هجمات مُنسّقة بافتتاح الأولمبياد.. كيف تعاملت فرنسا مع تخريب القطارات؟

محمد النحاس

شهدت شبكة السكك الحديدية الفرنسية السريعة “TGV” أعمال تخريب “مُنسقة ومُدبرة” استهدفت إيقاف حركة القطارات عبر 4 مسارات رئيسة تربط باريس ببقية أنحاء البلاد.

وبدرجة كبيرة، نجح المخربون في تحقيق هدفهم، حيث نجت فقط الخطوط الجنوبية المتجهة إلى ليون ومرسيليا، بفضل تدخل عمال خطوط السكك الحديدية، حيث تمكنوا من إحباط الهجوم في اللحظة الأخيرة بعد أن أبلغوا الشرطة بوجود عناصر مشبوهة، وفق تقرير لـ”بي بي سي”.

أهداف حيوية؟

تُعتبر القطارات السرعة TGV التي تسير بسرعة 300 كم/س جزءًا أساسيًا من شبكة النقل في فرنسا، والتي تمتد إلى المناطق الريفية، ما يجعل بنيتها التحتية أكثر عرضة للخطر.

paris trainقال جان بيير فاراندو، رئيس شركة SNCF المملوكة للدولة، إن المخربين استهدفوا نقاط تقاطع على الشبكة لتحقيق أكبر تأثير ممكن، حيث أن كل حريق قطع خطين وألحق الضرر بكابلات الإشارات الحيوية.

في جنوب شرق باريس، استهدف المخربون الكابلات القريبة من تقاطع على ما يُعرف بخط الأطلسي، الذي يربط بريتاني بالجنوب الغربي لفرنسا، وفي الشرق أضرموا النار في كابلات بالقرب من مفترق في الخط السريع المتجه إما إلى ميتز أو ستراسبورج.

إلغاء رحلات

أعلن مكتب الادعاء في باريس عن فتح تحقيق في الحادث، بينما تعمل الفرق الهندسية على إصلاح الأضرار، ومن المتوقع أن تستمر الاضطرابات طوال عطلة نهاية الأسبوع، حيث تأثر نحو 800 ألف مسافر.

من جانبها، ستلغي Eurostar ربع رحلاتها عبر الشبكة بأكملها طوال عطلة نهاية الأسبوع، في وقت يتزامن مع بداية العطلات الصيفية في باريس، بالإضافة إلى حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس هذا المساء.

من المسؤول؟

وُصفت هذه الأعمال بأنها تخريب منظم ومنسق جيدًا ولا تبدو وكأنها عمل أفراد فقط. فقد استهدفت المواقع البعيدة عن بعضها البعض في الليل، وكان المخربون عليها على دراية كافية بالشبكة لمعرفة أي الكابلات يجب ضربها لتحقيق أقصى قدر من الاضطراب.ورغم ذلك، لم تكشف السلطات بعد عن المشتبه بهم في هذه الأعمال. وقد تكون هناك تهديدات متنوعة تواجهها باريس، بما في ذلك تهديدات من الجهاديين، أو الروس الذين يحاولون تعطيل الألعاب بسبب دعم فرنسا لأوكرانيا.

وتشير التقارير إلى أن هناك معارضة محلية للألعاب من نشطاء اليسار المتشددين الذين لا يحبون الأولمبياد ولا الحكومة الفرنسية الحالية بقيادة الرئيس ماكرون.

كيف تعاملت السلطات؟

في الوقت الذي يتعامل فيه آلاف المسافرين مع آثار الهجوم المخطط له، بدأت عمليات الإصلاح على شبكة السكك الحديدية المتضررة، وأكد رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال أن المخربين كانوا على دراية بالشبكة واستهدفوا “المراكز العصبية” للنظام.

وفرض طوق أمني مشدد في باريس استعدادًا لحفل افتتاح الألعاب الأولمبية، حيث تم إغلاق الشوارع ومحطات المترو ونشر آلاف من الشرطة والجنود للحفاظ على الأمن، بينما استهدفت أعمال التخريب 5 مواقع غير مؤمنة على ما يبدو.

استعادة تدريجية للنظام

أعلن المتحدث باسم شركة “Flixbus France” عن زيادة بنسبة 15% في الحجوزات بعد الاضطراب في شبكة السكك الحديدية، سجلت منصة “Blablacar” زيادة 3 مرات في حجوزات الحافلات والرحلات المشتركة.

وكشفت SNCF عن إمكانية استرداد التذاكر وتعديلها، وأكدت Eurostar إمكانية إلغاء أو تعديل أو استرداد الرحلات، ونشر حساب SNCF تحديثًا صغيرًا على منصة X يُفصِّل استمرار الفرق في العمل على “الاستعادة التدريجية” للنظام.

وتستمر قوات الأمن في متابعة القضية، حيث أعرب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان عن أمله في إجراء اعتقالات سريعة بشأن أعمال التخريب.

ربما يعجبك أيضا