هجوم أوكراني وشيك ضد روسيا.. أين تتجه الحرب؟

محمد النحاس
الرئيس الأوكراني ​فلاديمير زيلينسكي​

ضربت حوالي 20 طائرة مسيّرة أهدافًا متنوعة داخل الأراضي الروسية في تحول لافت اعتبره البعض نقلًا لأرض المعركة مع أوكرانيا.


أعلن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أن بلاده مستعدة لشن هجومها المضاد لاستعادة الأراضي التي “تحتلها” روسيا، حسب وصفه.

وقال زيلينسكي لوول ستريت جورنال، أمس السبت 3 يونيو 2023: “نعتقد بقوة أننا سننجح”، وبينما ذكر أنه لا يعرف كم من الوقت سيستغرقه الهجوم، شدد على استعداد قوات بلاده لشن الهجوم.. فما دلالات هذه التصريحات قياسًا إلى الواقع الميداني؟

تحول في طبيعة التصحريات

دأب الرئيس الأوكراني، خلال الفترة الماضية، على الإشارة إلى أن القوات الأوكرانية ليست مستعدة بعد من ناحية الجاهزية العسكرية على شن الهجوم الذي طال انتظاره، في ضغط على العواصم الغربية لزيادة الإمدادات العسكرية لبلاده. 

وكان زيلينسكي قال الشهر الماضي، إن أوكرانيا بحاجة إلى المزيد من المعدات الغربية قبل شن الهجوم.  غير أن التكهنات زادت مؤخرًا بشأن هجوم أوكراني وشيك، بالتزامن مع هجمات على الحدود الروسية، في ما بدا محاولة لتشتيت الجبهة الروسية.

وحسب وسائل إعلام أمريكية، يظهر من صور الأقمار الاصطناعية اصطفاف الروس في حالة دفاع منذ أشهر. 

مساعٍ أوكرانية واطمئنان أمريكي

تأمل أوكرانيا أن تتمكن من قلب موازين الميدان، واستعادة الأراضي التي سيطر عليها الروس منذ اندلاع القتال في 24 من فبراير العام الماضي. وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، جهزت أوكرانيا 12 لواء مقاتلًا تضم نحو 60 ألف مقاتل، من أجل الهجوم المرتقب.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: “نحن مطمئنون لأننا لبينا احتياجات أوكرانيا لشن هجومهم المضاد الآن”، مضيفًا: “عندما أقول نحن، لا أقصد فقط الولايات المتحدة، بل أعني أيضًا حلفاءنا وشركاءنا”.

تحول لافت لأرض المعركة

ازادات وتيرة الهجمات على الأراضي الروسية في الآونة الأخيرة، ورغم أن أوكرانيا لا تعلن صراحةً مسؤوليتها، لا تبدو هذه الضربات منفصلة عن المساعي الأوكرانية.

وفي الأسبوع الماضي انطلقت مجموعة “مناهضة للكرملين” من الأراضي الأوكرانية، وشنت هجمات على منطقة جريفون قرب بيلجورود، تزامنًا مع هجمات لطائرات مسيّرة. وقالت وزارة الدفاع الروسية فيما بعد إنها تصدت لمجموعة من “الإرهابيين” و”العناصر المخربة” وقضت عليهم.

والثلاثاء الماضي، ضربت حوالي 20 طائرة مسيّرة أهدافًا متنوعة داخل الأراضي الروسية، في تحول لافت اعتبره مقربون من كييف ووسائل إعلام غربية نقلًا لأرض المعركة إلى الداخل الروسي. ويظل هذا تصعيدًا خطيرًا مع بلد يملك أكبر ترسانة نووية في العالم، ولديه ثاني أقوى جيش بعد الولايات المتحدة.

بوتين يرد

مطلع الشهر الماضي، استهدفت مسيّرتان مبنى الكرملين، وقالت موسكو إنها محاولة لاغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وعادةً ما تنفي كييف مسؤوليتها عن هذه الهجمات.

وإثر الضربات المتتالية التي طالت الأراضي الروسية، شدد بوتين خلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن القومي، على ضرورة بذل كل الجهود اللازمة لمنع “خصوم” روسيا من زعزعة الوضع داخل البلاد، وفقًا لقناة روسيا اليوم.

وقال بوتين: “لن نسمح للمسيئين بزعزعة الوضع في البلاد”، مشددًا على ضرورة التعامل مع قضايا ضمان الأمن السياسي الداخلي، ونوه بـ”الجهود التي لا يزال يبذلها من يكرهنا، ويكثفها من أجل زعزعة الوضع في الداخل… علينا أن نفعل كل شيء حتى لا نسمح لهم بذلك تحت أي ظرف”.

اقرأ أيضًا| 3 أسباب وراء إنفاق روسيا الضئيل على الحرب الأوكرانية

اقرأ أيضًا| نقل ميدان القتال.. ما أبعاد الهجوم على الأراضي الروسية؟

ربما يعجبك أيضا