هجوم إسرائيل على الحديدة.. هل يردع الحوثيين؟ 

شهد ميناء الحديدة اليمني، اليوم السبت 20 يوليو 2024، تصعيدًا عسكريًا كبيرًا بعدما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على مواقع قالت تل أبيب إنها تابعة لمليشيات الحوثي.

 جاء الهجوم بعد يوم واحد من هجوم بطائرة مسيرة  للحوثيين على تل أبيب، والذي أسفر عن مقتل إسرائيلي، وإصابة آخرين، وهو الأول من نوعه. 

تصعيد خطير 

في تصعيد غير مسبوق، استهدفت الغارات الإسرائيلية مستودعات الغاز والنفط ومحطة توليد الكهرباء في ميناء الحديدة، بحسب صحف عبرية. 

وميناء الحديدة، أحد أهم الموانئ الحيوية لليمن، ويخضع لسيطرة الحوثيين، ويعتبر شريانًا حيويًا لتوريد البضائع والمساعدات الإنسانية لليمن، ما يجعل استهدافه يحمل رسائل متعددة الأبعاد. 

رد فعل الحوثيين

بعد الغارات، أكد المتحدث باسم الحوثيين، نصر الدين عامر، استمرار الهجمات ضد إسرائيل دعمًا لغزة، مؤكدًا أن “الرد على هذا العدوان سيكون حتميًا”. 

وفي تصريح لإذاعة حوثية، أكد الحوثيون أن الضربات استهدفت منشآت مدنية ومحطات وقود، مشيرين إلى أن التصعيد لن يثنيهم عن مواصلة دعم غزة.

وتتعرض إسرائيل منذ شهور لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة من الحوثيين، لكن معظم الهجمات كانت تستهدف إيلات الحدودية، ومحدودة التأثير والنطاق، إلا أن هجومًا بمسيرة في ضرب تل أبيب دفع إسرائيل للرد. 

مخاطر عالية

الهجوم على ميناء الحديدة يأتي في وقت تعيش المنطقة حالة عالية المخاطر، إذ تخوض إسرائيل حربًا على جبهتها الجنوبية مع حركة حماس في غزة، وتبادلًا مستمرًا للنيران مع حزب الله في لبنان.

بالإضافة إلى ذلك، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاؤهما ضرباتهم على أهداف حوثية في اليمن، في محاولة لاحتواء التهديدات التي تشكلها هذه الجماعة لحركة التجارة الدولية بالبحر الأحمر.

ووفقًا لمصادر أمريكية، فقد نفذت إسرائيل الهجوم بشكل مستقل، دون تدخل عسكري أمريكي مباشر، رغم التنسيق الوثيق بين الجانبين، لكن الولايات المتحدة أكدت أنها لم تنخرط عسكريًا في الهجوم. 

تصريحات المسؤولين الإسرائيليين

في تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، أكد أن الهجوم جاء بعد سلسلة من الهجمات الحوثية التي تجاوزت المائتي هجوم.

وشدد على أن إسرائيل ستضرب أي مكان ترى فيه تهديدًا لمواطنيها وسيادتها. كما أشار إلى أن قرار الهجوم جرى اتخاذه في اجتماع عاجل لمجلس الوزراء الإسرائيلي صباح السبت، بمشاركة كبار المسؤولين العسكريين.

تداعيات وأبعاد

أسفر الهجوم الإسرائيلي عن انقطاع الكهرباء في عدة مناطق بالحديدة، وفقًا لمصادر محلية، وتسبب في مقتل 3 أشخاص وإصابة 15 آخرين، بحسب القناة السعودية “الحدث”. 

وقد يؤدي التصعيد إلى تعقيد الوضع الإنساني في اليمن الذي يعاني من كارثة إنسانية بسبب الحرب المستمرة منذ سنوات، لكن من غير المرجح أن يردع الحوثيين، بل قد يؤدي لرد انتقامي، فلم توقف الجماعة مهاجمة سفن الشحن الدولي بعد أشهر من استهداف الولايات المتحدة وبريطانيا لأصولها العسكرية.

واستمر الحوثيون في هجماتهم على السفن المدنية والعسكرية، وعلى شاكلة رد إيران الكبير، على الهجوم الإسرائيلي الذي طال قنصليتها في سوريا، قد يرد الحوثي بتنفيذ هجمات كبيرة على الأراضي الإسرائيلية.