجع هيمنة ترامب

ترى هابرمان أن هذه الخطوة ضد ترامب، قد تحفز المانحين على الوقوف خلف مرشح محتمل آخر، لكن حتى الآن، لم يدخل السباق سوى الرئيس السابق، ومن المتوقع أن تبدأ حاكمة كارولينا الجنوبية السابقة، نيكي هايلي، حملتها للترشيح هذا الشهر، ورغم عملها سفيرة للأمم المتحدة في عهد ترامب، يمكن اعتبارها بمثابة تغيير عن الماضي.

وأوضحت “نيويورك تايمز” أنه حتى الآن لم تُظهر حملة ترامب المبكرة أنه سيكون المرشح المفضّل، وشدد عدد من المانحين الرئيسين على أنهم لا يميلون لدعمه، وتراجعت مجموعة نادي النمو، وهي مجموعة مناهضة للضرائب كانت متحالفة مع ترامب، لكنها باتت معارضة لترشيحه.

1440x810 cmsv2 4cc0690d 1568 5857 9121 9deaf1c19ca7 5063496بديل ترامب

تقول هابرمان: “يبقى أن نرى مدى نجاح مجموعة “كوك” في حشد الأموال خلف مرشح واحد، وما إذا كان تشارلز كوك سيتبرع بأمواله لدعم مرشح بعينه، لكن على الأقل، فإن أحدث المؤشرات للجوانب التقليدية للنظام الجمهوري، تعكس أنهم أقل خوفًا من ترامب، ما كان في وقت سابق.”

وتعتقد الكاتبة أنه إذا دعمت الشبكة بديلًا لترامب، فقد تمنح هذا المرشح دفعة هائلة، بالنظر إلى الموارد المتاحة لها، التي تنافست في بعض الأحيان، بل وتفوقت على موارد اللجنة الوطنية الجمهورية، لكن في ظل تراجع عدد من كبار المانحين، الذين دعموا ترامب في 2016 و2020، يكون من الأسهل لشبكة “كوك” أن تعلن معارضة ترامب، بدلًا من الاتفاق على بديل له.

توجهات كوك الحالية

رأت هابرمان أنه في حال دعمت شبكة “كوك” مرشحًا للرئاسة، سيكون ذلك خروجًا صارخًا للشبكة التي بدأها الشقيقان كوك، خلال إدارة الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، كمحاولة لإعادة توجيه الحزب الجمهوري والسياسة الأمريكية بشأن نزعتهم المحافظة.

وأوضحت أنه كانت للشبكة علاقات مع نائب الرئيس السابق، مايك بنس، الذي يتخذ خطوات قد تؤدي لحملة رئاسية، وأعرب بعض المانحين الرئيسين عن اهتمامهم بحاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، الذي قد يطلق حملة محتملة.

تأرجح في الآراء

حسب هابرمان، فإنه في الدورات الانتخابية السابقة، كان يوجد تنوع أيديولوجي لمانحي الشبكة، فضلًا عن التزام عائلة كوك بأيديولوجيتهم الخاصة، ما مثّل عائقًا أمام الاتحاد خلف مرشح رئاسي واحد، حتى إن كان تشارلز كوك الشخصية الأبرز في الشبكة، بعدما تراجع شقيقه ديفيد عنها، قبل وفاته عام 2019، لكنها تستمد تأثيرها من خلال تجميع الموارد من مجموعة من المانحين الرئيسين، الذين يمثلون أحيانًا أجنحة متباينة من الحزب الجمهوري.

ورأت صحفية نيويورك تايمز أن الشبكة ظلت على هامش السباق الرئاسي لعام 2016، بعد فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري، وكان تشارلز في مرحلة ما متذبذب بين دعم ترامب أو هيلاري كلينتون، وظل تأرجحه حتى عام 2020، عندما أعرب عن أسفه إزاء الدعم المالي للجمهوريين، وأعلن أن الشبكة “تخلت عن دعم حزب واحد” لصالح جهود الحزبين، وهو إصلاح نظام العدالة الجنائية.

الشبكة تحسم الدعم للجمهوريين

وقالت هابرمان إنه في حين أن الشبكة قدمت نفسها على أنها مهتمة بالقضايا وليس بالأحزاب، لكنها أعربت عن استعدادها لدعم الديمقراطيين، الذين يتماشون معها في بعض السياسات، وكذلك فإن إنفاقها الانتخابي الفيدرالي ذهب تقريبًا للجمهوريين.

وجاء في مذكرة شبكة “أمريكيون من أجل الرخاء”، التي تدعمها شركة “كوك” أن الديمقراطيين اختاروا طريقهم للرئاسة، ولا توجد فرصة لإحداث تأثير إيجابي، لذلك فإن الشبكة مستعدة لدعم مرشح في الانتخابات التمهيدية الرئاسية للحزب الجمهوري يمكنه أن يقود أمريكا للأمام.

ربما يعجبك أيضا