هجرة وإرهاب وضغوط اقتصادية.. كيف يعزز اليمين المتطرف أجندته ببريطانيا؟

تصاعد نشاط اليمين المتطرف في بريطانيا.. الأسباب والتداعيات

أحمد الحفيظ

شهدت بريطانيا في السنوات الأخيرة تصاعدًا في نشاطات ومظاهرات اليمين المتطرف، ما أثار قلقًا واسعًا بشأن تداعيات هذه الظاهرة على المجتمع البريطاني المتعدد الثقافات.

تأتي هذه المظاهرات في سياق سياسي واجتماعي معقد، يتسم بتزايد التوترات حول قضايا الهوية والهجرة والأمن، وتسبب مؤخرا في أزمات عديدة في أوروبا وأمريكا.

الهجرة واللجوء

من أبرز الأسباب التي تدفع اليمين المتطرف إلى التظاهر هو موضوع الهجرة واللجوء، ومع ارتفاع أعداد المهاجرين واللاجئين القادمين إلى بريطانيا، يشعر البعض من مواطني البلاد بتهديدٍ على هويتهم الثقافية والوطنية.

يستخدم اليمين المتطرف هذه المخاوف لتجنيد المزيد من الأتباع وتحريضهم على معاداة الأجانب والمهاجرين.

 الإرهاب والأمن

الهجمات الإرهابية التي شهدتها بريطانيا وأوروبا في العقد الأخير، مثل هجمات مانشستر ولندن، عززت من مخاوف الأمن لدى العامة.

يستغل اليمين المتطرف هذه الحوادث ليعزز روايته بأن الهجرة تؤدي إلى زيادة التهديدات الأمنية، ويطالب بسياسات أكثر صرامة تجاه الهجرة واللجوء.

القضايا الاقتصادية والاجتماعية

الضغوط الاقتصادية التي يعاني منها العديد من البريطانيين، بما في ذلك البطالة وتراجع مستويات المعيشة، تُستخدم كوقود لمظاهرات اليمين المتطرف.

يشعر البعض بأن المهاجرين ينافسونهم على الوظائف والخدمات الاجتماعية، مما يؤدي إلى زيادة التوترات العرقية والاجتماعية.

السياسات الحكومية

الخطاب السياسي لبعض الأحزاب والجماعات السياسية، التي تتبنى أجندات وطنية وتعارض الهجرة، يشجع أيضًا على تصاعد مظاهرات اليمين المتطرف.

هذا الخطاب يضفي شرعية على مخاوف معينة ويشجع على التعبير عنها من خلال الاحتجاجات والمظاهرات.

زيادة التوترات الاجتماعية

تؤدي مظاهرات اليمين المتطرف إلى تصاعد التوترات بين مختلف الفئات الاجتماعية في بريطانيا.

المواجهات بين المتظاهرين والمناهضين لهم يمكن أن تتحول إلى أعمال عنف، مما يزيد من الشروخ في النسيج الاجتماعي ويعزز من الكراهية والعنصرية.

تدهور صورة بريطانيا دوليًا

الاضطرابات والمظاهرات العنيفة تساهم في تدهور صورة بريطانيا كدولة متعددة الثقافات، وقد يؤدي ذلك إلى تأثير سلبي على السياحة والاستثمارات الأجنبية، حيث يعتبر بعض المستثمرين والسياح أن البلاد غير مستقرة أو آمنة.

الخطاب المتطرف يمكن أن يؤدي إلى تجنيد المزيد من الشباب في صفوف اليمين المتطرف، مما يساعد في زيادة أعمال العنف والإرهاب المحلي، ويشكل تهديدًا للأمن الداخلي.

تأثيرات سياسية

تصاعد نشاطات اليمين المتطرف يمكن أن يؤثر على السياسات الحكومية والانتخابات، وقد تتخذ الأحزاب السياسية مواقف أكثر صرامة تجاه الهجرة والأمن في محاولة لجذب الناخبين، مما قد يؤدي إلى تغييرات في التشريعات والسياسات.

في مقابل تصاعد اليمين المتطرف، تتزايد أيضًا الحركات المناهضة للفاشية والعنصرية. هذه الحركات تسعى لمواجهة الخطاب المتطرف والدفاع عن قيم التسامح والمساواة، لكنها قد تؤدي أيضًا إلى مزيد من المواجهات والتوترات.

ربما يعجبك أيضا