هجوم شمال إسرائيل.. هل غيّر حزب الله قواعد اللعبة؟

إسراء عبدالمطلب
إسرائيل تخشى حزب الله وحماس

حسب التقارير الرسمية، قُتل المتسلل بالرصاص قبل تفجير الحزام الناسف القوي الذي كان يرتديه.


لا تزال إسرائيل تبحث عن هوية منفذ عملية، الاثنين الماضي 13 مارس 2023، الذي تسلل إلى البلاد من لبنان ليفجر عبوة ناسفة.

وأدى التفجير، الذي وقع على جانب الطريق، إلى إصابة سائق إسرائيلي من أصل عربي بجروح خطيرة، ولا يزال الجيش الإسرائيلي قلقًا بشأن هذه الحادثة، رغم مقتل منفذها في وقت لاحق، وذلك لأنه يعد أول تسلل من هذا النوع منذ سنوات عديدة.

قلق وشائعات

بحسب تقرير لـ المونيتور، عاش سكان شمال إسرائيل 3 أيام من القلق والشائعات المروعة بعد ظهور صور على وسائل التواصل الاجتماعي لاعتقال مجهول الهوية تحت تهديد السلاح بالقرب من السياج الحدودي مع لبنان.

وجرى ربط الشائعات بشأن اعتقال الرجل على وسائل التواصل الاجتماعي بالانفجار القوي على جانب الطريق في وقت مبكر من يوم الاثنين، بالقرب من مفرق مجيدو، على بعد حوالي 40 ميلًا جنوب الحدود.

 تأجيج المخاوف

لم يظهر أي تفسير لهذا الارتباط ولا لهذه الأحداث لأن الرقيب العسكري فرض أمر حظر نشر على وسائل الإعلام، مما زاد من تأجيج المخاوف، ووفقا لإحدى الشائعات تسلل أربعة من أعضاء حزب الله إلى إسرائيل من لبنان عبر نفق وكادوا ينفذون هجوما جماعيًّا.

وبعد رفع أمر حظر النشر، يوم الأربعاء، تبين أن الحقائق بعيدة كل البعد عن الشائعات. ووفقًا لبيان الجيش الرسمي ووكالة الأمن العام الشاباك، تسلل شخص بالفعل إلى إسرائيل من لبنان، وهو أول تسلل من هذا النوع منذ سنوات عديدة وقيل إنه مسلح ماهر.

حزب الله

لم توضح نقطة دخوله بعد، ولا انتمائه التنظيمي، ومن الواضح أن معظم المؤشرات تشير إلى حزب الله الذي يسيطر على جزء كبير من جنوب لبنان.

ويقول مسؤولون إسرائيليون إنه حتى لو كان المتسلل فلسطينيًّا ينتمي لحزب الله، فإنهم يحمّلون زعيم حزب الله حسن نصر الله المسؤولية.

مراقبة الجيش والشرطة والشاباك

على أي حال، شق المتسلل طريقه إلى منطقة مجيدو، وزرع عبوة ناسفة وعاد باتجاه السياج الحدودي، كل ذلك تحت المراقبة اليقظة للجيش والشرطة والشاباك، وجرى تحديد مكان السيارة وتوقيفها وأمرت القوات الخاصة الراكبين بالخروج، لكن السائق فقط امتثل وخرج ويداه مرفوعتين في الهواء.

ولكن راكبها رفض، وبحسب التقارير الرسمية، فقد قُتل بالرصاص وكان على وشك تفجير الحزام الناسف القوي الذي كان يرتديه.

انتهاك قواعد اللعبة 

نقلت المونيتور عن مسؤول عسكري إسرائيلي كبير لم تكشف عن هويته، أنه إذا كان هذا مسلحًا أرسله حزب الله إلى إسرائيل، فهذا يعني أن شخصًا ما قرر المجازفة وانتهاك قواعد اللعبة، حتى على حساب الحرب في الشمال.

وأضاف المسؤول أنه إذا كان هذا الشخص هو نصر الله، فقد يعني ذلك انهيار الردع المتبادل طويل الأمد بين إسرائيل وحزب الله الذي تحقق بعد حرب عام 2006.

حسن نصر الله

حسن نصر الله

بمساعدة نصر الله 

نقلت المونيتور عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير، لم تكشف عن هويته هو الآخر، قوله إنه “على حد علمنا، ليس هناك تغيير في حقيقة أن إسرائيل قد ردعت نصر الله منذ حرب لبنان الثانية، ولا نعرف بعد من أرسل هذا الشخص، لكننا نعلم أن هجومًا محترفًا ودقيق من هذا النوع، نعد له منذ وقت طويل، لا يمكن أن يحدث على هذه الجبهة بدون نصر الله وهذا يقلقنا”.

وأضاف أن إسرائيل قلقة للغاية، خاصة أن هذا الهجوم يأتي وسط ظروف صعبة تمر بها الحكومة الإسرائيلية، وحذر العديد من المسؤولين الإسرائيليين السابقين في الأسابيع الأخيرة من أن أعداء إسرائيل قد شجعهم الاحتجاجات الجماهيرية ضد الإصلاح القضائي الذي يجرى تتبعه بسرعة من خلال الكنيست.

وامتدت الاحتجاجات إلى مظاهر عصيان من جانب ضباط الاحتياط الذين يشكلون العمود الفقري للعديد من الوحدات الأمنية، من بينها القوات الجوية والإلكترونية والاستخباراتية، وكذلك الموساد والشين بيت.

 حماس وحزب الله

 تقول معظم التقييمات، وفقًا للمونيتور، إن نصر الله ربما ليس لديه الدافع في الوقت الحالي لمواجهة الجيش الإسرائيلي القوي، ومع ذلك، لا يستبعد خبراء الأمن الإسرائيليون هذا السيناريو.

وأعطى خطاب نصر الله في الأسابيع الأخيرة مصداقية لهذا الاحتمال، ففي حديثه إلى أتباعه، زعم نصر الله أن إسرائيل قد لا تنجو للاحتفال بعيد ميلادها الثمانين، كما حذر قادة حماس، مروان عيسى في قطاع غزة، وصالح العاروري، من “مفاجآت” لإسرائيل في المستقبل.

 ويستمر خطاب المتطرفين الإسرائيليين مثل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، في تأجيج النيران بين الجانبين خصوصًا قبيل شهر رمضان.

ربما يعجبك أيضا