هدنة تكتيكية في جنوب غزة.. لمَ تخطط إسرائيل؟

إسراء عبدالمطلب

تأتي "التهدئة التكتيكية" في الوقت الذي تنتظر فيه إسرائيل تقريرًا دوليًا آخر من المتوقع صدوره هذا الشهر بشأن انعدام الأمن الغذائي في غزة.


أعلنت قنوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الأحد 16 يونيو 2024، باللغتين الإنجليزية والعربية أن “الجيش سيوقف قتاله خلال ساعات النهار على طول ممر مساعدات إنسانية مهم في جنوب غزة حتى إشعار آخر”.

ووسط بعض الالتباس الفوري حول نطاق فترة التوقف، تم تقديم توضيح سريع، هذه المرة باللغة العبرية ويبدو أنه للاستهلاك المحلي. وقال البيان إن التغيير لا يعني وقف القتال في جنوب قطاع غزة، مضيفًا أن الحملة في مدينة رفح بأقصى الجنوب مستمرة.

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يؤكد الفشل في 7 أكتوبر... و«التغيير نحو الأفضل»

هدنة تكتيكية

حسب صحيفة نيويورك تايمز، إن الوقفات اليومية تهدف فقط إلى تسهيل التوزيع المتزايد للمساعدات الغذائية في غزة، حيث أصدرت المنظمات الدولية تحذيرات شديدة بشأن الجوع. وأصبح التصميم الغريب للرسائل أكثر غرابة عندما أشارت الحكومة إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يعلم بخطة الجيش إلا من خلال التقارير الإخبارية وأبدى عدم موافقته.

ولكن المحللين قالوا إنه من المرجح أن يكون رئيس الوزراء على علم بالخطة وأن كل إعلان كان مصممًا لجمهور مختلف. ويبدو أن التصريحات المتضاربة تعكس الضغوط المتنافسة التي يواجهها نتنياهو، وهو يوازن بين مطالب إدارة بايدن وأماكن أخرى حول العالم ومطالب حكومته المتشددة. ويعارض شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف أي تنازلات في غزة، وهو يعتمد على دعمهم للبقاء في السلطة.

نتنياهو الكلاسيكي

قال جيش الاحتلال إنه سيوقف القتال من الساعة 8 صباحًا حتى 7 مساءً لكن نتنياهو ألمح إلى أنه لم يعلم بالخطط حتى صباح الأحد. وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة هآرتس، آموس هاريل، في إشارة إلى نتنياهو بلقبه: “إنه نتنياهو الكلاسيكي”. ومثله كمثل خبراء آخرين، قال إن الإعلان لم يكن من المرجح أن يكون مفاجأة كاملة بالنسبة له، حتى لو لم يطلعه القادة العسكريون على التوقيت الدقيق لما أسموه التغيير التكتيكي.

وأضاف هاريل في مقابلة: “لديه قناع في كل مناسبة”. “بالنسبة للأمريكيين، عليه أن يظهر أنه يبذل المزيد من الجهد لإيصال المساعدات. أما بالنسبة للجمهور الإسرائيلي، فيمكنه أن يقول “لم أكن أعرف ويلجأ إلى الإنكار المعقول”.

انعدام الأمن الغذائي

قالت شاني ساسون، المتحدثة باسم مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الوكالة الإسرائيلية التي تشرف على السياسة في الأراضي الفلسطينية والتي تتواصل مع المنظمات الدولية، إن هذه الخطوة تهدف إلى المساعدة في تطهير أكثر من ألف شاحنة متأخرة تم تفتيشها بالفعل من قبل إسرائيل وكانت تنتظر على الجانب الغزي من معبر كرم أبو سالم.

وأضافت ساسون “إننا نطلب من منظمات الإغاثة أن تأتي وتستلم المساعدات وتوزعها، الأمر متروك لها”. وتزامنت الخطوة العسكرية مع بدء عيد الأضحى وعدم اليقين بشأن مصير الاقتراح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار مع حماس، والذي يتضمن تبادل الأسرى مقابل الأسرى الفلسطينيين.

وتأتي “التهدئة التكتيكية” في الوقت الذي تنتظر فيه إسرائيل تقريرًا دوليًا آخر من المتوقع صدوره هذا الشهر بشأن انعدام الأمن الغذائي في غزة. وكان تقرير سابق صدر في مارس حذر من أن نصف سكان غزة يواجهون انعدام الأمن الغذائي “الكارثي” والمجاعة الوشيكة.

ربما يعجبك أيضا