هانوي.. عدوة أمس حاضنة اليوم

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

هانوي.. العاصمة الفيتنامية التي كانت رمزاً لمواجهة الأمريكيين، نجحت في أن تكون محور الحدث مع تمكّنها من استضافة قمّة تاريخيّة هي الثانية من نوعها بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

اختيار مليء بالدلالات

هانوي، في حرب فيتنام كانت عاصمة الشمال الشيوعية، والمدينة الأكثر تحصيناً في العالم وهدف لأكبر الغارات الأمريكية.

فقد كانت المدينة مركزاً للشيوعيين، شوارعها مليئة بدبابات وجنود وتحصينات ضد الغارات الأمريكية، واليوم هي مركز اقتصادي إقليمي في حالة تغير دائمة.

العداء ليس أزليًا

في الخمسينيات من القرن الماضي، كان التعداد السكاني لهانوي نحو 55 ألف نسمة، واليوم يقطن المدينة أكثر من 7 مليون شخص.

هذا التغير الجذري ربما هو سبب اختيار هانوي لاستضافة القمة، فبالنسبة لواشنطن، هانوي خاصة وفيتنام عامة دليل على أن العداء ليس أزلياً، أما بالنسبة لبيونج يانج، فدليل على أن حزب الحكم الواحد يستطيع أن ينشأ اقتصاداً ناشطاً.

مركز اقتصادي

تعدّ هانوي مركزاً صناعياَ هامًا للبلاد؛ إذ توجد فيها مصانع المنسوجات والكيماويات والعديد من الحرف اليدوية الأخرى.

من هانوي انطلقت سياسات تجديد الاقتصاد الفيتنامي الشيوعي عام 1986 فيما كان على وشك الانهيار. أطلق على مشروع التغيير الاقتصادي اسم “التجديد” بإدارة حذرة، شجعت خصخصة المزارع والمصانع وأزيلت القيود الحكومية عن الاستثمار الخارجي وضخت الدماء الجديدة في الصناعة والبناء.

الموقع والجغرافيا

هانوي هي عاصمة فيتنام، وثاني أكبر مدينة بها، تقع شمال البلاد على الضفة اليمنى للنهر الأحمر، واللغة الفيتنامية هي اللغة الرسمية، تحلّ بعدها الإنجليزية التي أصبحت لغة ثانية متزايدة بسبب السياحة.

 تتمتع بمزيج رائع من تقاليد وثقافة الشرق والغرب، تمزج دون عناء الوجه الديناميكي الآسيوي الجديد مع الأجواء القديمة، وبها تتعايش العصور الحديثة والقرون الوسطى بشكل جميل في الشوارع المتنوعة، لاسيما شوارع البلدة القديمة ذات الشوارع المتشابكة والسكان المحليين ذات القبعات المخروطية.

هانوي أكثر من مدينة.. في هذه القمة – الأمريكية الفيتنامية، هي رسالة من كل طرف إلى الآخر ومن الطرفين إلى العالم بأن العداء ليس أزلياً.
 

ربما يعجبك أيضا