هدوء نسبي في طرابلس عقب اشتباكات دامية.. وأصابع الاتهام تشير للإخوان

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

استعادت طرابلس، اليوم السبت، هدوءها بعد يوم طويل من الاشتباكات الدامية والأعنف منذ تسلم الحكومة الجديدة السلطة. فيما دعا رئيس الوزراء ووزير الدفاع الليبي، عبدالحميد الدبيبة، إلى اجتماع، اليوم، من أجل الوقوف على تفاصيل ما جرى، ومساءلة المعنيين، وشهدت طرابلس اشتباكات عنيفة بين ميلشيات، أمس الجمعة، استخدمت خلاله الأسلحة المتوسطة والثقيلة، في مشهد تكرر كثيرًا بالمنطقة الغربية خلال الفترة الماضية.

وفي ذات السياق، وجهت الحكومة دعوة إلى كل من وزير الداخلية، ورئيس الأركان العامة، وآمري المنطقة العسكرية في طرابلس والمنطقة الغربية والوسطى والساحل الغربي أيضًا، بالإضافة إلى المدعي العام العسكري، بحسب موقع العربية. نت، وتبرز الاشتباكات المتجددة باستمرار بين ميليشيات العاصمة المتنافسة، الصعوبة التي تواجهها ليبيا في كبح جماح المقاتلين، فيما يشير مراقبون إلى تورط الإخوان ورغبتهم في عدم إجراء الانتخابات في ليبيا والمقرر لها 24 ديسمبر المقبل.

توقف الاشتباكات

انسحب مقاتلو الفصائل المتناحرة من ساحة المعارك في منطقة صلاح الدين جنوب العاصمة، بعد يوم كامل من اشتباكات دامية، هي الأسوأ منذ 6 أشهر، سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين، وتسببت في أضرار مادية في الممتلكات العامة والخاصة.

واندلع هذا القتال الدامي فجر أمس الجمعة، بين “جهاز دعم الاستقرار” التابع للمجلس الرئاسي و”اللواء 444″ التابع لرئاسة الأركان، واستخدمت فيه الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بما في ذلك الدبابات وقذائف المدفعية.

كان المجلس الرئاسي بدوره وجه دعوة إلى الميليشيات المسلحة المتنازعة، أمرهم فيها بضرورة وقف الاشتباكات والعودة إلى المقرات بشكل فوري، وتوعد فيها بملاحقة المتسببين فيها.

سلاح الميليشيات

وفي سياق متصل، جددت بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا دعوتها إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن بخصوص ليبيا، بما في ذلك الشروع بشكل شامل ومفصل في عملية نزع سلاح الميليشيات، وتسريح أفرادها، وإعادة الإدماج وإصلاح قطاع الأمن؛ بهدف وضع جميع الأسلحة تحت سيطرة الدولة.

وأعربت، في بيان، أمس الجمعة، عن قلقها البالغ إزاء استمرار الاشتباكات المسلحة، بما في ذلك ما ورد عن استخدام لإطلاق نار عشوائي في منطقة صلاح الدين، أحد الأحياء المكتظة بالسكان في طرابلس، مطالبة بالوقف الفوري للأعمال العدائية، وناشدت جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.

دور الإخوان

شدد رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، على أن «مخرج الأزمة الليبية وتوحيد المؤسسات وتحقيق المصالحة الوطنية لن يتحقق إلا من خلال انتخاب رئيس لكل الليبيين عبر صناديق الاقتراع في الآجال المحددة سلفًا».

فيما يرى مراقبون أن مجموعات مسلحة مدعومة من تنظيم الإخوان في ليبيا، تسعى إلى بسط هيمنتها بشكل واسع على المنطقة الغربية، بما يحقق هدف التنظيم في إحداث حالة من الانفلات الأمني تحول دون تنظيم الانتخابات العامة في موعدها المقرر 24 ديسمبر المقبل، إذ يخشون من انعقادها ما يعجل بخروجهم من دوائر السلطة.

ويشير الباحث السياسي الليبي فرج بشير إلى حديث رئيس المجلس الأعلى للدولة، الإخواني خالد المشري الذي قال فيه إنه “لا يمكن قبول الانتخابات” حال لم تأت بنتيجة مرضية للتنظيم، وأنهم سيمنعون حدوث ذلك بالقوة. ويضيف أن الإخوان ما زالوا يرفضون بشدة الانتخابات الرئاسية، ويحاولون جهدهم منعها، إذ يدركون أنها قد تأتي بمن يقدر على أن يواجههم ويزيحهم من المشهد، بحسب موقع سكاي نيوز عربية.

ويتفق معه المحلل السياسي الليبي أشرف العقوري الذي يلفت إلى سعي الإخوان نحو إشعال الفتنة والفرقة والحرب، معقبا: “التنظيم لم يخرج مرة ليتحدث عن معاناة الشعب الليبي، أو إيجاد حلول للأزمات أو تطوير البنية والارتقاء بالشباب، وإنما يعملون فقط لمجابهة ما يرونه خطرا على كراسيهم”.

ربما يعجبك أيضا