هجرة عكسية.. غاز روسيا إلى إيران وأذربيجان تبحث التصدير لأوروبا

تجاوزت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثاني، منذ الغزو الروسي في 24 فبراير 2022، ما دفع أوروبا إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية على موسكو.

هذا الأمر دفع دول الاتحاد الأوروبي للبحث عن مصادر بديلة للغاز الروسي المجاور لحدودها، ودفع موسكو أيضًا للبحث عن مستهلكين جدد لغازها، من أجل تأمين موارد خزانتها.

عبر أوكرانيا

لا تزال أوروبا تحصل على الغاز الروسي عبر أوكرانيا، ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء اعتماده على الغاز الروسي، حيث ينتهي عقد العبور في نهاية 2024، ومع استمرار الحرب، يتوقع العديد من مراقبي السوق توقف إمدادات الغاز الروسي، خاصة أن دول أوروبا تسعى لتشديد العقوبات على روسيا لتحديد مصير الحرب في أوكرانيا، بينما روسيا تسعى لتوسيع حجم إمداداتها لحلفائها في الشرق، الصين وإيران وباكستان والهند.

وكانت شركة إنتاج الغاز الروسية “جازبروم“، قد أعلنت السبت 13 يوليو 2024، أنها سترسل 42.4 مليون متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

علييف وزلينسكي

غاز أذربيجان إلى أوروبا

أعلن الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف إن أوكرانيا والاتحاد الأوروبي تواصلا مع بلاده لتوريد الغاز الطبيعي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، وذلك بعد انتهاء العقد الحالي مع روسيا.

وحسب تقرير وكالة “تسنيم” الإيرانية، أمس السبت 20 يوليو 2024، أشار علييف خلال مؤتمره في مينة شوسة، إلى أن المفاوضات جارية مع السلطات الأوكرانية والاتحاد الأوروبي، وكذلك مع روسيا، وأن جميع الأطراف تبدو مهتمة بمواصلة الإمدادات، وأضاف: “سنساعد إذا استطعنا”، معربًا عن اعتقاده بإمكانية “إطالة أمد هذه الصفقة”.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي أن بلاده تجري محادثات لتزويد الاتحاد الأوروبي بالغاز الطبيعي من أذربيجان كجزء من جهودها للحفاظ على دورها كدولة عبور والمساعدة في ضمان أمن الطاقة لجيرانها الغربيين، وحسب تقرير بلومبرج، قال الرئيس الأذربيجاني، إن دولًا مثل النمسا وسلوفاكيا ستواجه مشكلة خطيرة إذا توقفت إمدادات الغاز الروسية عبر أوكرانيا.

زيادة الصادرات

وقعت أذربيجان في 2022 مذكرة تفاهم مع المفوضية الأوروبية، لمضاعفة صادراتها من الغاز إلى أوروبا إلى 20 مليار متر مكعب بحلول عام 2027، وقال علييف إن بلاده تتحرك نحو هذا الهدف.

ومن المتوقع أن تزيد الصادرات إلى أوروبا إلى ما يقرب من 13 مليار متر مكعب هذا العام، من 11.8 مليار متر مكعب في 2023، و8 مليارات متر مكعب في 2021.

وأوضح علييف أن الإمدادات سيتم إرسالها عبر سلسلة أنابيب ممر الغاز الجنوبي، التي تربط أذربيجان بأوروبا عبر جورجيا وتركيا.

توقيع عقد تصدير الغاز الروسي إلى إيران

هجرة عكسية للغاز الروسي

في هجرة عكسية للغاز الروسي، أعلن وزير النفط الإيراني جواد أوجي، أن إيران ستتسلم 300 مليون متر مكعب من الغاز الروسي يوميًا، بموجب اتفاق جديد بين موسكو وطهران.

وحسب وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (ارنا)، قال أوجي: “يبلغ إجمالي إنتاج الغاز في 23 مصفاة داخل البلاد حاليًا نحو 850 مليون متر مكعب، ومع تنفيذ هذا الاتفاق سترد إلى البلاد 300 مليون متر مكعب من الغاز الروسي يوميًا”، مضيفًا أن الغاز الروسي سيجعل من إيران مركز إمداد في المنطقة وسيؤدي إلى توسيع العلاقات التجارية والأمن الاقتصادي والسياسي للبلاد.

وحسب تقرير منصة طاقة 1 يوليو الجاري، فإن إيران ستشتري الغاز الروسي وتعيد بيعه إلى الدول المجاورة مثل العراق وتركيا وباكستان بسعر أعلى، وتمتلك إيران ثاني أكبر احتياطيات من الغاز في العالم، ما يجعلها سوقًا جذابة لشركة جازبروم الروسية، وسط انخفاض المبيعات الأوروبية بسبب التوترات الجيوسياسية.