«هجوم محتمل على إيران».. ترامب يعترف بالاحتفاظ بوثيقة سرية

آية سيد
الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب

تسجيل صوتي يعود لاجتماع في صيف 2021 يعترف فيه ترامب بأنه احتفظ بوثيقة عسكرية سرية.


كشفت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية عن أن الرئيس السابق، دونالد ترامب، احتفظ بوثيقة عسكرية سرية بعد مغادرته المنصب.

ونقلت الشبكة  عن عدة مصادر مطلعة أن المدعين الفيدراليين حصلوا على تسجيل صوتي، يعود لاجتماع في صيف 2021، يعترف فيه ترامب بأنه احتفظ بوثيقة عسكرية سرية بشأن هجوم محتمل على إيران.

محتوى التسجيل

وفق المصادر المطلعة على التحقيقات، يشير التسجيل إلى أن ترامب كان مدركًا أنه احتفظ بوثيقة سرية بعد مغادرة البيت الأبيض. وفي التسجيل، يلمح ترامب إلى أنه يريد مشاركة المعلومات، لكنه يعلم القيود التي تحدّ من قدرته على رفع السرية عن الوثائق، بعد مغادرته للرئاسة، وفق ما أفاد مصدران للشبكة الأمريكية، أمس الأربعاء 31 مايو 2023.

وفي حين لم تستمع «سي إن إن» للتسجيل، وصفت عدة مصادر محتواه. وقال مصدر إن الجزء المتعلق بوثيقة إيران مدته دقيقتين، في حين قال مصدر آخر إن المناقشة كانت جزءًا صغيرًا من اجتماع أكبر.

اقرأ أيضًا| وثائق فائقة السرية ومعلومات حساسة.. هذا ما وجده مكتب التحقيقات في منزل ترامب

تفاصيل الاجتماع

انعقد الاجتماع المعني في يوليو 2021 في نادي الجولف، المملوك لترامب، بولاية نيو جيرسي، مع شخصين يعملان على إعداد السيرة الذاتية لرئيس موظفي البيت الأبيض في عهد ترامب، مارك ميدوز، وكذلك مساعدين للرئيس السابق، من ضمنهم أخصائية الاتصالات، مارجو مارتن.

وأفادت المصادر بأن الحاضرين لم يمتلكوا تصريحات أمنية للإطلاع على المعلومات السرية، وأن مارك ميدوز لم يحضر الاجتماع. وحسب «سي إن إن»، تتضمن السيرة الذاتية لميدوز وصفًا للاجتماع المذكور. وفيه يذكر ترامب تقريرًا من 4 صفحات كتبه رئيس هيئة الأركان المشتركة في عهد ترامب، مارك مايلي، بنفسه.

واحتوى التقرير على خطة الجنرال لمهاجمة إيران، عن طريق نشر أعداد هائلة من القوات، وهو الأمر الذي حث الرئيس ترامب على فعله أكثر من مرة خلال رئاسته. لكن المصادر أخبرت الشبكة الأمريكية أن مايلي لم يكتب التقرير.

رد فعل غاضب

حسب «سي إن إن»، حدث الاجتماع بعد وقت قصير من تقرير نشرته مجلة نيويوركر، كشف عن كيف أنه، في الأيام الأخيرة لرئاسة ترامب، أمر مايلي هيئة الأركان بالتأكد من ألا يُصدر ترامب أوامر غير قانونية، وأن يخطروه عند وجود ما يستدعي القلق، إلا أن هذا التقرير أثار غضب ترامب.

وأوردت المجلة أنه في الأشهر، التي أعقبت الانتخابات، اعترض مايلي تكرارًا على ضرب إيران وكان قلقًا من أن ترامب “قد يبدأ صراعًا شاملًا غير مبرر”. وتحدث مايلي وآخرون مع ترامب لإقناعه بعدم الإقدام على هذه الخطوة. وفي التسجيل الصوتي، وردًا على التقرير، يعرض ترامب الوثيقة، التي قال إنها جاءت من مايلي.

وأفادت المصادر بأن ترامب أخبر الموجودين في الغرفة أنه إذا استطاع إظهار الوثيقة للناس، ستقوض ما يقوله مايلي. وأشارت المصادر إلى أن ترامب كان يتحدث كما لو أن الوثيقة أمامه، وكذلك يمكن سماع صوت خشخشة الورق في التسجيل.

اقرأ أيضًا| بسبب مخاطر على الأمن القومي.. الاستخبارات الأمريكية تبدأ مراجعة وثائق ترامب

تحقيقات وزارة العدل

لفتت «سي إن إن» إلى أن المستشار الخاص، جاك سميث، الذي يقود تحقيق وزارة العدل مع ترامب، ركز على الاجتماع كجزء من التحقيق الجنائي المتعلق بتعامل ترامب مع أسرار الأمن القومي.

ووصفت المصادر التسجيل بأنه دليل “مهم” في قضية محتملة ضد ترامب، الذي أكد مرارًا أنه يمكنه الاحتفاظ بالسجلات الرئاسية ورفع السرية عن الوثائق “تلقائيًّا”. واستجوب المدعون شهودًا عن التسجيل والوثيقة أمام هيئة محلفين كبرى، كما أن التسجيل أثار اهتمامهم لاستجواب مارك مايلي.

وكانت الحكومة الأمريكية قد استعادت مئات الوثائق السرية التي كانت بحوزة ترامب بعد مغادرته البيت الأبيض، عندما أعاد فريقه 15 صندوقًا لهيئة الأرشيف الوطنية في يناير 2022، ثم أسفر تفتيش الإف بي آي لمنتجعه في مار أيه لاجو، في أغسطس الماضي، عن العثور على 100 وثيقة سرية.

اقرأ أيضًا| «الأرشيف الوطني الأمريكي»: خطابات ترامب وزعيم كوريا الشمالية مفقودة

ترامب ينفي

حسب الشبكة الأمريكية، هذا الكشف عن التسجيل الصوتي الذي يناقش فيه الرئيس السابق وثيقة سرية قد يزيد من صعوبة الموقف القانوني لترامب، الذي يسعى للترشح للمرة الثالثة لرئاسة الولايات المتحدة.

ومن جهته، قال المتحدث باسم حملة ترامب إن “التسريبات” تهدف إلى إثارة “التوترات” حول ترامب. وأضاف: “إن تدخل وزارة العدل المستمر في الانتخابات الرئاسية أمر مخجل، وهذا التحقيق عديم الجدوى يجب أن يتوقف عن إهدار أموال دافعي الضرائب الأمريكيين على الأهداف السياسية للديمقراطيين”.

وعندما سألت “سي إن إن” الرئيس السابق، الشهر الماضي، عما إذا كان عرض الوثائق السرية التي احتفظ بها بعد مغادرته المنصب على أي شخص، أجاب ترامب: “ليس حقًا. أنا لدي الحق في ذلك. وبالمناسبة، رُفعت السرية عن الوثائق بعد ذلك”.

ربما يعجبك أيضا