هجمات سيبرانية وانفجارات مدوية.. ماذا يحدث في إيران؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

يبدو أن الانفجارات الغامضة والمتلاحقة باتت سمة تميز إيران هذه الأيام، أحدث هذه التفجيرات وقع بالقرب من المبنى الرئيسي لمنظمة التنمية الصناعية والتجديد الإيرانية والتي تتعاون مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية والحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع في برامج إيران النووية والصاروخية والفضائية.

تصريحات المسؤولين الإيرانيين والتغطية الإعلامية الإيرانية لتفجير طهران بدت مرتبكة ومشتتة، فوقوع تفجير في قلب طهران مهما كان حجمه، شهادة فشل توزع على الأجهزة الأمنية الإيرانية حسب محللين.

هجمات سيبرانية

ايران 1

صباح الجمعة، تعطلت خدمات القطارات في إيران، بسبب هجمات إلكترونية على ما يبدو، وفق ما ذكرت وسائل إخبارية إيرانية تابعة للدولة. وأفادت بأن قراصنة نشروا رقم هاتف المرشد الأعلى علي خامنئي، كرقم للاتصال للحصول على معلومات. قبل أن تعود وزارة الطرق، صباح السبت، وتفيد بـ”خلل فني في أنظمة الحواسيب وشبكة الإنترنت بالوزارة “، مؤكدة أن “التحقيق جار لمعرفة الأسباب”.

من جهتها، ذكرت إذاعة IRIB الحكومية أن القطارات تأخرت أو ألغيت مواعيدها بسبب تعطل مكاتب التذاكر والموقع الإلكتروني للسكك الحديدية وخدمات الشحن، مع “فوضى غير مسبوقة في محطات السكك الحديدية في جميع أنحاء البلاد”.

وكان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني، محمد جواد جهرمي، كشف في يونيو الماضي، أن بلاده تتعرض لأخطر الهجمات السيبرانية، لافتا إلى أن هناك هجمات تمكنت الدولة من صدها وأخرى اخترقت البنية الإلكترونية للبلاد.

كما أكد حينها أن إيران تعرضت العام الماضي لأكثر من 13 هجمة كبرى وشرسة استهدفت البنية التحتية وكبرى منشآت القطاع الحيوي، إلى جانب الآلاف من الهجمات الإلكترونية الأخرى الموجهة على شبكة الإنترنت والاتصالات.

انفجار جسم مجهول

بعد نحو 8 ساعات من انفجار شمال العاصمة طهران، خرج حميد هداوند، نائب قائد شرطة طهران، ليقول: «سمع دوي انفجار في لحظة واحدة فقط، لم يتم تدمير أي مبنى أو إحراقه. ومازال التحقيق جاريا في سبب الحادث وسيتم الإعلان عن التفاصيل فور معرفة سبب الانفجار».

وسائل الإعلام الإيرانية وقبل انتهاء التحقيقات التي لم تبدأ، ألمحت إلى أن الانفجار قد يكون عملا إرهابيا، متهمة بعض جماعات المعارضة الإيرانية بأنها تقف وراء التفجير.

ويعد «ملّت» موقع الانفجار من أبرز متنزهات طهران. وهو يقع في شمال العاصمة على مقربة من مقر وكالة الأنباء والتلفزيون الإيرانية (“إيريب”) المشرفة على عمل قنوات الإذاعة والتلفزيون.

جدير بالذكر أن حوادث الانفجارات والتفجيرات باتت ظاهرة هذه الأيام في إيران، فقبل أيام أعلنت السلطات الإيرانية عن مصرع 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين نتيجة انفجار وقع في أنابيب ضخ النفط بإقليم خوزستان جنوبي البلاد، وأوضح محافظ مدينة شوش بإقليم خوزستان جنوب غرب إيران عدنان غزي، أن الانفجار ناجم عن تسرب الغاز من الأنابيب.

جهاز أمني مهترئ

حوادث الانفجارات المتكررة والمتلاحقة تطرح العديد من التساؤلات حول فعالية الأجهزة الأمنية الإيرانية التي أثبتت فشلها في التأمين، لا سيما وأن الانفجارات الغامضة طالت مواقع عسكرية وأمنية واقتصادية حساسة داخل البلاد.

أظهرت تلك الحوادث كذلك فارقا واضحا بين خصومها ففي وقت تبدو فيها كلاعب إقليمي عابر للحدود والعواصم، فإن البنية الأمنية والعسكرية في الداخل كشفت قابلية واضحة للاختراق تؤكده التفجيرات المتلاحقة وفشل المنظومة الأمنية في منعها أو حتى الكشف عن أسبابها أمام الرأي العام، والاكتفاء بتوجيه أصابع الاتهام إلى أعداء مفترضين بالداخل أو الخارج انطلاقا من نظرية المؤامرة التي تحاك ضد طهران.

ربما يعجبك أيضا