هاريس رئيسة لأمريكا.. السيناريو الكابوسي لنتنياهو

عبدالمقصود علي
كامالا هاريس وبنيامين نتنياهو

العديد من المحللين في إسرائيل مقتنعون بأنه إذا تم انتخاب كامالا هاريس للرئاسة المريكية، لن يكون أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خيار سوى ترك الحياة السياسية.


في الولايات المتحدة دعم الرئيس جو بايدن نائبته كامالا هاريس رسميًا كمرشحة لسباق الرئاسة، حيث يحظى مؤتمر الحزب الديمقراطي والحملة الانتخابية باهتمام خاص في إسرائيل، خاصة من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

تحت هذه المقدمة نشر “راديو فرنسا الدولي” تقريرًا عن اهتمام الإسرائيليين بمؤتمر الحزب الديمقراطي، حيث دعم الرئيس بايدن في شيكاجو اختيار هاريس مرشحة له في سباق الوصول إلى البيت الأبيض أمام الجمهوري دونالد ترامب.

أمر مثير للدهشة

يقول ميشيل بول، مراسل الراديو في إسرائيل، إن انتخاب كامالا هاريس رئيسة للولايات المتحدة هو السيناريو الكابوس بالنسبة لبنيامين نتنياهو الذي لا يخفي ذلك.

وأضاف المراسل: هذا أمر مثير للدهشة، فرغم أنه يعرف جيدًا الحياة السياسية في الولايات المتحدة، يبدو أن نتنياهو يقف كخصم لهاريس كالرئيس السابق دونالد ترامب، لكن مرة أخرى، اصطدم بصعوبات فالمرشح الجمهوري يكثر من تصريحاته العشوائية بشأن الوضع في الشرق الأوسط.

وأوضح أنه من بين التصريحات التي يرددها ترامب بانتظام عن الدولة الفلسطينية “لقد مات جميع الرهائن تقريبًا. يجب أن نوقف المجزرة في غزة”، وبالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي هناك الكثير من التصريحات التي يتعين عليه أن يتقبلها على مضض من قبل ترامب الذي تجمعه به علاقات متناقضة.

تهنئة بيبي

لفت بول إلى مكالمة التهنئة الهاتفية التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي مع جو بايدن بعد فوزه في الانتخابات الماضية، حيث علق ترامب غاضبًا: ” أول شخص هنأ جو بايدن كان بيبي – في إشارة إلى بنيامين نتنياهو – الرجل الذي فعلت من أجله أكثر من أي شخص آخر تعاملت معه. كان يمكن لبيبي أن يظل صامتًا. لقد ارتكب خطأً فادحًا”.

وبحسب ميشيل بول ينظر في إسرائيل على أن تتويج كامالا هاريس، وأيضًا الحملة الانتخابية، يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالصراع في الشرق الأوسط، وأيضًا بأصوات اليهود والعرب في الولايات المتحدة، فالجميع يتابع عن كثب تصريحات نائبة الرئيس الأمريكي.

ويؤكد بالنسبة لهاريس سواء شاءت ذلك أم لا، فإن سباق ترشيحها يتسم بالمسيرات والمظاهرات حول القضية الفلسطينية، وفي إسرائيل يمكننا أن نرى الصعوبات التي تواجهها كامالا هاريس، وطريقة رد فعلها تجاه الحرب، حيث قالت للديمقراطيين المؤيدين للفلسطينيين: “إن المذبحة في غزة مروعة”.

ترك الحياة السياسية

المراسل يوضح أيضًا أن هاريس مضطرة على مضض للتورط في صراع أصبح جزءًا من الحملة الانتخابية الأمريكية، ويجمع المحللون في إسرائيل على أن تفاؤل البيت الأبيض بشأن التوصل إلى نتيجة إيجابية للمفاوضات حول اتفاق الهدنة وإطلاق سراح الرهائن هو أيضاً جزء من هذه الحملة.

ويقول ميشيل إن الحرب على غزة نقطة حساسة في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وما يدفع نتنياهو إلى اختياره هذا هو بالطبع الضغط الذي يمارسه اليمين الإسرائيلي المتطرف ووزراء مثل إيتمار بن جفير وبتسلئيل سموتريتش – ومعهم نواب من أحزابهم – يهاجمون باستمرار إدارة بايدن التي أثبتت، منذ 7 أكتوبر وربما أكثر في الأيام الأخيرة، دعمها الثابت لإسرائيل.

وخلص المراسل على أن الأمر المؤكد هو إذا كانت كامالا هاريس تسير على حبل مشدود في كل ما يتعلق بحرب غزة، سيتعين على بنيامين نتنياهو، من جانبه، الاستمرار في التلاعب للحفاظ على ائتلافه. علاوة على ذلك، فإن العديد من المحللين في إسرائيل مقتنعون بأنه إذا تم انتخاب هاريس في نهاية المطاف، فلن يكون أمام بنيامين نتنياهو خيار آخر سوى ترك الحياة السياسية.

ربما يعجبك أيضا