هجمات إلكترونية تضرب وزارات وبنوك أوكرانية.. ما القصة؟

ولاء عدلان

أوكرانيا: من المحتمل أن تكون الجهة المعتدية لجأت إلى الهجمات الإلكترونية، لأن خططها العدوانية بشكل عام لا تنجح.


تعرضت أوكرانيا، أمس الأول (الإثنين)، لسلسلة من الهجمات الإلكترونية التي تسببت في تعطيل عشرات المواقع المحلية بما فيها موقع وزارة الدفاع.

وكشف مركز أمن المعلومات الأوكراني أن الهجوم طال موقع وزارة الدفاع وأكبر مصرفين حكوميين، ويأتي الهجوم في وقت تخشى فيه أوكرانيا احتمالية تعرضها لهجوم عسكري من قبل روسيا التي تجري تدريبات عسكرية واسعة عند حدودها.. فهل غيرت موسكو وجهتها إلى الحرب الإلكترونية؟

استهداف 10 مواقع على الأقل

أوضح مركز أمن المعلومات أن الهجوم من نوع “دي دي أو إس” الذي يؤدي إلى تعذر وصول مستخدمي المواقع إلى الخدمات الإلكترونية، لافتًا إلى أن الهجوم تسبب في توقف 10 مواقع على الأقل عن العمل، أبرزها مواقع وزارات الدفاع والخارجية والثقافة وموقعي مصرفي “أوشاد بنك” و”بريفات24″، وفقًا لما ذكرته “أسوشيتد برس”.

واشتكى عملاء المصرفين من مشاكل في المدفوعات عبر الإنترنت، وظهرت رسالة على موقع وزارة الدفاع في 15 فبراير تشير إلى أنه معطّل ويخضع للصيانة، وأفادت السلطات الأوكرانية بأنه لا يوجد تهديد لأموال المودعين، وأنها تدخلت على الفور لوقف الهجوم وتعمل حاليا على استعادة الخدمة.

روسيا متهمة

السلطات الأوكرانية بينت أنه من السابق لأوانه تحديد من يقف وراء الهجوم، موجهةً أصابع الاتهام إلى روسيا، مشيرة إلى أنه “من المحتمل أن تكون الجهة المعتدية لجأت إلى حيل وتكتيكات الأذى البسيط، لأن خططها العدوانية بشكل عام لا تنجح”، بحسب لـ”رويترز“.

مع وجود حوالي 130 ألف جندي روسي منتشرين على حدود أوكرانيا، فإن خطر الغزو ما زال مرتفعًا، وحتى لو لم تكن هناك محاولة في نهاية المطاف للغزو التقليدي، فمن المرجح أن يتصدر الهجوم الإلكتروني قائمة خيارات موسكو باعتباره أسهل وأقل تكلفة نسبيًا، فاختراق الأنظمة الحكومية والقطاعات المالية يمكن أن يسبب فوضى عالمية، نقلًا عن مقال نشرته “فايننشال تايمز“.

هجمات سابقة

خلال يناير الماضي ألقت أوكرانيا باللوم على موسكو في هجمات إلكترونية مماثلة، استهدفت مواقع حكومية عدة بقيت لساعات خارج الخدمة، معتبرةً أن الهجمات دليلا على الحرب الهجينة التي تشنها ضدها روسيا منذ 2014، بهدف زعزعة الاستقرار وتقويض الثقة بالسلطات المحلية، وفقًا لما أوردته “أسوشيتد برس”.

في 2015 و2016، اتهمت أوكرانيا وكالة المخابرات العسكرية الروسية بتنفيذ هجمات إلكترونية استهدفت شبكة الكهرباء وأدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء واسعة من البلاد، وألقت كييف اللوم على موسكو في هجوم أوسع وقع في 2017 واستهدف مؤسسات مالية وشركات كبرى، وامتد أثره إلى شركات تعمل في أمريكا وبريطانيا وألمانيا والهند وفرنسا.

تهديد للنظام العالمي

المدير السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية كيث ألكسندر، قال في مقال بـ”فايننشال تايمز” إن هجوم 2017 في أوكرانيا ضرب أركان الاقتصاد العالمي وتسبب في أضرار بأكثر من 10 مليارات دولار في جميع أنحاء العالم، ما يشير إلى خطورة هذه الهجمات، واليوم بات خطر الهجوم والضرر أكبر بكثير.

وأضاف: “نشاهد اليوم بدايات لما يمكن أن يكون أول حرب إلكترونية واسعة النطاق، وهذه الحرب لن تهدد كييف وحدها بل ستشكل تهديدا للنظام العالمي ككل، ما يستدعي دفاعًا جماعيًا وتنسيقًا بين الشركات والحكومات لمنع القراصنة من تقويض الأمن الإلكتروني المحلي والعالمي”.

الاقتصاد الأمريكي في مرمى القراصنة

خلال شهر مايو الماضي، تعرضت شركة “كولونيال” الأمريكية لهجوم إلكتروني تسبب في تعطيل إمدادات أكبر خط أنابيب وقود في أمريكا لمدة 5 أيام، واضطرت الشركة إلى دفع فدية للقراصنة بنحو 5 ملايين دولار على هيئة عملات رقمية، لاستعادة التحكم في شبكتها الإلكترونية المربوطة بخطوط الإنتاج المسؤولة عن مد الساحل الشرقي الأمريكي بـ2.5 مليون برميل يوميًا، بحسب “بي بي سي“.

وعقب إعلان أوكرانيا عن الهجوم الإلكتروني، أشارت واشنطن إلى استعدادها للرد على الهجمات الرقمية الروسية، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في مؤتمر صحفي، أمس: “لدينا مجموعة من الوسائل التي يمكننا من خلالها الرد على مثل هذه الهجمات”، حسبما ذكرت “رويترز“.

ربما يعجبك أيضا