هآرتس | بارليف.. أنت مُهدَّد من قِبل الإرهابيين اليهود!

مترجمو رؤية

رؤية

ترجمة – محمود معاذ

انضم وزير الأمن الداخلي عومير بارليف إلى نادي الشخصيات المهددة أمنيًّا والتي تحتاج لحراسة مشددة، حيث سبقه في الانضمام للنادي كلٌّ من رئيس القائمة العربية الموحدة بالكنيست منصور عباس، وعضو الكنيست عن حزب يمينا إيديت سيلمان، ووزير الشؤون الدينية ماتان كهانا، إضافة الى الأعضاء الدائمين في النادي، مثل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الدفاع.

ولم تأت التهديدات ضدهم من منظمات إرهابية فلسطينية أو عصابات إجرامية عادية، كما غرد بار ليف بنفسه أمس، حيث قال “أنا لست مهددًا من قِبل المجرمين العرب، أنا مهدد من قبل اليهود الإسرائيليين”.

وكان بارليف قد توقع أن حربه على الجريمة في الوسط العربي ستفتح عليه تهديدات من قبل عصابات عربية، فهذا هو المنطقي في هذا الحالة، فوزير الدفاع يجب أن يكون مهددًا مثلًا من قبل أعداء خارجيين، وعضو الكنيست العربي الذي تجرأ على التحالف مع اليمين الإسرائيلي (منصور عباس) يجب أن يكون مهددًا من قِبل المواطنين العرب، إلا أن ما تعرض له وزير الأمن الداخلي لم يكن متوقعًا بالمرة.

إن ما صاغه بار ليف في منشوره بموقع تويتر قد جانبه الصواب، بافتراض أنه فكر في صياغة التغريدة قبل إرسالها إلى الجمهور، إذ كان يجب أن تكون الجملة الصحيحة: “أنا لست مهددًا من قِبل مجرمين عرب، أنا مهدد من قبل إرهابيين إسرائيليين يهود”، وليس فقط الاكتفاء بإسرائيليين يهود..

إن سبب التهديد يحدّد بوضوح انتماءهم لأي قطاع مجتمعي، حيث تجرأ الوزير الذي غرد على تويتر ليقول لنائبة وزيرة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند إنه يأخذ عنف المستوطنين اليهود على محمل الجد، وهذا ليس صحيحًا أيضًا، لكن بار ليف تجرأ على تحطيم إحدى القواعد الحديدية التي تُبقي الحكومة على قيد الحياة، ألا وهم المستوطنون!

وكانت وزيرة الداخلية أييليت شاكيد أول من أدرك خطورة ما قاله بارليف، حيث ردت عليه بالقول: “أنت مرتبك، المستوطنون هم ملح الأرض، رواد الوادي والجبل، وأن العنف الذي يجب أن نتحرك من أجله هو عشرات حالات إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف على اليهود من قبل العرب، وهو ما يحدث بشكل يومي”.

كما سارع رئيس الوزراء بنفسه للتصريح بأن هناك ظواهر هامشية في كل جمهور، لكن يجب ألا نشمل جمهورًا بأكمله، وذلك دفاعًا عن المستوطنين بالتأكيد. فقط المستوطنون هم الفئة المجتمعية الوحيدة؛ حيث المجرمون الذين يرتكبون مئات الجرائم كل عام، ضد الإنسان وضد الطبيعة، ويهددون العرب ويضايقونهم ويجرحونهم، ويقطعون مئات الأشجار وينفذون الإرهاب ضد الشرطة والجنود، ويتم التعامل معهم بمنتهى التراخي.

فمن بين مئات الأعمال التخريبية التي قام بها المستوطنون، تم فتح 369 قضية فقط في السنوات الثلاث الماضية، وتقديم 11 لائحة اتهام فقط، كما لم يداهم الجيش الإسرائيلي أو الشرطة أي مستوطنة لجمع أسلحة غير مشروعة على الإطلاق، وفقط في حالات قليلة جدًّا جاءوا إلى منزل المستوطن المجرم ليلًا لاعتقاله.

وعندما صرح بارليف بأنه مهدد من قبل “يهود إسرائيليين”، فإنه هو نفسه يخطئ بالتعميم، حيث إنه المسؤول عن قطاع الاستيطان بسبب انتشاره داخل دولة إسرائيل والكنيست والحكومة، طالما أنه هو نفسه يخشى توجيه أصابع اللوم في الاتجاه الصحيح، لإعطاء اسم وعنوان للإرهابيين اليهود، ويختار توصيفهم بأنهم “يهود إسرائيليون” على المطلق، فسيستمر في الخضوع لهذا الإرهاب، فمن يأخذ عنف المستوطنين على محمل الجد، دون أن يمارس صلاحياته ضدهم، لا يجب أن يتفاجأ من أنه أصبح شخصية مهددة أمنيًّا!

لقراءة النص الأصلي.. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا